الأربعاء 22 مايو 2024

مالي: الهدوء يعود الى العاصمة باماكو والأمن ينفى اطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين

عرب وعالم22-1-2021 | 15:56

استعادت وزارة الداخلية في جمهورية مالي الهدوء في العاصمة باماكو وبدأت اعتبارا من الساعات الاولى من صباح اليوم سحب تشكيلاتها وتقليص مستوى انتشارها فى ارجاء العاصمة بعد الاشتباكات بين الشرطة والمتظاهرين المطالبين بما وصفوه بوقف "تدخلات الجيش الفرنسى فى شئون البلاد" وهى التظاهرات التى شهدتها باماكو يوم الاربعاء الماضى واستمرت حتى ليلة أمس وان كان بوتيرة اقل .


وأزالت قوات الأمن فى مالى المتاريس وحطام السيارات التى اشعل المتظاهرون النيران فيها وكذلك قامت الأجهزة البلدية فى باماكو برفع الانقاض الناتجة عن قيام المتظاهرين بتحطيم واجهات المحال التجارية والفنادق فى عدد من اماكن العاصمة .


وكانت التظاهرات التى شهدتها عاصمة مالى خلال اليومين الماضيين قد انطلقت على خلفية حادث وقع مطلع هذا الشهر أودى بحياة 20 مواطنا بعد تعرضهم لاطلاق نيران من مروحية عسكرية فرنسية .


وقال شهود عيان الواقعة ان القتلى كانوا يحضرون حفل زفاف بينما اصرت قيادة القوة الفرنسية فى مالي على ان المروحية استهدفت تجمعا للعناصر المتطرفه نافية ان يكون هناك خطأ فى ادارة النيران .


واستثمرت قيادات الانفصال وقادة الجماعات المسلحة فى منطقة الساحل هذا الحادث لاستفزاز مشاعر المواطنين فى مالي ، واستتبع ذلك قيام العناصر الارهابية بنصب كمين لدورية حفظ سلام تتبع الأمم المتحدة فى شمال البلاد وقد لقى ضابط من ساحل العاج مصرعه فى الهجوم .


وعندما قامت حكومة مالى وممثلية الأمم المتحده بتشييع جثمان ضابط ساحل العاج فى مراسم رسمية فى العاصمة باماكو يوم الثلاثاء الماضى ، سرعان ما استثمر قادة الميليشيات الانفصالية المتحالفة مع تنظيم القاعدة هذا الاجراء فكانت تظاهرات الاربعاء الماضى التى شهدتها العاصمة باماكو.


وقد نفت وزارة الداخلية فى مالى استخدام الرصاص الحى فى مواجهة المتظاهرين وكشفت عن أن تظاهراتهم كانت غير مصرح بها من السلطات الأمنية وانه تم استخدام قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين.


وأهابت داخلية مالى المواطنين بتفادى التواجد ضمن تجمعات اتقاء للاصابة بفيروس كورونا ، كما دعت الشعب الى التكاتف مع جهود استعادة الأنضباط فى العاصمة و ضواحيها والتعاون بقدر ما يمكنهم مع رجال الشرطة فى تحقيق ذلك .


ويصل قوام القوات الفرنسية العاملة فى مالى الى خمسة الاف و مائة جندى يقومون بمهام حفظ سلام ومكافحة الارهاب فى مالى ودول جوارها فى منطقة الساحل والصحراء فى بوركينا فاسو والنيجر .


وبدأت القوات الفرنسية عملها منذ العام 2013 بعدما شنت قيادات شمال مالى حملة للانفصال بالاقليم عن باماكو فى العام 2012 وهو ما شجع عناصر انفصالية اخرى فى دول جوار مالى استثمره تنظيم القاعده الارهابى لاستعاده نشاطه التجنيدى والعملياتى فى افريقيا بعد انحسار مشروعه فى افغانستان والشرق الاوسط .


ويقول المراقبون انه لولا الدور الذى تلعبه قوات مكافحة الإرهاب الفرنسية فى هذا الجزء من القارة لتحول الى مرتع للارهاب والى افغانستان جديدة للقاعدة ، ويحذر الخبراء من حملات التأثير النفسى التى يقودها احمدو لامينو ديالو مسئول الدعاية لانفصاليي الشمال والتى تصور القوات الفرنسية فى مالى و اقليم الساحل وكأنها قوة احتلال بينما ينظم وجود هذه القوات اتفاقات رسمية مبرمة مع حكومات الدول التى تعمل على اراضيها .


وتعد مالى مستعمر فرنسية سابقة وقد جاءت اليها قوات مكافحة الارهاب الفرنسية فى اطار اتفاق سياسى بين باماكو وباريس التى تتبنى استراتيجية شاملة لتهدئة الاوضاع فى هذا الجزء من افريقيا ومنع تمدد الميليشيات المسلحة المتطرفة فيه او اتخاذها لحاضنة شعبية من سكانه .


تجدر الاشارة الى ان قوات حفظ السلام التابعية للأمم المتحدة قد فقدت 146 من افرادها نتيجة اعمال قتالية مضادة فى مالى منذ ارسال الأمم المتحدة لقوات حفظ سلام تابعة لها إلى شمال مالى فى العام 2013 وهو ما جعل مسئولى الأمم المتحدة يصفون مهمتهم فى مالى بأنها المهمة الاكثر دموية والابشع خسائر من بين عمليات حفظ السلام التى تباشرها المنظمة الدولية حول العالم .