يخلد التاريخ أسماء العظماء ويحدث أن يمتزج الفن بالتاريخ ، و يحيى
لنا ذكرى الحامي الأول للبشرية في الحضارة اليونانية القديمة .
مسرحية (محاكمة زيوس) لقاء جديد مع الآله زيوس ، وهى من
تمثيل و إخراج الفنان عمرو قابيل و تأليف سونيا بوماد .
تلك المحاكمة التي كانت مليئة بالتساؤلات والمشاعر المتناقضة ليست
فقط في حياة زيوس ولكن في حياة المشاهد أيضا .
روى لنا زيوس بشكل مبسط نبذة عن حياته ، وكيف تمت نجاته من الموت ، و
قتاله من أجل السلطة ، ونبذة ثانية عن معتقداته مثل إعتقاده عن الموت وأنه يسحقنا
ونحن مبتسمين ، وأن الموت حرية بعيدة عن أعين الناس وأحكامهم فنحن لا نموت قبل أن
نرى حريتنا تموت أمام أعيننا الف مرة .
ثم أنتقل لقضية حكم البشر لأنفسهم ، و هل يمكن للشعب ان يحكم نفسه أم
أنهم سيهلكون؟ و من خلال أحداث المسرحية نكتشف أن البشر أنفسهم هم الذين أختاروا
زيوس إلهاً لهم بعد فشلهم في حكم أنفسهم .
كما كان للحب والرحمة نصيبًا في تلك المحاكمة ، ولابد أن يكون لهما
نصيب في محاكمتنا لأنفسنا أيضا فكان من أحد تساؤلاته " لماذا نقسو على من
يحملون إلينا الرحمه؟ " ، ولماذا نحاكم من يموتون من أجلنا؟ .
ثم أعترف " زيوس " بقصتين من قصص الحب التي عاشها بالرغم
من خوفه من زوجته (هيرا) القصة الأولى
كانت حبيبته (إيو) والثانية كانت (أوروبا) ، و قصة حب زيوس و(أوروبا) بدت غريبة بعض الشيء فكيف لأميرة فينيقيا الجميلة
أن تعشق ثورًا أبيض ؟ وهل هذا الأمر يعود لأنها تحب العشق نفسه وليس صورة العاشق أو
مظهره؟ .
كان مطلب
زيوس هو الحب المتبادل فقط والذي لم يجده
مع زوجته هيرا .
وكانت مفاجأة العرض الفنانة سوسن بدر التي اهدت لنا جميعا هدية بوجودها
في العرض من خلال أداؤها الصوتي لدور
عرافة معبد دلفي .
كشفت العرافة لزيوس عن الكثير من الحقائق منها حقيقة المعرفة التي ظل
يبحث عنها حتى لو أدت لهلاكه .
لقد تحول مسرح مركز الهناجر للفنون الي المعبد الذي يُحاكم فيه زيوس،
و ستستمر تلك المحاكمة يوميا الساعه ٨ مساءا ماعدا يوم الاثنين .