تحل اليوم ذكرى وفاة الفنانة الكبيرة فردوس محمد، التي لقبت بـ"أم السينما المصرية" والتي تعتبر ضمن أشهر من قدمن شخصية الأم، في تاريخ السينما المصرية، كما أنها كانت صاحبة حضور مميز وأداء جعلها نجمة لا تنسى.

 

عانت فردوس محمد، مرارة اليتم، فتولى تربيتها الشيخ علي يوسف مؤسس جريدة المؤيد، وهو صديق والدها، وألحقها بمدارس أجنبية، وهي في الثالثة من عمرها.

 

 تزوجت في الرابعة عشرة من عمرها من شاب تقدم لها، لم تربطهما قصة حب، واستمر زواجهما لـ 5 أعوام، وذاقت في هذا الزواج الأمرين، فلم تنجب ما جعل زوجها يسيء معاملتها.

 

عادت فردوس محمد، لتعيش مجددًا مع الأسرة التي ربتها، لكنها كانت تبحث عن عمل تنفق به على نفسها، فعرضت عليها زوجة جارها العمل مع فرقة عكاشة في إحدى المسرحيات، وبدأت العمل مقابل ثلاثة جنيهات، وبدأت في عام 1927 من خلال مسرحية "إحسان بك" مع فرقة أولاد عكاشة المسرحية، لتنضم بعدها إلى الفرقة.

 

ظلت فردوس محمد، تتنقل بين الفرق المسرحية فعملت مع فرقة ​إسماعيل ياسين​ وعبدالعزيز خليل و​فرقة رمسيس​ وفرقة ​فاطمة رشدي​، لتنتقل إلى عالم السينما، تُعتبر صاحبة نصيب كبير من ضمن الأفلام، التي اختيرت كأفضل مائة فيلم في ذاكرة السينما المصرية، في استفتاء النقاد لعام 1996 ، بعشرة أفلام هي "سلامة في خير وغزل البنات ولك يوم يا ظالم وابن النيل والمنزل رقم 13 وزينب وشباب امرأة وأين عمر ورد قلبي واحنا التلامذة".

 

جمعت فردوس محمد، صداقة بكوكب الشرق أم كلثوم، وكانت تقابلها بشكل شبه يومي للسهر سويًا، كما كان نجيب الريحاني يتفاءل بوجودها في أعماله، وهذا ما جعله يطلب لها دورا في فيلم "غزل البنات"، فقام المؤلف بوضع دور خصيصًا لها وهو مربية ​ليلى مراد​.

 

كانت الزيجة الثانية في حياة فردوس محمد، من المونولجيست والممثل محمد إدريس، أثناء سفرهما مع الفرقة المسرحية إلى الشام، وذلك في عام 1946 ودامت الزيجة حوالي 15 عامًا، قبل أن تتوفى.

 

 أنجبت فردوس محمد، خلال الزواج مرتين، 3 أبناء توفوا بعد ولادتهم مباشرة، وهذا ما أصابها بحزن شديد فنصحتها صديقة لها بأن تخفي خبر ولادتها في المرة المقبلة منعاً للحسد، على أن تقول إن طفلتها توفيت وتدعي تبني طفلة من أحد الملاجئ، وهذا ما حدث بالفعل، حيث أنجبت ابنتها سميرة وقالت بإنها تبنتها، لكن خلال زفاف الابنة من مدير التصوير ​محسن نصر​، بكت بشدة واعترفت بالحقيقة، ولكن البعض ظن بأنها تحاول رفع الروح المعنوية للابنة في زفافها.

 

قدمت فيلم "عنترة بن شداد" الذي جسدت فيه أم الفنان الكبير وحش الشاشة فريد شوقي "أم عنترة" وهذا الفيلم لم تشاهده الراحلة رغم أنه الفيلم الوحيد الملون في مشوارها فقد توفيت في 22 سبتمبر1961، عن عمر ناهز 55 عامًا، بعد معاناة من مرض السرطان.