في ظل ما تشهده البلاد من تغيرات طارئة أحدثتها فيروس كورونا المستجد اتجهت الدولة المصرية إلي طرح سيناريوهات بديلة من أجل التعاطي مع الأزمة ومجابهتها.
وكان من أبرز هذه السيناريوهات هو التحول الرقمي الكامل فعلى مستوى الدولة المصرية كان هناك توجه لرقمنة الخدمات وإطلاق ما يسمى بـ"مصر الرقمية" فضلا عن استعدادات شاملة لإصلاح البنية التحتية.
وفي سابقة تعد الأولى من نوعها حياة افتراضية بحتة بين الطالب وأساتذته، يتعلم فيها ويُجري اختباراته ويُسجل حضوره وغيابه عبر منصة إلكترونية والتعليم الإلكتروني ليس حديثا كما يظنه البعض، أو أنه خُلق من رحم الأزمة بدليل أن هناك مركز تعليم إلكتروني في المجلس الأعلى للجامعات يعمل بالتعاون مع الجامعات المصرية لإنشاء مركز إلكتروني خاص بكل جامعة، كما يوجد مئات الدورات التدريبية تم إنتاجها إلكترونيًا خلال العشر سنوات الاخيرة.
ومن بين هذه المنصات بنك المعرفة والذي يعد أكبر مكتبة في الشرق الاوسط حيث أطلقت الحكومة المصرية مشروع بنك المعرفة المصري في التاسع من يناير في دار الأوبرا وتعد هذه المنصة أكبر مصادر المعرفة على الإنترنت حيث يعطي الطلاب والباحثين فرصة الحصول على موارد مجانية للتعليم والأبحاث العلمية في جميع أنحاء العالم.
وأطلق الموقع باللغة الإنجليزية والعربية كجزء من مبادرة "نحو مجتمع مصري يتعلم ويفكر ويبتكر"، ويحتوي الموقع على موارد من دور نشر عالمية مثل أكسفورد، كامبردج، وناشونال جيوغرافيك.
بنك المعرفة إعادة تأهيل وتدريب الطالب
فمن جانبه قال الدكتور حسن شحاتة، أستاذ مناهج تربوية وعضو المجالس القومية المتخصصة، إن بنك المعرفة من أكبر المكتبات في الشرق الأوسط، حيث يحتوي أنماطاً جديدة للأسئلة التي تخاطب مهارات العقل وقدرات المتعلم، مشيراً إلى انتهاء عصر نقل الأسئلة من الكتاب المدرسي.
وأشار شحاتة، في تصريحات خاصة لبوابة "الهلال اليوم"، أن بنك المعرفة يعمل على إعادة تأهيل وتدريب الطالب للامتحانات بطريقة تساعد على قياس الفهم والتفاعل وليس التذكر.
وأكد عضو المجالس القومية أن بنك المعرفة يحتوي على العديد من الفيديوهات والكتب والمواد التعليمية التي تحدث نوعًا من المتعة والرغبة في التعلم، موضحًا أن الطالب يجد معلومات حية من خلال الصور والفيديوهات التوضيحية، ومن ثم يحصل على المعلومات من مصادرها الأولية.
وأضاف شحاتة أن بنك المعرفة يتيح الفرصة للتعلم وليس التعليم، موضحًا أن المتعلم مستقل يستطيع أن يعتمد على ذاته في جمع المعلومات، والإجابة على الأسئلة، وإجراء تجارب علمية، مؤكدًا أن بنك المعرفة يُعد مدرسة شاملة ومتنوعة وحية.
وأكد شحاتة أنه تم عمل دورات تدريبية لأعضاء هيئة التدريس لتدريبهم على كيفية التعامل مع بنك المعرفة، والتي بدورهم يساعدون الطلاب في الحصول على المعلومات بما يضمن جودة العملية التعليمية.
المنصة كنز حقيقي لطلاب المدارس وللباحثين
وقال الدكتور محمد رياض، الخبير التربوي أن وجود منصة الكترونية تعليمية مثل بنك المعرفة هو أمر جديد على المجتمع المصري، وما تتيحه هذه المنصة من مصادر ثقافية ومعرفية وبحثية كنز حقيقي ليس فقط لطلاب المدارس وإنما للباحثين والدراسين في المجالات العلمية المختلفة.
وأكد الخبير التربوي في حديثه لـ" الهلال اليوم " أن بنك المعرفة له فوائد اقتصادية، حيث يوفر طباعة ونشر وشراء الكتب، مضيفاً أنه يتيح للباحثين والدارسين ونشر أبحاثهم العلمية مجاناً على بنك المعرفة.
وأشار " رياض" أن وجود مثل هذه المنصة ضمن استراتيجية قومية لنشر الثقافة والمعرفة وخلق مجتمع مصري جديد قادر على التفاعل والتفكير والتعلم، مؤكداً أن بنك المعرفة متاح للمصريين فقط ويخدم جميع الفئات بمختلف مستوياتهم العمرية.
وذكر محمد رياض أن بنك المعرفة يتميز بسهولة الاستخدام ، حيث لا يحتاج الدخول عليه أكثر من هاتف متصل بالإنترنت وبدون أية تكلفة أو مجهود.
الطالب يحتاج إلى إطار منهجي محدد
فيما رأى الدكتور محمد عبد العزيز، الخبير التربوي، أن بعض الأفلام التعليمية الموجودة على موقع بنك المعرفة تتطلب إعادة توجيه ودراسة بما يتناسب مع المنهج الدراسي.
وطالب في تصريحات خاصة لـ "الهلال اليوم"، وزارة التربية والتعليم والهيئة المسؤولة عن موقع بنك المعرفة، بضرورة إصدار منشور يتم توزيعه على أولياء الأمور من خلال موقع وزارة التربية والتعليم أو وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، يحدد النقاط المطلوبة من طلاب المدارس لكي يستفيدوا من موقع بنك المعرفة.
تابع عبد العزيز ضرورة الرد على استفسارات أولياء الأمور والطلاب في ما يخص المواد التعليمية الموجودة على بنك المعرفة وما علاقتها بالورقة الامتحانية، فالطالب يحتاج إلى إطار منهجي محدد، لأنه أصبح مشتت بين الكثير من المعلومات الموجودة على الموقع.