السبت 23 نوفمبر 2024

عرب وعالم

«فاينانشيال تايمز»: بايدن يواجه أول اختبار للسياسة الخارجية

  • 22-1-2021 | 18:07

طباعة

اعتبرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية في عددها الصادر اليوم الجمعة أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تواجه، بعد يوم واحد فقط من بداية تنصيبها، أول وأكبر اختبار لها في مجال السياسة الخارجية ويأتي في نفس الملف الذي تعثرت فيه الإدارة السابقة لمدة أربع سنوات، وهو بشأن: روسيا .


وأفادت الصحيفة (في تقرير لها نشرته على موقعها الالكتروني في هذا الشأن) أن البيت الأبيض أعلن يوم أمس الخميس، تلبية لتعهدات الحملة الانتخابية لبايدن، عزمه تمديد اتفاقية الحد من الأسلحة النووية بشكل مباشر مع روسيا قبل موعد انتهائها رسميا في فبراير القادم، وهو ما عارضه الرئيس السابق دونالد ترامب منذ فترة طويلة .


مع ذلك، قالت الصحيفة إن الدعوة التي وجهها الرئيس بايدن لتمديد ما يسمى باتفاقية "ستارت الجديدة" لمدة خمس سنوات جاءت بينما أدان المسئولون الجدد في واشنطن ما اعتبره المحللون من أكثر الأعمال العدوانية المناهضة للغرب في الكرملين منذ سنوات.


وأشارت إلى أنه في الأيام التي سبقت تنصيب بايدن، كشفت أجهزة الأمن الأمريكية النقاب عن هجوم إلكتروني هائل ضد أجهزة كمبيوتر تابعة للحكومة الأمريكية ألقت باللوم فيه على روسيا، فضلا عن اعتقال موسكو في نهاية الأسبوع لزعيم المعارضة أليكسي نافالني، في تهم تتعلق بقضايا اختلاس .


تعليقا على ذلك، قال أندرو فايس، الخبير في شئون روسيا بمؤسسة كارنيجي للسلام الدولي:" لقد أمضينا سبع سنوات في أزمة بين الولايات المتحدة وروسيا؛ كانت تقف واشنطن فيها في موقف ضعيف"، حيث يرجع تاريخ بداية التوترات الحالية بين البلدين إلى ضم موسكو عام 2014 لشبه جزيرة القرم.


وبالنسبة إلى بايدن، الملتزم باستعادة التعددية الأمريكية، فإن تمديد معاهدة ستارت النووية يمثل- حسبما قالت الصحيفة- انفصالًا حادًا عن سياسات ترامب، الذي انسحب من معظم الاتفاقيات الثنائية المتبقية مع موسكو خلال فترة رئاسته.


وقالت جين بساكي، السكرتير الصحفي للبيت الأبيض، يوم أمس الخميس: "إن ستارت الجديدة هي المعاهدة الوحيدة المتبقية التي تقيد القوات النووية الروسية وتعد ركيزة للاستقرار الاستراتيجي بين بلدينا".


وأبرزت "فاينانشيال تايمز" أنه على الرغم من إدانة اعتقال نافالني وما يسمى بهجوم "سولارويند" الإلكتروني، إلا أن البيت الأبيض امتنع حتى الآن عن اتخاذ أي إجراء لمعاقبة الكرملين.


وبدلاً من ذلك، أضافت بساكي أن الرئيس كلف مجتمع الاستخبارات الأمريكية بـ "التقييم الكامل" لكلا الحادثين- وكذلك بشأن مزاعم التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية والتقارير التي تفيد بأن موسكو دفعت لمقاتلين محليين لقتل جنود أمريكيين في أفغانستان.


وأشار مساعدو بايدن إلى أنهم يفضلون اتخاذ موقف أكثر تشددًا مع موسكو من ترامب أو باراك أوباما، الذي بدأ رئاسته بسياسة "إعادة ضبط" تهدف إلى دفء العلاقات التي تجمدت بعد أن غزت القوات الروسية أجزاء من جورجيا.


وقال أنتوني بلينكين، الذي اختاره بايدن لمنصب وزير خارجية الولايات المتحدة، أمام جلسة تأكيد منصبه في مجلس الشيوخ هذا الأسبوع، إنه يؤيد توفير أسلحة فتاكة لأوكرانيا للدفاع عن نفسها ضد روسيا ودعوة جورجيا للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو" واتباع سياسات حازمة بشأن روسيا .


وفي هذا،رأت الصحيفة البريطانية أن الإدارة الجديدة تواجه عملية موازنة صعبة، حيث تحاول إعادة إحياء البنية الأمنية في حقبة ما بعد الحرب الباردة التي وضعها ترامب جانبًا، وكذلك تحميل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المسؤولية عن أفعاله الجريئة المتزايدة والمعادية للغرب.


وأضاف فايس،في هذا الشأن، أن الخطر الذي يواجه بايدن هو أن روسيا ستصبح "أكثر خطورة بنحو لا يمكن من التنبؤ بتصرفاتها" في مواجهة الضغوط الأمريكية الجديدة، وأفضل ما يمكن أن يأمل فيه الرئيس الجديد هو محاولة منع الأمور من "الخروج عن نطاق السيطرة".


وقال جون كيربي، المتحدث الجديد باسم وزارة الدفاع "البنتاجون": " إن تمديد قيود المعاهدة على مخزونات الأسلحة النووية الاستراتيجية حتى عام 2026 يتيح الوقت والمكان لبلدينا لاستكشاف ترتيبات جديدة يمكن التحقق منها للحد من الأسلحة والتي يمكن أن تقلل من المخاطر على الأمريكيين".

    أخبار الساعة

    الاكثر قراءة