الأحد 24 نوفمبر 2024

البابا.. والإمام الأكبر

  • 3-5-2017 | 13:35

طباعة

بقلم –  أكرم السعدنى

هاجمت مولانا شيخ الأزهر الشريف فى سابق الزمان عندما ترشح للمشيخة التى هى أعلى منصب دينى فى أمة محمد ويومها كان مولانا الطيب عضواً فى لجنة سياسات “الحزن” الوطنى الديمقراطى.. واليوم بعد أن شاهدت بأم عينى واستمعت بأذنى إلى واحد من أرقى لغة الخطابة والبلاغة والتى جاءت على لسان مولانا وتاج الرأس الشيخ أحمد الطيب أستطيع أن أقول إن شيخ الأزهر أعاد تقديم نفسه لا إلى العالم الإسلامى بأسره ولكن إلى الكرة الأرضية بمن عليها

فزيارة قداسة البابا فرنسيس كانت محطاً لأنظار الكون ونقلت وقائعها كل المحطات فى العالم والإخبارية منها على وجه الخصوص وقد أبهرنى قداسة البابا بكلمته عن مصر والحق أقول لو أن مصرياً حتى النخاع كتب خطبة البابا لما بلغ ما فيها من عشق لهذه الأرض الطيبة المباركة وهى أيضاً أرض كانت مقراً للحضارات ومهداً للديانة اليهودية وممراً لسيدنا المسيح والأسرة المقدسة وبها أعز الله الإسلام عندما دافعت مصر عن الأمة بأكملها كان أخطرها على الإطلاق عندما سقطت دولة الخلافة الإسلامية فى بغداد ولم يتبق من حصون الإسلام إلا المحروسة.. وبالطبع زيارة البابا حققت لمصر دعاية لا يمكن حصرها على الإطلاق وهذه الزيارة أفيد ألف مرة وأنفع من زيارة المدعو ميسى الذى طالبه أحدهم بأن يردد كما البغبغان الجملة الخايبة “أنا باحب مصر” فرفض المدعو ميسى.. ولكن ها هو بابا الفاتيكان يعلنها للعالم أجمع بأنه لا يمكن لأحد أن يخاف من زيارة مصر، التى احتمت بها الأسرة المقدسة.. لقد كانت الزيارة بالفعل تحمل نفعاً لهذا البلد العظيم وكان النفع الأعظم فى رأيى المتواضع أنها أتاحت للعالم أجمع أن يستمع إلى تلك الكلمات البليغة الحكيمة التى جاءت على لسان مولانا وتاج الرأس الشيخ أحمد الطيب ليبرئ هذا الدين العظيم مما ألحق به الدواعش من فواحش الأعمال ويا عمنا أحمد الطيب لقد كانت كلماتك كما البلسم المداوى الجراح لم تلجأ إلى ما هو مقعر من الكلمات ولا إلى لغة الحنجورى على رأى أبويا الجميل الولد الشقى طيب الله ثراه السعدنى الكبير.. كانت الكلمات تحرج من القلب وإلى القلوب اتجهت ووصلت دون استئذان.. إننى لابد هنا أن أشيد بمن كان له شرف كتابة هذا النص الذى أبهر المصريين والعرب وأتصور أنه فعل نفس الأثر مع من استمع إليه مترجماً.. لقد ذكرنى هذا الخطاب الرائع بخطاب ألقاه الزعيم الراحل أنور السادات وكان الرئيس يلجأ إلى كبار الكتاب والأدباء فى بر مصر وكانت أيام السادات تنيرها كوكبة عظيمة من كتاب مصر العظام على رأسهم موسى صبرى وأنيس منصور وقبلهما كان أستاذنا الأكبر أحمد بهاء الدين يقوم بكتابة خطابات السادات وكانت خطبه فى القدس تعتبر بمثابة النموذج الأمثل لكل ما استمعنا إليه من خطب الرؤساء وبصريح العبارة فإن خطبة مولانا وتاج الرأس شيخ الأزهر الشريف تعتبر واحدة من الخطب التاريخية بل إنها أفضل خطبة فى تاريخ مشيخة الأزهر وهى خطبة ألقاها الشيخ الجليل بطريقة زادت الخطبة بهاء وبنبرات هادئة صادقة يعيداً عن التشنج والعصبية فكانت بحق مثار فخر لمصر وللمسلمين ويا مولانا شيخ الأزهر الشريف تحية من أعماق القلب لهذا الأداء الرفيع، وذلك الحضور الهادئ المتميز البليغ الأثر.. وتعظيم سلام لكل العقول المنيرة التى تضمها مشيخة الأزهر وجامعته تلك الجامعة التى هى أقدم مؤسسة تعليمية على وجه المعمورة يا شيخ الأزهر.. زيارة قداسة البابا فرنسيس إلى مصر أثبتت أن للأزهر رجالاً يحملون للإسلام رايات خفاقة.

    أخبار الساعة

    الاكثر قراءة