يشهد العالم اليوم مراسم تنصيب جو
بايدن رئيسًا للولايات المتحدة الأمريكية ليصبح الرئيس الـ46 الذي تم انتخابه، بحضور
عددًا من الرؤساء السابقين للولايات المتحدة في الصفوف الأمامية، هم: «باراك
أوباما، جورج بوش، بيل كلينتون»، بعدما
رفع بايدن شعار الوحدة، مؤكدًا على عزمه لتوحيد الأمريكيين من جديد حتى يكونوا
قادرين على التصدي لما يواجه العالم من أزمات، خاصًة جائحة كورونا.
بيل كلينتون
الرئيس الـ42 للولايات المتحدة
الأمريكية في الفترة من بين عام 1993 وحتى 2001، ينتمي للحزب الديموقراطي، إذ اتسمت
سياسيته بالوسطية التي عرفت باسم "الطريق الثالث"، فاز في الانتخابات
الرئاسية عام 1992 بـ370 صوتا، أمام منافسه دبليو بوش الأب الذي حصل على 168 صوتًا
فقط.
ويعتبر كلينتون هو صاحب أطول فترة في
التوسع الاقتصادي في التاريخ الأمريكي، وقام بالتوقيع على قانون اتفاقية التجارة
الحرة لأمريكا الشمالية وهي معاهدة لإنشاء منطقة تجارية حرة بين الولايات المتحدة
وكندا والمكسيك، التي تسعى إلى تحقيق اقتصادًا قويا للدول الأعضاء، مما يعطيهم
القدرة على منافسة التكتلات الاقتصادية الأخرى.
في عام 1996 أصبح كلينتون أول رئيس ديمقراطي
ينجح في دورة انتخابه الثانية منذ فرانكلين روزفلت، الرئيس الأسبق للولايات
المتحدة رقم 32، حيث تفوق بنسبة 49.2% على منافسه بوب دول الذي حصل على نسبة 40.7%
من الأصوات، وقام كلينتون خلال دورته الثانية بتفعيل قانون إصلاح الرعاية
الاجتماعية والتأمين الصحي للأطفال بالإضافة إلى إجراءات رفع القيود المالية.
تم عزل كلينتون من منصبه عام 1998 من
قبل مجلس النواب الأمريكي بعد اتهامه بالشهادة الزور أمام هيئة المحلفين الكبرى
وعرقلة العدالة خاصة بعد فضيحة مونيكا لوينسكي الجنسية، موظفة بالبيت الأبيض، ليتم
اعتبار كلينتون هو الرئيس الأمريكي الثاني الذي يتم عزله وذلك بعد أندرو جونسون،
الرئيس الأسبق للولايات المتحدة رقم 17، إلا أنه تمت تبرئته من قبل الكونجرس عام
1999.
شهدت أخر ثلاث سنوات في فترة حكم
كلينتون فائض في قيمة الموازنة العامة وهو ما لم يحدث منذ عام 1969، وفيما يتعلق
بسياسته الخارجية، دعم كلينتون الشعب العراقي للتحرر من نظام صدام حسين من خلال
توقيعه على قانون تحرير العراق، كما شارك في معاهدة كامب ديفيد التي سعت إلى
التوصل لحل سلمي للصراع الإسرائيلي الفلسطيني إلا أنها باءت بالفشل.
انتهت فترة رئاسة كلينتون بحصوله على
درجة عالية من رضا المواطنين الأمريكيين، وشارك بعد ذلك في دعم الحملة الرئاسية
لزوجته هيلاري كلينتون عام 2016، وحملتي باراك أوباما لعامي 2008 و 2012.
جورج دبليو بوش
يُعرف باسم جورج بوش الابن وهو الرئيس
الـ43 للولايات المتحدة الأمريكية في الفترة من بين عام 2001 وحتي 2009، والذي قام بتعديل أجندة اهتماماته خلال فترة الرئاسة بعد الهجمات
الإرهابية في 11 سبتمبر 2001، التي وقعت بعد ثمان أشهر من توليه الرئاسة، وكانت
لتنظيم القاعدة (قاعدة الجهاد) دورًا بها، وهي منظمة متعددة الجنسيات تسعى لإنهاء
النفوذ الأجنبي على البلدان الإسلامية، وتم تصنيف القاعدة كمنظمة إرهابية.
مما دفع بوش لإطلاق حملة "الحرب
على الإرهاب" وهى حملة عسكرية واقتصادية وإعلامية تترأسها الولايات المتحدة
بمشاركة بعض الدول، وتهدف إلى القضاء على الإرهاب والدول التي تدعمه.
عزز بوش السياسات التي ترتبط بالاقتصاد
والرعاية الصحية والتعليم، وتعديل الدستور لحظر زواج المثليين، والتوقيع على
تخفيضات كبيرة في الضرائب، وقانون باتريوت أو ما يعرف بقانون مكافحة الإرهاب والذي
تم إقراره بعد أحداث 11 سبتمبر2001 بهدف تسهيل الوسائل اللازمة لمكافحة الإرهاب،
بالإضافة إلى تمويل برنامج الإغاثة لمرضى الإيدز المعروف باسم بيبفار، وانتهت رئاسة بوش عام 2009، ليغادر
منصبه حاصلًا على أسوأ الآراء تجاه فترة حكمه.
أول رئيس من أصول إفريقية
الرئيس الـ44 للولايات المتحدة
الأمريكية، الذي عين جو بايدن نائبًا له، في الفترة من بين عام 2009 وحتى 2017
وذلك بعد فوزه على منافسه جون ماكين، أعاد أوباما مفهوم العنصرية الخفية وذلك
عندما امتنع عدد من الناخبين البيض، الذين يدعون كرههم للعنصرية، عن التصويت له
بحجة أنه قليل الخبرة.
قام أوباما في الأيام الأولى لحكمه
بإصدار توجيهات بسحب القوات الأمريكية من العراق، وإغلاق معتقل جوانتانامو وهو سجن
سئ السمعة يفتقر الحد الأدنى من قوانين حقوق الإنسان ووصفته منظمة العفو الدولية
بأنه مثالًا للهمجية.
في يناير 2009 قام بالتوقيع على قانون
ليلي ليتدبر للأجر العادل على أساس ساعات العمل، كما وقع على برنامج التأمين الصحي
للأطفال ليشمل 4 ملايين طفل غير مؤمن عليهم.
فبراير 2009 وقع أوباما على قانون
إعادة الاستثمار بميزانية وصلت إلى 787 مليار دولار سعيًا لتجاوز حالة الكساد
العالمي وتحفيز النمو الاقتصادي.
وفيما يتعلق بسياسته الخارجية، قام
نائب الرئيس جو بايدن ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون بالسفر لأماكن مختلفة للإعلان
عن بداية فترة جديدة من العلاقات الأمريكية تتخذ الهدنة أساسًا لها خاصًة مع روسيا
وأوروبا، وفي يونيو 2009 سعى إلى توثيق العلاقات مع العالم الإسلامي وتعزيز السلام
في الشرق الأوسط من خلال خطابه الذي ألقاه في جامعة القاهرة بمصر.
ومن الناحية الاقتصادية: قام أوباما
بإعفاء المسنين الذين يقل دخلهم عن 50.000 دولار في السنة من الضرائب، ورفع
الضرائب على من يزيد دخله عن أكثر من 250.000 دولار بالسنة وسعى إلى التقليل من
اعتماد الولايات المتحدة على النفط المستورد، كما قدم نظام للحد من التلوث البيئي
من خلال منع انبعاثات الكربون.