الثلاثاء 4 يونيو 2024

«صادات» يد أردوغان القذرة.. تتظاهر بإعلاء مكانة الأمة الإسلامية وتدرب «الجلادين» لإرهاب المسلمين

تحقيقات22-1-2021 | 22:45

لاتزال تتكشف محاولات تركيا المستمرة لزعزعة الأمن والسلم بالمنطقة، والاستثمار في الخراب والشر، وكأن حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا احتكر لنفسه دور المخرب في أي مكان تصل إليه أقدام أعضائه، وعلى الرغم من أن نيتها ظاهرة للجميع إلا أنه عند كشف تلك المحاولات، تخرج إدعاءاتهم الحنجورية المتشدقة برفعة الدول الاسلامية وخلق بيئة تعاون دفاعي بين الدول الإسلامية، إلا أن الفضيحة لا تقف عند إدعاءاتهم الباطلة.

وفضحت جريدة "جمهورييت" التركية  المعارضة، إرهاب أردوغان ونظامه الإخواني بعدما كشفت في تقرير لها تورط شركة «صادات» (مؤسس تلك الشركة هو مستشار أردوغان السابق عدنان تانريفردي) بشكل مباشر في دعم وتمويل وتدريب فرق الاغتيالات، أو ما يعرف في تركيا بـ «الجلادين»، وهو ما دفع رئيس مجلس إدارة الشركة، "ميليه تانريفردي"، إلى الإدلاء ببيان على الموقع الرسمي للشركة.

لكن كان البيان بمثابة اعتراف من الشركة بأنها تقدم تدريبات على الحرب غير النظامية، إذ أوضحت الشركة «صادات» في بيانها أنها تقدم خدمات فى المجالات الاستراتيجية والتدريب الخاص بالدفاع والأمن، وكذلك المعدات الخاصة بتنظيم القوات المسلحة وقوى الأمن الداخلي على الساحة الدولية، وتدعي في بيانها أن مهمة الشركة خلق بيئة من التعاون بين الدول الإسلامية في مجال الدفاع، ومساعدة العالم الإسلامي على أخذ مكانه المستحق بين القوى العظمى العالمية كقوة عسكرية مكتفية ذاتيًا.

بالفيديو.. صادات التركية.. ذراع عسكرية لأردوغان لنشر الخراب في دول الإقليم

وعلى الرغم من مزاعم رئيس الشركة أن «صادات» ليست بالجيش الخاص لرئيس الجمهورية، وأنها ليست المافيا أو الحرس الثوري الخاص به، وأن الشركة لا نقوم بتدريب القتلة، مشيراً أن لدينا إمكانية لتدريب القوات الأمنية على كيفية منع الاغتيالات ، وكيفية محاربة العدو بطرق غير نظامية إذا احتل العدو بلادها.

إلا أن البيان أقر بأن، شركة «صادات» تجري التدريبات على شن الحرب غير النظامية، وكذلك تدريبات وأنشطة على إنشاء الكمائن، وشن الغارات وإغلاق الطرق، والتدمير والتخريب وعمليات الإنقاذ والاختطاف.

جدير بالذكر أن شركة «صادات للاستشارات الدفاعية الدولية» التركية، التي أسسها العميد العسكري المتقاعد "عدنان تانري فيردي" في عام 2012، نموذجا متكاملا للاستثمار في التخريب من جانب تركيا، وهي بمثابة ذراع عسكرية لحزب العدالة والتنمية في تركيا، وأداة عسكرية في يد الحكومة التركية لدعم التنظيمات المتطرفة في القارة الأفريقية.

وفي سياق متصل فإن "الشركة" بذلك النمط هي أقرب في نمطها العسكري إلى الجيوش غير النظامية الثورية مثل «الحرس الثوري الإيراني» وذراعة الخارجية «فيلق القدس»، ولذلك يتوقع أن توسع "صادات" نشاطها لدعم الاضطرابات والصراعات الدينية والأنشطة التخريبية والاغتيالات السياسية، وتغذية الأفكار الثورية الراديكالية في مناطق النزاعات في القارة.

وترتبط شركة "صادات" بالحكومة التركية، وهناك مؤشرات قوية على هذه العلاقة ومن بينها تعيين عدنان تانري فيردي، مؤسس الشركة، مستشارًا أمنيًا للرئيس رجب طيب أردوغان، وتوفير الشركة الحماية الأمنية للرئيس التركي، كما أن ابنه علي كامل مليح تانري فيردي، الذي يترأس الشركة الآن، مؤلف كتاب "عودة الخلافة".

كما تمثل ليبيا وأفريقيا الوسطى ونيجيريا والدول الأفريقية الأخرى التي تشهد انقسامات بين التيارات المعتدلة والراديكالية بيئة ملائمة لتمدد نشاط "صادات".

وذكرت تقارير أن "صادات" أقامت معسكرات تدريب داخل تركيا، خاصة في ولايتي توقات وقونيه بوسط الأناضول، حيث يتم تدريب المرتزقة والتنظيمات الإرهابية.

يتركز مجال نشاط "صادات" على تقديم تدريبات على الحرب غير النظامية، وتشير المعلومات إلى انخراط الشركة في تجنيد وتدريب المرتزقة من سوريا ودول آسيوية وأفريقية، حيث تحصل الشركة على عمولة قدرها 10 آلاف دولار عن كل مقاتل يشارك في القتال. بالإضافة إلى دور الشركة في توفير المعلومات الاستخباراتية للمخابرات التركية، والتسويق للصناعة العسكرية التركية وتزويد عملائها بالأسلحة والمتفجرات وغيرها من المعدات العسكرية.

وكشفت "صادات" عبر موقعها على الإنترنت عن وجودها في ليبيا. وقد أرسلت بالفعل خلال عام 2020 الجاري عشرات المدربين العسكريين لتدريب الميليشيات المرتبطة بحكومة الوفاق.

وتشير التقديرات إلى وجود حوالي 88 عنصرًا من الشركة في ليبيا. ووقعت "صادات"، في نوفمبر 2019، عقدًا مع شركة الأمن الخاصة الليبية، التي يقودها القيادي الإخواني سامح بوكتف، لتدريب الميليشيات المرتبطة بحكومة الوفاق.

يُذكر أن شركة "صادات" ضمت عند تأسيسها 23 ضابطًا وصف ضابط من مختلف الوحدات العسكرية في الجيش التركي، وتنامي دورها على الساحة التركية بعد مشاركتها في إحباط محاولة الانقلاب العسكري في 2016، كما لعبت دورًا في الحرب السورية، وأيضًا في العديد من الدول الأفريقية والأوربية والآسيوية.