السبت 15 يونيو 2024

محمد عطوة «طباخ الماجستير».. 12 عامًا من الكفاح بين الملاعق والسكاكين

محافظات26-1-2021 | 15:19

بشوش الوجه، وخلقه رفيع، يخطف بصرك، فيأخذك الفضول لتتعرف عليه، رغم حصوله على درجة الماجستير في القانون ولكنه يعمل طباخا، ويكافح منذ سنوات بين المطاعم والأفراح، ويعلم أنه يعمل في مهنة شريفة ويكسب مالا حلالا ليطعم منه زوجته وابنته، إنه محمد عطوة، شاب من بين مجموعة كبيرة حصلت على درجات علمية، وتنتظر حلم التوظيف، لكي يحصدوا ثمرة مشقتهم لمدة سنوات طويلة، فمنذ عام 2012 بعد التخرج بعام، وهو يمتهن هذه المهنة، ونظرا لتعليمه وخلقه أحبه المواطنين في قريته والقرى المجاورة، وأصبحوا يطلبونه بالاسم.

 

بين الملاعق والسكاكين، قضى محمد 12 عاما، صابرًا مجاهدا من أجل لقمة العيش، وفي الوقت ذاته يذهب هنا وهناك بين المحاكم ليستكمل رحلته ويعمل بدرجته العملية لتحقيق حلم والده الذي طالما قال له: "نفسي أشوفك حاجة كبيرة يا محمد"، ولم ييأس محمد من طول الوقت، فهو على يقين أن من جد وجد.


محمد عطوة يعيش في أسرة من ستة أفراد، والده ووالدته و3 أشقاء، واستطاع محمد بدعم من تلك الأسرة استكمال طريقه حبا في التعليم، حتى وصل إلى درجة علمية كبيرة وهي ماجستير القانون العام، وتزوج وأنجب طفلة واحدة. 


يقول محمد لـ «الهلال اليوم»: "بعدما حصلت على ليسانس الحقوق عام 2011، والدي قال لي كمل يا محمد لأنه كان نفسه يشوفني حاجة كبيرة، وبالفعل حصلت على دبلومة في التنمية البشرية 2013 ودبلومة في العلوم الإدارية 2014 ثم ماجستير في القانون العام 2015، وأعمل طباخا منذ 12 عاما لأنفق على نفسي، والآن أحتاج إلى الإنفاق على زوجتي وابنتي، فأضطر إلى العمل في أي مطعم في حال توقف الأفراح خصوصا في هذه الفترة التي تأثرنا بها جميعا بسبب جائحة كورونا".


وتابع: "لا أخجل أبدا من مهنتي، وكل من يعرف أنني حاصل على درجة ماجستير في القانون وأعمل طباخا، يفخر بي وبرغبتي في العمل الشريف أيا كان، لأن جلوسي في منزلي في انتظار التعيين تواكل وبطالة".

واختتم محمد: "كل من أعرفهم من دفعتي، يعملون في مهن مختلفة وبعض سافر إلى الخارج، ومعظمهم يحملون نفس أفكاري، وهو العمل في أي مهنة لكي ننفق على أولادنا، وننتظر الحكم في قضية حملة الماجستير في شهر فبراير".