قال الدكتور
يحيى متولي خليل، أستاذ الاقتصاد الزراعي بالمركز القومي للبحوث، اليوم، إن كافة المشاريع
الجديدة سواء مشروع المليون ونصف فدان أو مستقبل مصر الزراعي، تحمل هدفًا أساسيا، وهو
زيادة الإنتاجية الزراعية، بسبب نقص بعض المحاصيل الاستراتيجية الهامة، والتي من أهمها
المحاصيل الزيتية والنشوية مثل القمح والذرة.
وأضاف متولي في تصريح لـ«الهلال اليوم»، أن كافة المشاريع الزراعية التي يتم
تبنيها في الوقت الحاضر، الهدف منها تقليل نسبة الواردات الزراعية من الدول
الخارجية، وزيادة نسبة الاكتفاء الذاتي من المحاصيل الاستراتيجية الهامة، فالإنتاج
المصري مشكلته الأساسية عدم استخدام التكنولوجيات الزراعية في زراعة المحصول أو
الحصاد أو التسويق.
وأكد أنه يرجع سبب
عدم استخدام التكنولوجيات في الزراعة إلى وجود عائق التفتت الحيازي للأراضي الزراعية،
فنصيب الفرد من الأرض الزراعية يبلغ 2 قيراط، ما يجعل من الصعب استخدام تلك
التكنولوجيا، فمشروع ضخم مثل مستقبل مصر يتيح استخدام التكنولوجيا الزراعية، ويتيح
زراعة مساحات كبيرة من الأراضي رغم مشكلة المياه التي نواجهها في الوقت الحاضر.
وأوضح متولي، أنه من التكنولوجيات الزراعية أيضا استخدام أصناف مستنظفة حديثة تعمل على زيادة إنتاج
الفدان للمحصول، وماكينة "الكومباين" التي تحصد ثم تعمل على دراسة القمح
وفصله عن التبن، وبذلك يمكن إنشاء مزارع حديثة للإنتاج الحيواني ومصانع لتصنيع
المنتجات الزراعية، وهذا هو الفكر التكنولوجي الحديث، فتصنيع المنتجات الزراعية وبيعه
بصورة منتج مصنع يزيد من القيمة المضافة.
وأشار إلى أن
الاستراتيجية الزراعية المصرية، قادرة على خفض نسبة الواردات الزراعية من السلع
الاستراتيجية، والتحول إلى الاكتفاء الذاتي ثم التصدير للخارج، بالإضافة إلى فتح
المجال لإنشاء العديد من المصانع والمزارع الحيوانية، ما سيقلل من واردات مصر من
اللحوم، ولكن تلك المشروعات الضخمة تحتاج إلى مستثمرين من أجل
النهوض بالصناعات الزراعية.
وأوضح أستاذ الاقتصاد، أن
مشروع مستقبل مصر قادر على توفير العديد من فرص العمل للزراعيين، فنسبة الخريجين من المؤهلات المتوسطة وكليات ومعاهد الزراعة، كبيرة للغاية، مع عدم وجود فرص عمل قد
يفتح المجال أمامهم للتوجه إلى المخدرات كحل للمعاناة، ولكن مثل هذه المشروعات تدعم الشباب وتوفر لهم فرص عمل من أجل عيش حياة كريمة.