الجمعة 28 يونيو 2024

«الهلال اليوم» ترصد أوجاع عمال اليومية بـ«شارع فيصل»

4-5-2017 | 14:48

طابور عمال اليومية أو"الأرزقية" لا ينضب أبدًا في ظل إيقاف التعيينات الجديدة بالحكومة، وتراجع الوظائف في الشركات الخاصة، وفي شارع فيصل تحديدًا يوجد سوق العمال أو سوق الصنايعية الذي يزين أرصفته بأدوات الكسر والتحطيم "الشاكوش والمطرقة والأدوم والفأس والأزمة".
شارع فيصل بالجيزة كان ملاذًا لكثير من الصناعات ومصدرًا للعمل لكثير من الحرفين، ولكن يبدو أنه أصابه العجز وانتابته حالة من الركود هذه الفترة الصعبة التي تمر بها البلاد، والتي أثرت بشكل مباشر على محدوي الدخل و"الأرزقية"، ويفترش أرصفة الكوبري الكثير من العمال والصنايعة من لحظة شروق الشمس السابعة صباحًا وحتى الثانية ظهرًا أملًا في انتظار مقاول يحملهم إلى عمل.
وقال رمضان عبد الله الذي يعول أسرة مكونة من 5 أفراد، إنه ترك بلده (الفيوم) وأتى إلى القاهرة بحثًا عن الرزق، وأنه يجلس كل يوم من السابعة صباحا وحتى الثانية ظهرا "يمكن تيجي لقمة عيش ليا ولاولادي اللي بتعب على ما أكلهم في الظروف السيئة دي"، شاكيا ارتفاع الأسعار وضيق الحال ومصاريف أولاده الثلاثة الذين في رقبته، وأضاف أنه ينفق على رغيف العيش فقط لأسرته 20 جنيها.
ويتناول أطراف الحديث رمضان عبد الونيس شحات الذي يبلغ من العمر 46 سنة والمصاب بفيرس "سي"، قائلا إنه يأتي كل يوم إلى هنا ويرجع بلا عمل منذ أكثر من شهر، مضيفًا "أنا عندي ولدين توأم مش عارف أصرف عليهم ولا أأكلهم عيش حاف، ولا عارفين ناكل ولا نشرب ولا نلبس ولا عارفين نعيش زي بقية الناس، الأسعار نار والشغل مفيش والطلبات كتير والمصاريف صعبة، مش عارفين نعمل إيه ولا نقول غير حاجة واحدة بس، هي حسبنا الله ونعم الوكيل في كل مسؤول مش بيتقي ربنا في عمله أو بيقصر أو بيظلم او بيرتشي أو بياخد حق مش حقه أو بيجي على الغلبان اللي زي حالتنا". 
بينما قال عمر حميدة العائل لأسرة مكونة من 7 أفراد: "قبل ثورة 25 يناير الكوبري ده مكنش بيكون عليه واحد واقف والمقاولين والناس أصحاب الشغل بيتخانقوا علينا، وكنا بنشتغل كل يوم ومفيش يوم نقعده إلا الجمعه بس، والأسعار كانت رخيصة وكل حاجة كانت متوفرة، وكنا بناكل وبنشرب وبنصرف على ولادنا ومش مخلينهم محتاجين حاجة، والتعليم ومصاريفه كانت قليلة، مش زي الوقت أنا كنت بدفع في الثانوية رسوم لابني بـ150 جنيه والوقت بدفع 600 جنيه هحيب منين؟"
وأضاف: "التعليم حاليا مش تعليم ده تجارة من المدرسين أصحاب الدروس الخصوصية ومش عارف إحنا هنلاقيها منين ولا منين من التعليم ولا من الصحة اللي مش عارفين نتعالج في المستشفيات العامة، وان اتعالجنا مبنعرفش نشتري الدواء اللي بيزيد كل يوم عن اللي قبله وطول ما إحنا عايشين على الدروس الخصوصية البلد دي مش هتتقدم ولا تعليمها هيكون كويس التعليم في مصر محتاج لضمير المدرسين، ومحتاج أن الدولة تصرف عليه أكتر ما بتصرف على حاجات تانية مش مهمة التعليم هو الأول وبعد كده التعليم ده هو اللي هيحل كل مشاكلك".