من رحم المعاناة تولد الفكرة، فرغم صغر سنها فكرت إيمان إبراهيم ذات الـ25 ربيعا؛ في استثمار معلوماتها وجهودها في إنشاء أكاديمية لذوي الاحتياجات الخاصة .
معاناة إيمان مع التدريب وبحثها الدائم عن التأهيل والدمج بدأت بعد حصولها علي الثانوية العامة؛ وشعورها بالحاجة إلي تطوير ذاتها؛ لتؤهل نفسها للعمل، إلا أنها لم تتمكن بسبب بعد مراكر التدريب و عدم توافر «كود الاتاحة» داخلها، والمقصود بكود الاتاحة هو تمهيد المكان لذوي الاحتياجات الخاصة من توافر أسانسير أو مطلع للكراسي المتحركة ، لتكون البداية في رحلتها مع تنمية ذاتها في الفرقة الثانية بالجامعة.
وحينما ظهر فريق تنمية بشرية في قسم الفلسفة وهوالقسم الذي تنتمي إليه إيمان إبراهيم، في كلية الآداب بجامعة القاهرة، انضمت للفريق وتطورت بسرعة حتي أصبحت مسئولة "الإتش أر"في الفرقة الثالثة، لتصبح نائب رئيس الفريق في العام النهائي للدراسة، حينها شعرت أنها لا تستطيع أن تضيف للفريق أو تكتسب جديدا، فتولدت لديها فكرة إنشاء أكاديمية لذوي الهمم .
لم تتدخر إيمان إبراهيم جهدا طويلا في التفكير؛ بل شرعت في تنفيذ الفكرة، واختارت مقر للأكاديمية في قاعة في منطقة بين السرايات، وبدأت الأكاديمية في مهمتها، و شرعت في اتاحة الكورسات التدريبة في فبراير 2020 حتي وصل عدد أعضاء الأكاديمية 69 عضوا بينهم 9 إداريين فقط.
الدمج و التأهيل
وعن الأهداف التي تسعي الأكاديمة لتحقيقها قالت إيمان؛ إن الهدف الأول هو الدمج، فقد عانى ذوي الاحتياجات الخاصة من اقتصارهم علي مدارسهم الخاصة بهم، دون دمجهم في المدارس العامة، مما تسبب في تعرضهم للتنمر و الأذي النفسي، لذا كان الدمج من أهم أهداف الأكايمية .
وتكمل إيمان: الهدف الثاني يتمثل في تأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة من أجل تيسير الحصول علي فرصة عمل مناسبة، وبالتوازي مع الـتأهيل دشنا مبادرة "مشروع حياة" في مركز شباب "أرض اللواء" لتوفير برامج متعددة كالرياضة علي سبيل المثال، للمساهمة في مساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة علي تفريغ طاقتهم وزيادة الثقة لديهم ،والتي آمل أن تعمم علي مستوي النوادي .
وأضافت: بدأنا في تنفيذ مبادرة "مشروع حياة" بالفعل؛ بتدريب أطفال يعانون من التوحد علي رياضة الكاراتيه، ثم يتبعهم تدريب أطفال مكفوفين من خلال الاعتماد علي حاسة اللمس والسمع.
وعن الأهداف الآخري أكدت أن الاهتمام بالجانب العلمي هدف أساسي بجانب الدمج والتأهيل، فعادة ما يتم الاهتمام بذوي الاحتياجات الخاصة بالتركيز على الدعم المادي والخدمي، دون التركيز علي الجانب العلمي، لذا ركزنا في الأكاديمية علي الجانب العلمي.
وتابعت: بجانب هذه الأهداف هناك هدف عام وهو؛ تحقيق الانتشار بمشاكل ذوي الاحتياجات الخاصة؛ التي من أهمها عدم توفير كود الاتاحة لذوي الاحتياجات الخاصة "ذوي الهمم"
وبجانب مقر" بين السرايات" اتجهت إيمان إلي كلية الآداب جامعة القاهرة التي تنتمي إليها؛ لتعتمد منها الأكاديمية وتعقد المحاضرات داخل قاعاتها أيضا ، وقد اختارت كلية الآداب لأنها من الكليات النظرية التي تضم عددا كبيرا من ذوي الهمم، وتم الاتفاق مع دكتور شريف شاهين عميد الكلية ودكتور عماد محجوب، على أن تكون التصاريح جاهزة في الأجازة الصيفية المقبلة.
وعن الخطط المستقبلية للأكاديمية تقول إيمان نستهدف مضاعفة أعداد المستفدين من الاكاديمية ؛ من خلال تعميم مبادرة مشروع حياة في عدد أكبر من مراكز الشباب؛ بالاتفاق مع وزارة الشباب، ويتوازى مع ذلك عقد ورش للأعمال اليدوية وعرض منتجات ذوي الاحتياجات الخاصة وتسويق منتجاتهم من أجل الحرية المالية لهم، مع البحث عن داعمين لفكرة الأكاديمية ماديا .
وعن تأثير تجربة إنشاء أكاديمية لذوي الاحتياجات الخاصة عليها قالت إيمان إبراهيم ؛ أصقلت مهاراتي والمهام الادارية لديي،فض لا عن زيادة التعرف على عالم ذوي الهمم .