دعا رؤساء الطوائف الإسلامية والمسيحية في لبنان إلى العمل الفوري على تشكيل حكومة "مهمة وطنية" بعيدا عن الحسابات الشخصية والفئوية، وأن تتجاوز في تأليفها المحاصصات التي تخضع للابتزاز.
جاء ذلك في بيان مشترك أصدره الزعماء الروحيون للطوائف الإسلامية والمسيحية في لبنان، بعدما تداولوا في الأوضاع الراهنة التي تشهدها البلاد على المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والصحية، حيث أعربوا عن إدانتهم لاستمرار السياسات الخاطئة والخلافات الشخصية التي تدفع بلبنان نحو الهاوية.
وحذر رؤساء الطوائف من تسارع خطى الانهيار في لبنان بكل ما تحمله من مخاطر على المستقبل والمصير، في ظل استمرار الخلافات بين القوى السياسية من أصحاب القرار، وتعطل محاولات التوفيق الرامية إلى إنقاذ الدولة من كارثة يدفع الشعب اللبناني ثمنها غاليا.
وشددوا على ضرورة التمسك بالولاء للبنان واحترام الدستور والقانون والنظام والعيش المشترك، والنأي بالبلاد عن الصراعات الخارجية وحساباتها الاستغلالية، وحماية السلم الأهلي وأسس الشراكة الوطنية كما حددها وأرسى قواعدها اتفاق الطائف (وثيقة الوفاق الوطني اللبناني).
وأكدوا أن أمانة الحكم تقتضي الحفاظ على مصالح الناس وسلامة المجتمع وأمنه واستقراره، مشيرين إلى أن الصراعات والخلافات السياسية الراهنة تتناقض مع هذه الأمانة، بما يدفع البلاد نحو الهاوية، مطالبين من المسئولين السياسيين "العودة إلى رشدهم لأن الشعب اللبناني ضاق ذرعا بهذا السلوك وهذا التخلي عن مصالحه الأساسية وعن نظام عيشه الوطني وعن مصير الوطن والدولة".
ويشهد لبنان فراغا حكوميا ممتدا منذ قرابة 6 أشهر، وذلك بعدما تقدمت حكومة الدكتور حسان دياب رئيس الوزراء باستقالتها في 10 أغسطس الماضي على وقع تداعيات انفجار ميناء بيروت البحري، حيث لم تتشكل منذ ذلك الوقت حكومة جديدة لإدارة شئون البلاد.