تؤكد الدراسات العلمية على المنافع الصحية للعاب الإنسان ومساهمته في تخليص الفم من البكتيريا لكن هل تخيلتم يوما ان ينفث البشر السموم بدل من اللعاب.
فقد توصلت دراسة يابانية حديثة إلى نتيجة غريبة وتشبه افلام الخيال العلمي، حيث اعتبرت أن لعاب البشر قد يتطور في مرحلة ما في المستقبل البعيد ليصبح ساماً على غرار لعاب الثعابين.
واللعاب عبارة عن سائل سميك وشفاف، يتواجد باستمرار في فم البشر والفقاريات الأخرى.
ويتكون اللعاب من الماء والمخاط وبعض البروتينات والأملاح المعدنية، وعندما يتحرك في تجويف الفم، فإنه يلتقط بقايا الطعام والخلايا البكتيرية وخلايا كرات الدم البيضاء.
ويستطيع الجسم إفراز لترٍ إلى لترين من اللعاب في فم الإنسان.
ويساعد اللعاب على بلع الطعام عند المضغ، ويعمل كمذيب لتحفيز مستقبلات التذوق الموجودة في تجويف الفم.
كما ان من مهام اللعاب تنظيف الفم من جزيئات الطعام وتخليصه من الأجسام الغريبة.
ويساعد الليزوزيم الموجود في اللعاب على قتل بعض البكتيريا.
ويساهم اللعاب في المحافظة على صحة الفم وحماية الأسنان من التسوس والتآكل لانه يحتوي على أيونات البيكربونات والفوسفات وعلى بروتينات. كما يسهل عملية التواصل والحديث لانه يقوم بترطيب الفم يشكل طبيعي.
ويشكو العديد من الأشخاص من علامات جفاف الحلق وقلة كمية اللعاب لديهم والتي تشير الى إمكانية الإصابة بأمراض في الفم أوالإيدز أوباركنسون أوالسكري.
وفحص الباحثون في جامعة أوكيناوا للدراسات العليا في العلوم والتكنولوجيا في اليابان في دراستهم الجديدة وغير المألوفة والتي يمكن ان تقلب المعادلة في عالم الثدييات الجينات التي تعمل جنباً إلى جنب وتتفاعل مع السم في ثعابين أفاعي الحفر، ورسموا خرائط لجيناتها.
ووجد الباحثون أن الأساس الجيني المطلوب لتطور السم اللعابي موجود في كل من الزواحف والثدييات، مما يشير إلى مكانية أن يبصق البشر يوما ما السم.
وتوفر الدراسة أيضاً أول دليل ملموس على وجود ارتباط بين غدد السمّ في الثعابين والغدد اللعابية في الثدييات، ومنها الإنسان.
وتعتبر السموم عند العديد من الحيوانات المختلفة، مثل قنديل البحر، والعناكب، والعقارب، والثعابين، سلاحا فتاك لقتل الخصم او العدو والتخلص منه للأبد.
وقد يتسبب السم في اصابات متفاوتة الخطورة قد تؤدي الى إحداث شلل لدى الضحية يمنعه من التنفس ونزف قد يكون مميتا وفشل كلوي دائم وتلف الأنسجة التي يمكن أن تسبب إعاقة دائمة وفقدان أحد أطرافه.
وتضم كينيا مثلا أكثر الثعابين فتكا في العالم من أبرزها المامباس الخضراء والسوداء.
وكل عام، تلدغ الثعابين حوالي 5,4 ملايين شخص في أنحاء العالم، منهم ما يصل إلى 2,7 مليون حالة تسمم، عندما تنقل الثعابين السم عبر أنيابها.
ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، يموت عدد يتراوح بين 81 ألف شخص و130 ألفا سنويا، بينما يعاني حوالى 400 ألف ناج من إعاقات دائمة وأثار ضارة.