أبرزت صحيفتا "الجمهورية" و"الأهرام" -في افتتاحيتيهما صباح اليوم الاثنين- جهود الدولة في توفير السلع تزامنا مع قدوم شهر رمضان المبارك، ودورها في تنمية المجتمع المصري وتنمية القرى.
فتحت عنوان "توفير السلع الأساسية"، ذكرت صحيفة الجمهورية أن توفير السلع الأساسية في جميع المنافذ التابعة لوزارة التموين والجمعيات التعاونية وبأسعار مخفضة يأتي على رأس الأولويات، ونحن على أبواب شهر رمضان الكريم، مشيرة إلى أنه في هذا الإطار تأتي معارض "أهلا رمضان" في جميع المحافظات إلى جانب منافذ بيع السلع الثابتة والمتحركة وتوزيع السلع بأسعار مخفضة للتخفيف عن كاهل المواطنين خلال الشهر الكريم.
وقالت الصحيفة إن الضمانة الحقيقية للحفاظ على الصحة العامة، وعدم انتشار عدوى كورونا هو الالتزام بكل الإجراءات الاحترازية والحفاظ على التباعد الاجتماعي، وتجنب الأماكن المزدحمة والحرص على ارتداء الكمامة، خاصة في الأسواق والمولات والسلاسل التجارية ووسائل المواصلات العامة والخاصة.
وأشارت إلى أن القطاعات الخدمية من كهرباء ومياه وصرف صحي والصحة والتموين أصبحت في حالة الطوارئ استعدادا لاستقبال الشهر الكريم، حيث تم تشكيل غرف عمليات لمواجهة الطوارئ، لافتة إلى توجيه وزيرة الصحة في هذا الصدد بضرورة الالتزام خلال الشهر الكريم بالإجراءات الاحترازية والوقائية والحفاظ على التباعد الاجتماعي وعدم التزاور والبعد عن الأماكن المزدحمة والالتزام بارتداء الكمامات لحماية البلاد والعباد من جراء انتشار فيروس کوفيد - 19.
أما جريدة الأهرام فتحت عنوان "تحولات الفضاء السياسي المصري" ، قالت إن الفضاء السياسي المصري يحتاج الآن إلى تغيير مقاييس وعدسات النظر إلى الأشياء، بالقدر نفسه الذي تشهد فيه مصر تغييرات كبرى على الأرض، مشيرة إلى أنه ومنذ عقود، تراوح الفضاء المصري بين مزاجين أساسيين؛ مزاج الفضاء السياسي لدولة العمل والإنتاج، ومزاج الفضاء السياسي لدولة التعددية الحزبية والمعارك الانتخابية، وانتهى الأمر قبل ثورة يناير 2011 بانسداد الأفق أمام الاثنين،وانشغل الفضاء السياسي المصري بمعارك، لم تكن هي المعارك التي كان ينبغي على الدولة المصرية أن تخوضها.
وأضافت أن ذلك كله يمكن إدراكه الآن من مسألة واحدة فقط من بين مئات المسائل التي فتحتها الدولة المصرية، والتي يعيد المصري البسيط اكتشافها الآن، بحسبته الخاصة وحسه السلیم، فقبل 2011 اقتصر المظهر الأساسي لوجود الدولة في القرية على وقت الانتخابات، ولم يعد أهالي القرى يدركون ماذا يعني ارتباطهم بالدولة، إلا عندما كان يأتي المرشح النيابي كل أربع سنوات.
وأوضحت أنه حاليا أصبح مدخل الدولة إلى القرية، هو مدخل المشروعات، وأصبح الملمح الأساسي على وجود الدولة في القرية، هو تلك المظاهر التي تشير إلى العمل، وباختصار أصبح القروي يرى الدولة متجسدة أمام عينيه، وكل ذلك يتناوله القرويون البسطاء الآن في حواراتهم ومجالسهم الخاصة.
وقالت الصحيفة إنه قبل سنوات ظل الفضاء السياسي المصري حبيس جدل عقيم حول المعارك الانتخابية ومعارك طواحين الهواء، وتناسى الجميع أن هناك في الريف والعشوائيات، وفي أرجاء مصر المنسية، يكمن الكنز الاستراتيجي للجدل السياسي، والمعركة الحقيقية التي ينبغي أن يتمركز حولها العقل المصري وحوارات النخبة والأحزاب، قضية العمل، التي لا يمل الرئيس السيسي من تكرارها في كلماته وخطاباته، حتى كلمته الأخيرة في افتتاح مجمع الإصدارات المؤمنة والذكية "كل ما تتضايق اشتغل، كل ما تقلق اشتغل، كل ما تخاف اشتغل".
وأضافت أنه لسنوات طويلة احتكرت قضايا مبتسرة مركز العقل المصري، وتلبست الحلم العام، بينما تراجعت القضية الأصلية، لافتة إلى أنه الآن تشرق من جديد شموس الأمل على أبناء الريف.
واختتمت "الأهرام" افتتاحيتها قائلة " لهؤلاء الذين لا يزالون يتحدثون بحديث تلك المنظمات، غيروا عدسات أنظاركم لتروا هذا الجدید، وانتبهوا إلى ما تدخله الدولة من مشروعات في القرية، وفي أرجاء مصر المنسية، لتكتشفوا الفضاء السیاسي الحقيقي".