الأحد 24 نوفمبر 2024

تحقيقات

الإشعاع النووي البديل الآمن للمواد الحافظة.. و«خبراء»: يشبه تأثير أشعة إكس على الجسم

  • 13-4-2021 | 20:32

تشعيع الطعام

طباعة
  • محمود بطيخ

يعد تعريض الأطعمة الغذائية، للإشعاع النووي، طريقة للحفاظ عليها من البكتريا والآفات، كما تطيل من عمر العام، حيث أكد خبراء الطاقة الذرية وخبراء التغذية على أنها الوسيلة الآمنة لحفظ الطعام، وأكدوا أنها بديل المواد الحافظة التي تسبب السرطانات، لاحتوائها على مواد كيماوية شديدة الخطورة.

 

تعريض الأطعمة للأشعة آمن على الجسم
وقال الدكتور علي عبد النبي، الخبير النووي بهيئة الطاقة الذرية، اليوم، إن تعريض الأطعمة للإشعاع النوي، آمن على صحة الإنسان، مشيرًا إلى أن "تشعيع الأطعمة"، يشبه عمل أشعة "إكس راي" على الجسم، أو على الصدر. 


وأضاف الخبير النووي في تصريحاته لبوابة «دار الهلال»، أن الأطباء اليوم بأمريكا جل أعمالهم قائمة على استخدام الإشعاعات لفحص الجسم، موضحًا أن تشخيص الحالات الفاقدة للوعي، أو الأطفال، يتم من خلال إعطاء الحالة حقنة بها مواد مشعة، لتكشف كل الأضرار الحاصلة بالجسم.


الأشعة لا تستمر بالجسم
وأشار الدكتور علي، إلى أن إعطاء تلك المواد يكون بوقت محدد وبكمية محددة، مؤكدًا أنها تخرج من الجسم عن طريق "البول" و"البراز"، وأن عمرها الإشعاعي ينتهي في ساعتين، مشيرًا إلى أن الإشعاع النووي له عمر إشعاعي، مضيفًا أن منهم من يمتد عمره لآلاف السنين، وكذا ملايين السنين، ومنها ما ينتهي خلال ساعات قليلة. وأكد الخبير بهيئة الطاقة الذرية، أن المواد المشعة لا توضع بالأطعمة، ولكن يتم تعريض الأطعمة للإشعاع، مما ينتج عنه قتل الآفات والبكتريا، والمواد الضارة بها، وتعمل كذلك على إطالة عمر المواد الغذائية، وحفظها من الإصابة بالأمراض.


 المواد الحافظة تسبب السرطانات
وقال الخبير النووي، أن المواد الحافظة التي توضع بالمواد الغذائية، تسبب الكثير السرطانات، ولكن تعريض الأطعمة للإشعاع، لا يوجد به أي ضرر، ولا يتسبب بأي أذى على صحة الإنسان، وفوائده عديدة. 


وأكد الدكتور علي، أن الإشعاع يدخل على الشريط الوراثي للميكروب ويكسره، مشيرًا أن الإشعاع عملية دقيقه جدًا، مؤكدًا أن تأثير الإشعاع هو نفس تأثير درجة الحرارة في قتل الميكروب، إلا أنه لا يرفع درجة حرارة المادة الغذائية، ولا يغير من صفاته أو لونه أو المعادن الموجودة بالغذاء.


وأوضح أن استبدال المواد الحافظة، بالإشعاع هو الخيار الأمثل، وما يتم دراسته في الوقت الراهن، موضحًا أن الكثير من المجالات اليوم تستخدم الإشعاع لعملية التعقيم والتطهير، كتعقيم السرنجات البلاستيكية، والبطاطس التي يتم تصديرها إلى الخارج، حتى لا يصيبها العفن، من طول الطريق، وكذا تطيل في عمرها. وأضاف أن الأطعمة التي يأخذها رواد الفضاء كلها معرضة للإشعاع، لتعيش معهم لفترات طويلة، وكذا أطعمة الطلاب في أمريكا لتعقيمها وتطهيرها من البكتريا، مشيرًا أن العملية مكلفة بعض الشيء.


وأما عن نوع الأشعة المستخدمة، أوضح الدكتور علي، أن في مصر يستخدمون أشعة "غاما"  لتعقيم البطاطس وكذا "السرنجات" الطبية، موضحًا أن أنواع الإشعاع المستخدم كـ "الإكسراي"، و"النيوترنات"، مشيرًا أنه لا يتم استخدام أشعة "ألفا"، أو "بيتا" لضعفهما في أداء العمليات المطلوبة.


تشعيع الأغذية البديل الآمن للمواد الحافظة
قالت الدكتورة ناهد لطفي، خبيرة التغذية بمعهد تكنولوجيا الغذاء التابع لمركز البحوث الزراعية، اليوم، إن تشعيع الأغذية آمن على صحة الإنسان، ولا يسبب أي أضرار، مشيرًا إلى أنه يستخدم بنسب ومعدلات معينة.


وأضافت لطفي في تصريحاتها لبوابة «دار الهلال»، أن تشعيع الأغذية يختلف تمامًا عن تسرب الإشعاع الذي يحدث في أي مكان، موضحة أن تسرب الإشعاع هو الخطر الحقيقي، أما تشعيع الأطعمة أو تعريضها إلى أشعة نووية من خلال جهاز محددة وبنسب معينة ومعدلات مدروسة يعد البديل الآمن للمواد الحافظة التي تسبب السرطانات.


 وأكدت خبيرة التغذية، أنه في تلك الحالة يتم تعريض الأطعمة لوقت ونسب محددين، مضيفة أن كل الأطعمة يمكن تمريرها عبر جهاز الأشعة، إذ تقتل البكتريا والآفات وكذا تطيل من عمر الأطعمة، كالبقوليات والأطعمة المغلفة. وفي سياق متصل، فأن تشعيع الأغذية يعطي نفس الفوائد التي تتحقَّق عند تسخين الأغذية، أو تبريدها أو تجميدها أو معالجتها بالمواد الكيميائية، لكن دون تغيير درجة حرارتها أو ترك مخلفات فيها.

 

جدير بالذكر، أن هذه التقنية تعمل على مكافحة تلف الأغذية والكائنات الدقيقة المسبِّبة للأمراض، أو الآفات الحشرية الموجودة في الأغذية، دون تأثير يُذكر في المذاق أو الرائحة

الاكثر قراءة