تجتمع العديد من المشاعر الإنسانية، داخل منزل أسرة الشهيد محمد إبراهيم محمد عطوة، في منيا القمح بمحافظة الشرقية، والذي استشهد في 19 يناير 2019، خلال هجوم إرهابي على الوحدة التي كان يخدم فيها بمحافظة شمال سيناء.
"محمد كان في حاله
دائما وكان الكل بيحبه، وقضى في الجيش سنتين و7 شهور، وكان باقي له أقل من 5 أشهر، وكان بيحب الجيش كثير، وكان بيقول دائما أنا بطل، وكان يخدم في الزقازيق
في فترة تجنيده وتم نقله لشمال سيناء وعندما ذهبنا لنقله لمكان آخر رفض، وقال لأ أنا هكمل خدمة في سيناء، وعارف إني مش هخرج من الجيش ودي أخرتي عشان هبقى شهيد ومتزعلوش مني وفي كل إجازه في فترته الأخيرة كان بيسلم علينا قبل ما يمشي وكأنه عارف أنه مش راجع"، بهذه الكلمات بدأت والدة الشهيد محمد عطوة حديثها لـ"الهلال اليوم"، وأضافت أنه في آخر إجازة له ذهب إلى نجار وطلب منها أن يصنع له لوحة ويكتب عليها الشهيد البطل محمد عطوة".
وأكدت والدة الشهيد، أنه في يوم وفاته، هجم عليه
إرهابيون فقاومهم وبكل شجاعة قتل الكثير منهم، ولكن تم اصطياده بقناصه خلال أداء
خدمته، مشيرة إلى أنها قالت عند سماعها خبر استشهاده: "احتسبته عند ربنا وعوضي على ربنا".
وتصور لنا أم الشهيد مشهد جنازته قائلة: "جنازته
كانت مهيبة للغاية، وبكى فيها الأطفال قبل الكبار، كما كانت تعلو أصوت الزغاريد من
البلكونات والشوارع".
واختتمت أم الشهيد البطل محمد إبراهيم عطوة، حديثها، بتوجيه رسالة للرئيس عبد الفتاح السيسي، قائلة: "احنا في ضهرك يا ريس ربنا
يعينك ويقويك ويبعد عنك كل شر، أنا بدعيلك كتير ومش زعلانة ان ابني راح، أنا فرحت بوفاته لأنه بطل دافع عن وطنه
وكان دائما يردد الشهادة ولم يترك سيناء من أجل نيل الشهادة حتى حصل عليها وأصبحت أم البطل وقدمت ولدي فداء لمصر".
أما عن والد الشهيد محمد عطوة، فقال لـ "الهلال اليوم"، إنه يفتخر
بولده الشهيد، وإن جميع أفراد العائلة يفتخرون به.
وبالنسبة لشقيق الشهيد محمد الأكبر "ممدوح"، قال إنه على الرغم من عدم امتلاكه مهارة النحت، إلا أنه عبر عن حبه لأخيه البطل
الشهيد محمد بنحت تمثال تكريما وتخليدا له، قائلًا: "كان محمد ابنًا وأخًا فهو من
أطلق علىَّ لقب الطيب بسبب قرب العلاقة بيننا، وذلك على الرغم من اختلاف أعمارنا،
فكنت دائما أشجعه خلال فترة تجنيده في شمال سيناء حتى يصبح قويًا وشديدًا وليس
ضعيفًا ولا يخاف العدو وليكون على قدر من المسؤولية لحماية أرض بلادنا مصر".
وأضاف ممدوح، أن الشهيد في آخر عطلة له خلال وداعه قبل الذهاب لآداء خدمته، قال
لأسرته وفي عينيه لمعة غريبة "مع السلامة والحمد لله أنا راضي".
ويشار إلى أن الشهيد مجند محمد إبراهيم محمد
عطوة، استشهد في 19 يناير 2019، وأصدر الدكتور ممدوح غراب محافظ الشرقية، قرارا بإطلاق اسم الشهيد على مدرسة بني هلال الابتدائية بنين بمركز منيا القمح، وذلك تخليدا لذكراه الطاهرة، وتقديرا لما قدمه من تضحيات غالية من أجل الدفاع عن أمن واستقرار البلاد.