السبت 23 نوفمبر 2024

فن

«أوعية الفكر».. فصل جديد من «أحجار على رقعة الأوراسيا»

  • 1-2-2021 | 11:55

طباعة
تنشر بوابة "الهلال اليوم" الجزء الثامن من الفصل التاسع من كتاب "أحجار على رقعة الأوراسيا"، للكاتب عمرو عمار، والصادر عن دار «سما» للنشر والتوزيع، وجاء بعنوان "أوعية الفكر تبقي على العلاقة الآثمة".

أوعية الفكر تبقي على العلاقة الآثمة

العلاقة بين أمريكا وإيران، علاقة شديدة التعقيد، يحكمها صعودًا وهبوطًا، قوة ونفوذ جماعات الضغط من المؤيد والمعارض، وإلى أي مدى يصل تأثيرها ونفوذها على دوائر صنع القرار الأمريكي، وأيضًا إلى أي مدى تنجح هذه الجماعات في تشكيل الرأي العام المحلي والدولي، تجاه أو ضد الحرب مع إيران المارقة.


التيار الداعم لحالة السلم بين البلدين، يمثله جماعات ضغطٍ من النخب الإيرانية الفارة إلى أمريكا بعد سقوط شاه إيران؛ وهي مجموعة يتجذر داخلها التراث الفارسي العميق، وتتفق مع الخامنئي من حيث استعادة الجغرافيا الفارسية القديمة، وتختلف معه من حيث استخدام الدين كوسيلة.


هذه الجماعات تجمعها علاقات قوية مع دوائر سياسية، وكيانات اقتصادية، وأيضًا مع شركات أمريكية كبرى، ترى من وجهة نظرها، أن إيران دولة جيوسياسية هامة بالنسبة للهيمنة الأمريكية على رقعة الأوراسيا، وعلى هذا يجب دعم اتجاه تحسين العلاقات بين البلدين وتجنب الحرب.
 واتساقًا مع هذا المفهوم، نجح هذا التيار في تشكيل كياناتٍ متعددة، بمساعدةٍ وتمويلٍ من شركاتٍ أمريكية تعمل كمراكز أوعية الفكر داخل الولايات المتحدة، بمرور الوقت امتلكت هذه الكيانات التأثير والضغط على صناعة القرار السياسي الأمريكي، تجاه الجمهورية الإيرانية.

المجلس الإيراني الأمريكي (AIC).


تأسس عام 1990 في نيوجيرسي، كمنظمةٍ غير حكومية، وكوعاءٍ فكري، يركز على تعزيز علاقاتٍ أفضل بين أمريكا وإيران، الرئيس الفخري للمنظمة قبل وفاته عام 2002، هو (سيروس فانس) وزير الخارجية الأمريكية في إدارة (جيمي كارتر) وقد اشتهر خلال عمله كنائب وزير الدفاع أيضًا، بميله إلى التفاوض بدلًا من النزاعات العسكرية.


وكمؤسسةٍ بحثيةٍ وتعليمية أكاديمية، يركز المجلس على تحسين الحوار بين إيران وأمريكا، ويسعى إلى مساعدة صانعي القرار السياسي، والمواطنين المعنيين، على إدراكٍ أفضل للمصالح المشتركة بينهما.


تم منح المؤسسة تصريحًا من الحكومة الأمريكية، لفتح مكتب في إيران؛ هذا المكتب لعب دورًا بارزًا عام 2007، من أجل ترتيب اجتماعٍ في طهران بين الرئيس الإيراني (محمود أحمدي نجاد) ومجموعة من الأكاديميين الأمريكيين، وقادة الأعمال، وأعضاء وسائل الإعلام، بهدف إيجاد آلياتٍ تحد من التوتر في العلاقات بين البلدين آنذاك.