مارس الشاعر الراحل «محمود حسن إسماعيل» النقد مرات قليلة ونادرة، كان إحداها عندما كشف سرقة الأديب عباس محمود العقاد لأحد الأبيات من الشاعر «محمود سامي البارودي».
وجه العقاد في مقاله «دواوين شعرية» المنشور عام 1934 بمجلة أبوللو، تهمة السرقة للشاعر إبراهيم ناجي، قائلًا إن البيت الآتي:
مرَّ الظلام وأنت ملء خواطري ودنا الصباح ولم أزل مشغولا
مأخوذ من قوله :
فإذا صحوتُ فأنت أول خاطري وإذا غفا جفني فأنتَ الآخرُ
وهنا جاء دور «إسماعيل» ليكشف فساد تهمة العقاد ويردها عليه أيضا، قال إن العقاد انتزع البيت الذي يتهم فيه «ناجي» من الشاعر «البارودي» عندما كتب يرثي زوجته قائلا :
فَإِذَا انْتَبَهْتُ فَأَنْتِ أَوَّلُ ذُكْرَتِي وَإِذَا أَوَيْتُ فَأَنْتِ آخِرُ زَادِي
وفي رواية أخرى :
فإذا صحوتُ فأنتِ أول خاطري وإذا غفوت فَأَنْتِ آخِرُ زَادِي
ويؤكد «إسماعيل» أن البيت منتزع ومسروق بنصه من «البارودي»، وجاء المعنى متحدٌ في البيتين ، كما أنه زاد الفضل في شاعرية بيت البارودي عن العقاد، كما أنه من الناحية اللفظية فالبيتان ليس فيهما أي تغيير، فكلمة (خاطر) أصلها (ذكرتي) في بيت البارودي، وكلمة (غفا جفني) أصلها (غفوت)، و(أنت الآخر) أصلها (أنت آخر زاد ) .
مشيرًا إلى أن بيت العقاد الذي يتهم فيه إبراهيم ناجي، ليس فيه لا تشابه في اللفظ أو المعنى.