السينما نموذج مصغر للحياة ، بل هي مرآة للحياة ، جمعت كل أطياف البشر في رواياتها ، فنجد بها الطيب والرومانسي والجرئ والشرير ، ونماذج أخرى .. وفي هذا العالم الساحر لم يجد مخرجو السينما أفضل من الفنان توفيق الدقن ليكون عنصر الشر فيها .. لكن الدقن بحاسته الفنية لم يشأ أن يكن مكروهاً لدى الجمهور ، فحرص أن يمزج خفة الدم بأدوار الشر التي يؤديها .. ليصبح أظرف شرير في تاريخ السينما المصرية.
تحل اليوم ذكرى ميلاد العبقري توفيق الدقن ، أيقونة الشر الظريف في السينما ، ولد توفيق الدقن في 4 مايو 1924 بقرية هورين ببركة السبع في محافظة المنوفية ، وقد عشق الفن منذ طفولته ، وانتقل إلى المنيا مع والده .. ويرحل والده ليترك الحمل الكبير على عاتق إبنه توفيق الذي بدأ البحث عن مهنة ينفق من دخلها على الأسرة ، فعمل في صباه في محل للألبان لمدة خمسة شهور وبعدها عمل كاتباً في نيابات المنيا ، ليلتحق بعدها بوظيفة لمدة عشر سنوات بالسكة الحديد .
اتجه توفيق الدقن للعمل في السينما عام 1946 حيث شارك في فيلم أنا الشرق مع جميل راتب وحسين رياض والتحق بمعهد التمثيل في عام 1947 وكانت دفعته الثانية وقد زامله وقتها زهرة العلا وعبد المنعم مدبولي وسعد أردش وصلاح منصور ، وفي عام 1951 شارك بأدوار صغيرة في فيلمي السبع أفندي وظهور الإسلام ، وبدأت رحلته مع الشر في السينما مع أستاذه محمود المليجي في فيلم أموال اليتامى عام 1952 ، انطلق بعدها في عالم السينما حتى لم تخل فترة الخمسينيات حتى الثمانينيات من الفنان توفيق الدقن .
زاد مجمل أعماله عن 320 عملاً سينمائياً ومسرحياً .. وابتكر توفيق الدقن لزمات وجمل اشتهر بها طوال مشواره الفني وأسعدت الجماهير ، حتى أنهم يرددونها حتى الآن ، ومن أشهر أفلامه المارد وأدهم الشرقاوي وبنت الحتة ورجال لا يخافون الموت ، وسر طاقية الإخفاء وبطل للنهاية وطريق الشيطان والفتوة وفي بيتنا رجل وقاطع طريق وسلطان وإبن حميدو وأحبك يا حسن والعقل والمال .. وشارك أيضاً توفيق الدقن في العديد من المسرحيات ، منها عيلة الدوغري وعفاريت مصر الجديدة وبداية ونهاية ووش السعد والبلدوزر ، وشارك أيضاً البطولة في عدة مسلسلات منها محمد رسول الله وحلم الليل والنهار وأحلام الفتى الطائر وغريب في المدينة.