السبت 30 نوفمبر 2024

ليس لدينا رفاهية فشل السيسى!!

  • 3-5-2017 | 11:29

طباعة

بقلم –  حمدى رزق

قالها الرئيس على بلاطة، تفضلوا، هاتوا برامجكم، وخططكم، وتصوراتكم، كفى تنظيرًا، المشاكل أمامكم، والشعب من خلفكم، ومن يرى فى نفسه صلاحًا، فليعلن عن قدومه، ويخاطب الشعب، وليولى الله من يصلح، وعلى المتحزلقين أن يكفوا عن التلسين والتنكيت والتبكيت، وإذا كان عندهم مرشح جاهزة يطرحوه، أو يستزرعوه، أو يسموه، يعلنون اسمًا، وهنسمى عليه، والميه تكدب الغطاس.

خلاص السيسى أعلنها صريحة أنا مرشح لولاية جديدة لاستكمال برنامج العرق والدموع، هاؤم اقرءوا كتابيه، أى خذوا اقرءوا كتابيه، برنامجى معلن والعجلة تدور، ماكذبت عليكم، ولم أعدكم بالمن والسلوى، طلبت عملا وعرقا ودموعا ودما، لم أطلب سلطانا وجاها، ولو طلبتها ما قترت عليكم، واشتريت نفسى بثمن بخس، علاوات ومكافآت ورواتب، والمنحة ياريس، ولتخرب، وأنا ومن بعدى الطوفان.

السيسى هذه المرة كان قاطعًا، لو عاوزينى امشى، لن هقعد ثانية واحدة، فضوها سيرة، يونيه ٢٠١٨ موعدنا، وكشف حساب، مستعد للحساب، بالجملة مش بالقطاعى، هذه المرة لم يتوار من معارضة ولم يتخف من إخوان ولا تابعين، خاطب الشعب مباشرة وهو فى الأخير صاحب السيادة والحكم .

هذه الحقيقة التى تهربون منها بكلام مزوق فى الهواء الملون، لا يسمن ولا يغنى من جوع المصريين إلى الحقيقة، حقيقة صادمة، أرجو أن يفيق المصريين من سكرتهم، تحدث مثل جراح إنجليزى، يواجه المريض بحقيقة مرضه العضال، ويطلب منه صبرًا على الدواء المر، آخر الدواء الكى.

لم يلون السيسى الواقع بألوان الربيع، الحياة مش بمبى بمبى، طالعنا بالحقيقة المرة نحن لا ننتج ما نأكل، ولا ننسج ما نلبس، ولا نعلم ولا نطبب، ستون عاما من الخدر اللذيذ، لم يخفف من وطأة الأزمة الخانقة، ولم يجمّل واقعًا، لا يكذب ولا يتجمل، نظر فى أعيننا وقالها، أنتم فى خطر، مصر فى خطر، أمة فى خطر، شعب فى خطر.

قالها واثقًا فى الشعب، الناس الطيبة التى تستشعر صدقًا، وعليه فليستشعر الشعب خطورة المرحلة، صحيح ميحسش بالنار إلا اللى كابشها، والسيسى كبش نارًا موقدة، لم يتسلم سويسرا الشرق، بل تسلم أنقاض دولة هدها الفقر والجهل والمرض وزاد عليها الإرهاب، وخنقها الحصار الدولى، والنكوص العربى.

ورث دولة على شفا جرف هار، شبه دولة كما وصفها ذات مرة ونال توبيخا وتلويما من سدنة الشعارات الكذابة، ورث هيكل دولة خاويا من عوامل القوة، سفينة عتيقة يبحر بها فى موج عاتٍ، وريح صرصر تضرب جوانبها، لكنه حمل الأمانة، قال نصا: «وأنتم أمنتونى عليها وعلى أولادكم ونفسكم، ومش هاتخلى عنكم إلا لو إنتوا قولتولى امشى».

السيسى من ضلع جيش لايعرف التولى عند الزحف، أخشى لقد أسمعت لو ناديت معرضًا، من التعريض على مصالح البلاد العليا لغرض فى نفسه أو إخلاصا لجماعته، أو متآمرا على وطنه، أو مضللا كفاعل بضم الميم أو كمفعول به بفتح الميم، مثل هؤلاء عادة لا يسمعون إلا ما تحدثهم به أنفسهم.

أخشى عليه من الإحباط واليأس، الياس موت على قيد الحياة، وفقد الأمل طريق إلى الهلاك، ولا يأس مع الحياة، يقينا ليس لدينا رفاهية فشل السيسى، من يتحمل الغرم، من يقدر على النهوض بعد السقوط فى هاوية الفشل والتفشيل، إذن نجاحه واجب وطني، ويحضرنى كلمة الأستاذ حمدين صباحى المرشح المنافس للرئيس بعد جولة انتخابية خسرها، قال ما جاء فى عنوان المقال: « ليس لدينا رفاهية فشل السيسى «، قالها بيقين ولكننا ننسى.

وعليه، أعينوه على أداء الأمانة فيما تبقى من ولايته الرئاسية وليمر من عام الرمادة واصبروا قدر عام من أعوام خلت، ولا تضيّعوا رجلًا مخلصًا، صادقًا، لا يعرف اللوع فى غضبة أو ضيق أو عنت، هذا رجل يحدثكم بعيدًا عن التزويق السياسى، والتنظير اللوذعى، وفقه الأولويات المغلوط، من قال إن الاختيار بين الغواصة والمدرسة، المدرسة تحميها الغواصة.

بلغة شعبوية تحدث فى المؤتمر الدورى للشباب، يقينًا وصلت الرسالة إلى الشعب، وتحدث بها البسطاء فى قعور بيوتهم، لما هو منفعل هكذا، رد عليهم سريعا، أنا مش منفعل أنا خايف عليكم، لم يقلها هكذا، هو متألم من ثعالب عقورة تنهش فى جسد الوطن، يتهكمون على كل فعل، وينالون من كل قول، ولا يعجبهم العجب، تفرغوا للنكاية والمكايدة دون أن يمسكوا فأسا أو مقلاعا أو يبقى عندهم ضمير وأمانة.

مشكلة السيسى حتى ساعته وتاريخه أنه لم يتغير فى لغته وخطابه ومفرداته، لايزال هاويًا فى عالم السياسة، لم يحترف السياسة، لم يمارس كذب السياسيين، لا يعرف الكذب عندما يخاطب من اختاروه وهم يعلمون حقيقة أزمة الوطن وكيف أنها قاسية، ولا يتدارى من محنة تحيط بعنق الوطن، ولا من حزام ناسف يحيط خاصرة الوطن.

لن يعجبهم، جلودهم سميكة، وقلوبهم غفل، وعقولهم مبرمجة على ألوان، إشى إخوان وإشى أمريكان وإشى إشى ما يختشى على دمه، لايزال الرجل يتحدث بلغة قائد فى الميدان، ويستند إلى حائط البطولات، ولا يذهب لنفى دور مقدر لجيش مصر العظيم، ويقسم، « وقسمًا بالله أن الجيش يقوم بدور تنموى مواز لدور الدولة بالضبط.. يا نهار أبيض.. دا أن شغلت الجيش عندكم بيقاتل الإرهاب.. ويارب تقبلوا الكلمة اللى هقولها.. وهى إنى مشغله تحت رجليكم كى لا تقع مصر»، ويرد عليه المحبون يجبرون بخاطره وخاطر جيش مصر العظيم، جيشنا فوق راسنا من فوق.

السيسى يصارحنا ولا يضحك علينا، وصدق أمير المؤمنين على بن أبى طالب قال: « صديقك من صَدَقَك لا من صدَّقك «، وبالمثل ننسج القول: رئيسك من صَدَقَك لا من صدَّقك، كان سهلا عليه وميسورا دغدغة المشاعر طلبا لصداقة وشعبية جارفة كانت له ولاتزال رغم رغى العابثين، ولكنه يصدق شعبه، وهذا أبقى من صداقة عابرة فى ولاية رئاسية زائلة، لم يطلبها إلا برضى، واختيار، وفى الأخير لكم الحق فى الاختيار.

مصر لم تقم لها قيامة منذ أن ذُبحت فى حرب ٦٧، وآن لها أن تواجه وأن تصبر، لا يعدكم بالشهد فحسب بل بالشهد والدموع، حتى ساعته وتاريخه يحارب، جُبِل على الحرب، ولكن ينقصه العتاد والمؤن والرجال السمر الشداد، ثلاث سنوات يحارب إرهابًا على الحدود، وإرهابًا داخل الحدود، الإرهاب يقتل الأرواح، والسلبية والأنامالية والفساد تقتل الأمل فى النفوس، الرجل ضاق صدره، صدره صار ضيقًا حرجًا، استولت على الرجل حالة شكوى، يشكو حاله لحاله، هذا حالكم، الله يصلح حالكم.

الرسالة مقصودة، رسالة بعلم الوصول، الورثة ثقيلة، التركة مثقلة بالديون، ثلث رواتب وثلث دعم وثلث مديونية، فماذا يتبقى عشان أعملك حاجة تليق بك يا مصرى كمواطن يتعلم ويعالج.. ماحصلش.. ماعندناش»، الرجل يعلنها على الملأ، مستعد للحساب، لو أداؤنا هو السبب فى الحالة المتردية التى وصل لها الوضع فى مصر فنحن على استعداد نمشى ويبقى حد تانى أداؤه أفضل موجود !.

 

    الاكثر قراءة