الثلاثاء 21 مايو 2024

تعنت إثيوبي يكشف حقيقتها.. وخبراء.. الدبلوماسية المصرية توضح ذلك للرأى العام العالمى

أرشيفية

تحقيقات7-4-2021 | 16:29

محمود بطيخ

تمكنت القيادة المصرية من كشف الحقيقة الإثيوبية، في ملف سد النهضة، فهي لا تتجه إلى المفاوضات كما تدعي، ولكنها تماطل، لتكسب المزيد من الوقت لإتمام المخطط الذي شرعت فيه، فمنذ أوائل التصريحات التي حاولت من خلالها، غمر الحقائق، وهي تعيش في كذبة، إلا أن الجانب المصري لم يكن مكتوف الأيدي، فقد إتجه إلى طلب المفاوضات السلمية، مرارًا، حتى أن المجتمع الدولي ضم صوته لصوت مصر، حتى ضاق الخناق على الجانب الإثيوبي.


وقد أعلنت اليوم، الخارجية المصرية فشل المفاوضات التي تمت في كينشاسا، مشيرة إلى أن إثيوبيا رفضت المقترح الذي قدمه السودان وأيدته مصر بتشكيل رباعية دولية تقودها جمهورية الكونجو الديمقراطية.


كما أعلن الجانب السوادني اليوم بيانًا يؤكد ن المباحثات تمت دون إحراز أي تقدم بسبب التعنت الإثيوبي، حيث ‏رفضت إثيوبيا بإصرار كل الخيارات البديلة والحلول الوسطى التي تقدم بها ‎السودان.


وأوضح خبراء أنه لابد من استمرار الدبلوماسية المصرية في توضيح صورة التعنت الإثيوبي أمام الرأي العام العالمي، مشيرين إلى أن إن إثيوبيا تجر المنطقة إلى حرب، من خلال الإجراءات التي تتخذها في الآونة الأخيرة.


الدبلوماسية المصرية عليها توضيح صورة التعنت الإثيوبي أمام الرأي العام العالمي
قال الدكتور السيد فليفل، العميد الأسبق لمعهد الدراسات الإفريقية، وأستاذ الدراسات الإفريقية بجامعة القاهرة، إنه لابد من قيام الدبلوماسية المصرية من توضيح، صورة التعنت الإثيوبي أمام الرأي العام العالمي، والمخالفات التي ارتكبتها، في حق القانون الدولي ودولتي المصب، حيث قامت ببناء السد دون تشاور، كما أنها لم توافق بتقديم بيانات كاملة عن السد، منذ البداية وهو ما أشارت إليه لجنة الخبراء الدولية، في عام 2016.


وأشار فليفل في تصريحاته لـ«دار الهلال»، أن أثيوبيا لم توضح الموقف بالنسبة للسد من الناحية الفنية، والطاقة الحقيقية للمياه التي ستحجز، وبالتالي عدم القدرة على تحديد حجم الأضرار التي ستقع على مصر وعلى السودان، ومدى الخصم من حصة كلًا منهما، وبالتالي كيفية حساب الأضرار، التي على الجانب الإثيوبي أن يتحملها، إذا اتفقت الدولتان على المضي في استكمال السد.


وأكد العميد الأسبق، أن إثيوبيا قد انكشفت، وانكشف رئيس الوزراء، من شخص صانع للسلام وحائز على نوبل، إلى شخص مارس القتل والتصفية الجماعية بحق المواطنين الإثيوبيين المقيمين في إقليم "تيغراي"، وأن ممارسة السياسة تمت بالدبابة وليس بالأصوات، ومن الواضح أنه أراد أن يكون سد النهضة جزء من الحالة السياسية الداخلية لكي يضمن فرصته بالنجاح بالانتخابات المرات القادمة، والإستمرار في رئاسة الوزارة، مؤكدًا أن كل ما يفعله الآن هو التفاف على حق القومية الأورومية الأكبر عددًا والتي تمتلك قيادات كبيرة وذات برامج واضحة، لقيام دولة إثيوبية موحدة، حيث يحاول أن يقتل فرصتها في النجاح، وكذا التقدم صوب موقع القيادة.


وأشار إلى أن التنسيق العسكري المصري السوداني، يجري منذ أشهر، مؤكدًا أنه يحمل الكثير من الرسائل لإثيوبيا في حال إستمرار تعنتها.


وأفاد أن الملء الأول للسد تسبب في أخطار كثيرة، منها إنقطاع المياه عن المدن السودانية، لمدة 5 أيام، نتيجة لإطلاق المياه دفعة واحدة، وهو ما وافق فيضان مرتفع، مؤكدًا أن السد مشكوك في سلامتها من لجنة الخبراء الدولية، ولا نضمن أن إثيوبيا قامت بأي إصلاحات مما كان قد طلبه الخبراء من إثيوبيا.


وأكد أنه لا يمكن لدولتين بحجم مصر والسودان أن تتركا العبث الإثيوبي والإدعاء بأن إثيوبيا دولة تفهم في نهر النيل، ولديها خبرات في ذلك.


وأوضح أن ذات الشركة التي بنت السد، سبق أن هدم لها سدان، وغمر آخر بالسد، وهو ما سياؤل له سد النهضة، مؤكدًا أن مصر والسودان عليهما أن يقوما بتأمين شعبيهما، مؤكدًا أن إثيوبيا في حالة عجزها عن الحل السلمي، ستبحث الدولتان بدائل أخرى بعد إقناع المجتمع الدولي بهذا التعنت.


إثيوبيا تثبت أنها ليست في اتجاه للمفاوضات
قال الدكتور محمد شاكر، أستاذ العلوم السياسية، بجامعة السويس، والخبير السياسي، إن أثيوبيا تجر المنطقة إلى حرب، من خلال الإجراءات التي تتخذها في الآونة الأخيرة، مشيرًا إلى أن الرئيس صرح مسبقًا بأن مصر لن تتهاون بمن يمس قطرة واحدة من مياه النيل.


وأوضح شاكر في تصريحاته لبوابة «دار الهلال»، أن مصر لا تسعي للحرب، ولكن إن أرادت أثيوبيا الحرب، فإن مصر ورجالها البواسل أهل لها.


وأضاف "شاكر" أن ما أثبته الواقع أن إثيوبيا ليست في اتجاه للمفاوضات، ولكنها مصرة على ملء السد، موضحًا أنها إن أصرت على ملء السد، سيكون واقع الأمر أن مصر ستصر على ألا يوجد سد من الأساس.


وأفاد أستاذ العلوم السياسية، أنه من الممكن أن يكون هناك قوى خفية تدعم إثيوبيا، بأفكار مثل أن مصر لن تتمكن من ضرب السد، موضحًا أنه من الممكن أن تكون أمريكا هي من تسوغ الأمر لإثيوبيا ولكن من خلف الأبواب، أو قد تكون دول غربية، موضحًا أنه لا يستبعد أن تكون إسرائيل هي التي تلعب ذلك الدور الخفي، رغم وجود تطبيع ضمني بينها وبين مصر، ولكنها لم تنسي أن مصر بالنسبة لها هي العدو الأول والأخير.


وقال "شاكر" إن أثيوبيا تسير بخطى مدروسة، ومن بينها المماطلة، حتى تكسب وقتا لحين الانتهاء من ملء السد، موضحًا أن إثيوبيا جيدة في تلك الألاعيب، وقد مارستها أكثر من مرة مع مصر، وفي حال تعندها، وعدم سيرها على اتفاق مرض لكل الأطراف، سيكون لدى مصر الكثير لتفعله.

 

وأشار إلى أن ما تقوم به إثيوبيا، يتم عن عدم إدراك لحقيقة الموقف المصري، الذي يعتقدون أنه لن يرقى للأمر الواقع، وذلك عن عدم خبرة بالشعب والجيش المصري.