بعد قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي في مارس الماضي، بالبدء في المشروع القومي لتأهيل وتبطين الترع بتكلفة تصل إلى 20 مليار جنيه، والذي مُخطط له الانتهاء خلال عامين، يتم العمل في كافة ربوع وقرى مصر لإعادة تأهيل الترع والمصارف، وتتضمن المرحلة الأولى للمشروع إعادة تأهيل 7000 كم من الترع في كافة أنحاء الجمهورية، من بينها تبطين الترع الرئيسية، ومن المقرر الانتهاء من هذه المرحلة في يونيو 2022.
وأشار المهندس محمود السعدي، المشرف على مشروعات تأهيل وتبطين الترع، إلى أن المساحة التي تم تأهيلها في المشروع وصلت حتى الآن إلى 841 كم، وأكد على أن هذه الجهود تأتي ضمن خطة الوزارة لتأهيل الترع في ضوء المشروعات التي تهدف إلى ترشيد استخدام الموارد المائية سعيًا لتحقيق الرؤية القومية للموارد المائية لعام 2037، والتي تسعى إلى إتاحة الموارد المائية المطلوبة في جميع الجهات.
كيفية تبطين الترع
يتم تأهيل وتبطين الترع من خلال استبدال الطمي الوجود في قاع الترع وعلى الجدران بألواح أسمنتية، نظرًا لدروها في الحد من تسرب المياه، وتوجد العديد من سبل التبطين مثل: الخرسانة أو الدبش على الناشف، في محاولة لمنع تراكم الحشائش مما يؤدي إلى زيارة الإنتاج وتقليل الفاقد من المياه، وذلك في الترع الكبيرة، أما الترع الصغيرة فسيتم تحويلها إلى مواسير.
أهمية المشروع
يسعى مشروع تبطين وتأهيل الترع، إلى الحد من التلوث الناتج عن تسرب المياه غير المتوقع والذي يتسبب في تراكم الحشائش والطمي أمام المياه، علاوة على ذلك فإن له دورًا كبيرًا في توفير المياه وتقليل الفاقد منها، كما يهدف المشروع إلى إعادة تأهيل الجسور وتحويلها إلى طرق ممهدة للسير عليها، مما ينعكس على المظهر الحضاري للأماكن القريبة من الترع.
كما يساهم مشروع تبطين الترع في جعلها مؤهلة لتأسيس المزارع السمكية بها، وفقًا لخطة دقيقة تساهم في تقليل الفاقد والاستفادة من مخلفات الأسماك كسماد طبيعي للأراضي الزراعية.
مشاريع تبطين وتأهيل البنية التحتية المائية سوف تعمل على تعظيم الاستفادة من الموارد المائية عن طريق ترشيد الاستعمالات المائية، والتوصل لحل فيما يتعلق بمشاكل توصيل المياه إلى نهايات الترع، فهو سيعمل على تأهيلها للوصول أسرع مما يساهم في توزيع المياه بشكل عادل وزيادة الإنتاج الزراعي، بالإضافة إلى أن المشروع يحتاج عدد كبير من العمالة مما يساهم في تقليل نسبة البطالة.
الارتقاء بحالة الري
تكمن أولوية المشروع في توفير المياه بواسطة العديد من الطرق مثل: الحد من تسرب مياه الترع، ومعالجة مياه الصرف الزراعي، مما يساهم في تحسين حالة الري وتوصيل المياه للأراضي التي تقع في نهاية الترعة، والقضاء على مشكلة غياب العدالة في توزيع المياه على الأراضي الزراعية، كما يسعى إلى ترشيد استخدام المياه في الجهات الأساسية المرتبطة بها مثل: قطاع الزراعة والصناعة والإسكان.