قال الشيح عبد الباسط
عقل، إمام وخطيب مسجد السلطان أبو العلا، إن زواج التجربة يتشابه مع نكاح المتعة،
من حيث تحديد المدة، مؤكدا أن هذا الزواج باطل ولا يجوز.
وأكد "عقل"، فى تصريح لـ«الهلال اليوم»، أن الدين الإسلامي وضع
الزواج فى مكانة مقدسة، حيث وصفه بالميثاق الغليظ، مؤكدا ان الشريعة الإسلامية
وضعت شروطًا وضوابط محددة يجب اتباعها،
مستشهدا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم " تنكح المرأة لأربع، لمالها وجمالها
وحسبها ونسبها، ودينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك"، كما أتاح الشرع للخاطب أن
ينظر إلى عروسه، لقوله صلى الله عليه وسلم لرجل خطب امرأة من الأنصار.. فرد
عليه النبي أنظرت غليها قال لا، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم أنظر إليها عسى
أن يؤدم بينكما".
وشدد إمام مسجد السلطان أبو العلا أن الاستمرار شرط أساسي لصحة الزواج، والذئ بدوره يؤسس لحياة سليمة تثمر بإنجاب الأولاد والرضا
والتواد والرحمة.
وطالب "عقل" كل من تسول
له نفسه بالفتوى بدون علم أن يكف عن ذلك، مؤكدًا أن مثل هؤلاء مدعي شهرة، ومطالب
جموع المسلمين بالرجوع للعلماء، مستشهدا بالآية الكريمة: "واسألوا أهل الذكر
إن كنتم لا تعلمون".
يذكر أن الأزهر، في بيان
له، ردًا على ما اثير حول زواج التجربة، نشره
مركز الأزهر للفتوى العالمية على فيسبوك: أن "الزواج ميثاق غليظ لا يجوز
العبث به، واشتراط عدم وقوع انفصال بين زوجين لمدة خمس سنوات أو أقل أو أكثر فيما
يسمى بزواج التجربة اشتراط فاسد لا عبرة به، واشتراط انتهاء عقد الزواج بانتهاء
مُدة مُعينة يجعل العقد باطلًا ومُحرَّمًا".
وأضاف الأزهر:
"صورة عقد الزواج المُسمَّى بـ «زواج التجربة» تتنافى مع دعائم منظومة الزواج
في الإسلام، وتتصادم مع أحكامه ومقاصده؛ إضافةً إلى ما فيها من امتهان للمرأة،
وعدم صونٍ لكرامتها وكرامة أهلها، وهذه الصورة عامل من عوامل هدم القيم والأخلاق
في المجتمع".
وأكد ان زواج التجربة
-كما قرَّر مُبتدعوه- هو زواج محظور فيه على كلا الزوجين حَلّه بطلاق من الزوج، أو
خلع من الزوجة، أو تفريق من القاضي مدة خمس سنوات، أو أقل أو أكثر، على أن يكون
ذلك شرطًا مُضمَّنًا في عقد الزواج إلى جوار شروط أخرى يتفق عليها طرفاه.. ثم كثرت
الأغاليط حول مصير هذا العقد بعد انتهاء مدة التَّجربة المنصوص عليها، في حين
اختار بعضُ المتحمسين لهذا الزواج -أو إن شئت قلت: الابتداع- أن ينتهي عقدُه
بانتهاء المدة المقررة؛ ليضاف بهذا إلى جوار شرط «حظر الطلاق» شرطٌ آخر هو
التَّأقيت".
وعقبت دار الإفتاء عبر
حسابها على "فيسبوك" على هذا الطرح قائلة: "اطلعنا على الأسئلة
المتكاثرة الواردة إلينا عبر مختلف منافذ الفتوى بدار الإفتاء المصرية حول ما
يُسَمَّى إعلاميا بمبادرة زواج التجربة، التي تعنى بزيادة الشروط والضوابط الخاصة
في عقد الزواج، وإثباتها في عقد مدني منفصل عن وثيقة الزواج، والهدف من ذلك: إلزام
الزوجين بعدم الانفصال في مدة أقصاها من 3 إلى خمس سنوات، يكون الزوجان بعدها في
حِلٍّ من أمرهما، إما باستمرار الزواج، أو الانفصال حال استحالة العشرة بينهما
أوضحت أنّ هذه
المبادرة بكافة تفاصيلها الواردة إلينا قَيْد الدراسة والبحث عبر عدةِ لجان منبثقة
عن الدار، وذلك لدراسة هذه المبادرة بكافة جوانبها الشرعية والقانونية
والاجتماعية، للوقوف على الرأي الصحيح الشرعي لها، وسوف نعلن ما توصلنا إليه فور
انتهاء هذه اللجان من الدراسة والبحث.