أبرزت الصحف المصرية الصادرة صباح اليوم الاثنين عددا من الموضوعات المهمة، على رأسها تأكيد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن التوافق الاستراتيجي بين مصر والأردن قادر على التعاطي مع كافة التحديات، فضلًا عن تأكيد وزير النقل كامل الوزير أن هناك توجيها واضحا وصريحا من الرئيس السيسي بتلبية أي مطالب للأشقاء السودانيين خاصة في قطاع النقل فورا.
واهتمت الصحف بتأكيد الرئيس عبد الفتاح السيسي -خلال الكلمة التي وجهها إلى العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بمناسبة ذكرى مرور 100 عام على تأسيس المملكة الأردنية الهاشمية- أن التوافق الاستراتيجي بين مصر والأردن والنابع من أواصر العلاقات التاريخية الممتدة بين البلدين، قادر على التعاطي مع كافة التحديات، مثمنا وقوف الأردن الدائم بجانب مصر، ومساندته للقضايا التي تمسها، انطلاقاً من العلاقات التاريخية والوثيقة بين البلدين.
وأشارت الصحف إلى إعراب الرئيس السيسي عن فخره وسروره بمشاركته الملك عبد الله الثاني والشعب الأردني الشقيق، في الاحتفال بمئوية تأسيس المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة، وهي المناسبة الغالية والعزيزة على مصر، وعلى العالمين العربي والإسلامي، والتي تمثل فرصة لتجديد الالتزام تجاه الشعبين الشقيقين، بتعزيز العمل المشترك، وتنسيق الجهود للمضي قدماً بمسيرة العلاقات بين البلدين، والسعي سوياً لاستكشاف المزيد من فرص التعاون المثمر لتحقيق الأمن، والاستقرار والازدهار والسلام والتنمية لشعوب ودول المنطقة.
ولفتت إلى إشادة الرئيس السيسي بالدور المحوري للأردن على الساحتين العربية والإسلامية، وأبرزت قوله: "إننا نستذكر بحق الدور المحوري للأردن على الساحتين العربية والإسلامية، وما قام به لدعم الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، وكذلك نسجل للأردن الشقيق وقوفه الدائم بجانب مصر ومساندته للقضايا التي تمسها، وذلك انطلاقاً من العلاقات التاريخية والوثيقة التي تجمع بيننا على المستويين الرسمي والشعبي".
واختتم الرئيس السيسي كلمته، بتقديم التهنئة من الشعب المصري للأردن ملكاً وحكومةً وشعباً بمناسبة احتفالية مئوية المملكة الأردنية الهاشمية، متمنياً للأردن وشعبه الشقيق المزيد من السلام والازدهار والاستقرار لمواصلة مسيرة التعاون والتنسيق لما فيه خير البلدين والشعبين والأمة العربية.
من جانبها، أبرزت صحيفة "الجمهورية" توجيه الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال اجتماع مع الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، والمهندس شريف إسماعيل مساعد رئيس الجمهورية للمشروعات القومية والاستراتيجية، وهشام توفيق وزير قطاع الأعمال العام، ونيفين جامع وزيرة التجارة والصناعة، والمهندس محمد أحمد مرسي وزير الدولة للإنتاج الحربي، وعبد المنعم التراس رئيس الهيئة العربية للتصنيع بتوطين صناعة السيارات الكهربائية في مصر بشكل متكامل يتخطى مراحل التجميع.
ونقلت الصحيفة عن المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية السفير بسام راضي، تصريحاته بأن الاجتماع تناول استعراض الاستراتيجية القومية لتوطين صناعة المركبات الكهربائية والصناعات المغذية لها في مصر.
وأشارت إلى توجيه الرئيس السيسي بتحقيق الأهداف الرئيسية من الاستراتيجية، خاصةً توطين الصناعة، والانتقال من مرحلة التجميع إلى مرحلة حديثة الجوانب بشكل شامل من تصنيع السيارات وزيادة نسبة المكون المحلي، بما في ذلك الصناعات المغذية للمكونات، وذلك في إطار الاعتماد على الطاقة النظيفة من خلال إنتاج المركبات التي تعمل بالكهرباء والغاز الطبيعي والكهرباء، تلبيةً لاحتياجات السوق المصرية من المركبات.
ولفتت الصحف إلى تناول الاجتماع استعراض جهود توطين صناعة السيارات والمركبات الكهربائية في مصر، وذلك من خلال تعميق التصنيع المحلي، والتعاون مع الشركات العالمية المتخصصة في هذا المجال للاستفادة من خبراتهم ومن أحدث ما وصلت إليه التكنولوجيا العالمية في هذا الصدد، وهو الأمر الذي سيدعم التحول التدريجي لاستخدام وسائل النقل التي تعتمد على الكهرباء والغاز الطبيعي، وذلك لمسايرة التقدم العالمي في صناعة السيارات والحفاظ على البيئة، بالإضافة إلى تعزيز جهود الدولة للتوسع في المشروعات الاستراتيجية ذات البعد الاجتماعي والاقتصادي والبيئي والتي تهدف إلى تخفيف الأعباء عن المواطنين.
أما صحيفة "الأهرام" فاهتمت بزيارة وزير النقل كامل الوزير إلى السودان وأبرزت تأكيده أن هناك توجيها واضحا وصريحا من الرئيس عبد الفتاح السيسي، ومدروسا من الحكومة المصرية برئاسة رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، بتلبية أي مطالب للأشقاء السودانيين خاصة في قطاع النقل فورا.
ونقلت الصحيفة عن الوزير قوله - خلال جلسة مباحثات مع وزير النقل والبنى التحتية السوداني المهندس ميرغني موسى- إن شريانا جديدا من شرايين التواصل والحياة بين الشعبين المصري والسوداني، ممثلا في الربط السككي، سيرى النور قريبا، لافتا إلى أن وزارة النقل انتهت من الدراسات الأولية، وهناك دراسات تجري على الأرض مع جامعة القاهرة في هذا الشأن.
وأضاف: "الأموال مرصودة وأنا شخصيا حصلت على تصديق من الرئيس عبد الفتاح السيسي بأن أي مشروع، له مردود إيجابي على علاقة الشعبين وخدمة مصالح الشعبين ينفذ فورا".
وأوضح أن هناك عملا يجري لاستكمال الطريق الواصل من القاهرة إلى أسوان وهو طريق يتكون من 6 حارات في كل اتجاه بإجمالي، 12 حارة مرورية، وسيستكمل إلى الحدود الدولية، ولا مشكلة أبدا في الاعتمادات المالية، ونحن جاهزون إلى كل ما يحتاجه الأخوة في السودان.
وأكد قناعة مصر بأن مصلحة البلدين واحدة ومصيرنا واحد، لذلك يتم تنفيذ كل ما هو مُمكن في سبيل الحافظ على المصير المشترك والهدف الواحد، لافتا إلى التعاون في مجال قطاعات النقل البري أو النهري أو البحري وحتى الموانئ البرية والجافة والمناطق اللوجستية، وهو قطاع كبير جدا في مصر وموجود الآن في السودان.
وقال وزير النقل إن المناطق اللوجستية موجودة، لكن يجب تطويرها للاستفادة منها بالشكل الأمثل، مضيفا: "يدنا ممدودة للأشقاء في السودان، فهدفنا ومصيرنا واحد ونريد ما هو أكبر من التعاون، حيث نسعى إلى شراكة حقيقية بتعاون ودعم من وزير النقل ورئيس الوزراء السوداني الدكتور عبد الله حمدوك، تنفيذا لتوجيهات ومبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي ورئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان".
وفي ختام كلمته، أعرب وزير النقل عن شكره لحفاوة الاستقبال وكرم الضيافة من الجانب السوداني.
في غضون ذلك، قال وزير النقل المهندس كامل الوزير، في تصريحات صحفية لعدد من وكالات الأنباء وتليفزيون السودان القومي، إنه يزور السودان الشقيق على رأس وفد من الحكومة المصرية بصحبة وزير المالية الدكتور محمد معيط، ووفد من وزارتي النقل والمالية.
وأضاف: "أتينا إلى بلدنا الثاني السودان الشقيق لبحث كل أوجه التعاون والشراكة بين وزارتي النقل في البلدين، بتوجيه خاص من رئيس الجمهورية، الرئيس عبد الفتاح السيسي، كي أتعرف على كل مطالب الأشقاء في السودان في مشروعات النقل المختلفة، سواء البري أو الطرق البرية، أو الكباري أو النقل السككي على السكك الحديد، أو النقل النهري عبر بحيرة ناصر وهيئة وادي النيل والنقل البحري من ميناء بورتوسودان إلى أقرب الموانئ المصرية سواء في برنيس أو في سفاجا أو العين السخنة، وكذلك في مجال الموانئ البرية والجافة والمناطق اللوجستية".
وقال وزير النقل، إن المباحثات ستتناول أيضا الموانئ البرية الموجودة في مصر والسودان على جانبي خط الحدود الدولية لتسهيل تنقل وحركة الركاب والأهالي أو نقل البضائع التعاون في مجال التدريب والتأهيل سواء في النقل البحري أو العمل في الموانئ أو غيره من المجالات، سواء في مجال الإصلاح وتنفيذ عمرات لجرارات وخطوط السكك الحديد السودانية في مصر.
وأضاف: "بيننا وبين الأشقاء السودانيين وخاصة في وزارة النقل السودانية علاقات قوية جدا ومتميزة ومتينة، وهى علاقات تترجم وتمثل امتدادا للعلاقات الوثيقة بين الشعبين المصري والسوداني".
وأوضح وزير النقل، أن ما تمت دراسته والاتفاق عليه سيتم تنفيذه فورا، وما لم يُدرس سيتم الانتهاء من دراسته وعرض الدراسات على الحكومتين المصرية والسودانية لرفع الأمر إلى الرئيس السيسي ورئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، للتنفيذ فورا.
وشدد على أنه لا مشكلات تعوق التنفيذ، فالاعتمادات المالية ميسرة ومفتوحة والرئيس السيسي صدق عليها، بهدف تنفيذ أي مشروعات من شأنها زيادة أواصر التعاون والشراكة والمحبة بين الشعبين سواء بإنشاء أرصفة أو موانئ في منطقة وادي حلفا أو في بحيرة ناصر أو في أسوان لربط البلدين الشقيقين عبر بحيرة ناصر ونهر النيل، فضلا عن تدريب العمال السودانيين على أعمال تشغيل الروافع.
وبارك للشعبين المصري والسوداني مشروع امتداد السكك الحديدية المصرية إلى الأراضي السودانية وإلى منطقة وادي حلفا بالتحديد، وإنشاء محطة تبادلية مركزية في منطقة وادي حلفا، لتبادل البضائع على السكتين، لأن السكتين مختلفتان، لكن ستكون هناك محطة تبادلية مركزية ستسمح بتبادل البضائع ونقل البضائع بين الدولتين والركاب وكل احتياجات الدولتين.
وأوضح أن لجانا فنية مصرية سودانية موجودة منذ أسبوع تقريبا لدراسة المسار، وتم الاتفاق على مسار محدد، سيعرض على الحكومتين ونبدأ التنفيذ فورا، خاصة في ظل توفر الاعتمادات المالية لدى وزارة النقل، ولا ينقصنا إلا بدء التنفيذ على الأرض في القريب العاجل، حتى يكون هناك مشروع كبير جدا، فمثلما يوجد مشروع هيئة وادي النيل لربط مصر والسودان في مجال النقل النهري، سيكون هناك خط سكك حديد يربط مصر بالسودان، ويكون وسلة ربط قوية جدا لنقل الركاب والبضائع أيضا.
بدورها ، اهتمت صحيفة "الأخبار" بمتابعة نشاط الرئيس التونسي قيس سعيد خلال زيارته إلى مصر، مشيرة إلى زيارته إلى الأزهر الشريف حيث استقبله فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، بمقر المشيخة، وذلك في إطار الزيارة الرسمية الأولى التي يقوم بها.
ونقلت الصحيفة عن فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، تأكيده أن تونس الشقيقة لها مكانة خاصة في قلب كل مصري، وأن جولات الرئيس التونسي في شوارع القاهرة تعكس متانة العلاقات المصرية التونسية، والتي هي امتداد لتاريخ طويل من العلاقات المتينة التي جمعت البلدين الشقيقين، ومن يقرأ التاريخ سيجد ترابطًا متينًا بين الشعبين المصري والتونسي منذ قرون عديدة.
وأضاف الطيب أن علاقة التونسيين بمصر علاقة تاريخية قديمة بدأت من تحويل عاصمة الفاطميين من المهدية إلى القاهرة، ووفَدَ طلاب وعلماء تونس إلى الأزهر وأصبحوا جزءًا من نسيجه طلابًا وأساتذة منذ قديم الزمن، وفي مقدمتهم الفيلسوف الاجتماعي التونسي ابن خلدون الذي اعتلى كرسي التدريس بالجامع الأزهر وتولى قضاء المالكية بمصر، والشيخ محمد الخضر حسين، شيخ الأزهر، والشاعر الشعبي الكبير بيرم التونسي، وغيرهم ممن كانت لهم جهود علمية أسهمت في خدمة الثقافة الإسلامية، مشيرًا إلى أن الثقافة الإسلامية راسخة في تونس منذ قديم الزمن.
وأبدى الإمام الأكبر استعداد الأزهر لتشكيل لجنة علمية مشتركة لخدمة الثقافة الإسلامية، وتعزيز العلاقات العلمية والثقافية بين جامعتي الأزهر والزيتونة بما يناسب عراقة وتاريخ هاتين الجامعتين، إضافة إلى تخصيص المنح الدراسية لطلاب تونس وتدريب الأئمة في إطار برنامج أكاديمية الأزهر العالمية لتدريب الأئمة والوعاظ، الذي يستقبل الأئمة من مختلف قارات العالم لتدريبهم على نشر الفكر المعتدل ومكافحة الفكر المتطرف وحماية أمن واستقرار الدول، واستعداد الأزهر لإعداد مناهج دراسية مشتركة تعالج القضايا المعاصرة، مهديًا للرئيس التونسي نسخة من وثيقة الأخوة الإنسانية، وكتاب ذاكرة الأزهر الشريف.
وأشارت الصحيفة إلى أن الرئيس التونسي عبر من جانبه عن سعادته بزيارة الأزهر الشريف ولقاء الإمام الأكبر، وأن لقاءه مع فضيلته لحظة تاريخية وامتداد للعلاقات العريقة بين تونس والأزهر، مؤكدًا حرص تونس على توطيد العلاقات العلمية والثقافية مع الأزهر، وترحيبه بما اقترحه فضيلة الإمام الأكبر من تشكيل لجنة علمية مشتركة لخدمة العلوم والثقافة الإسلامية، وتحقيق التبادل العلمي النافع بين تونس والأزهر.
كما سلطت الصحف الضوء على زيارة الرئيس التونسي كذلك إلى كاتدرائية "ميلاد المسيح" بالعاصمة الإدارية الجديدة، حيث كان في استقباله القس تادرس، المسؤول عن الكاتدرائية.
ونقلت الصحيفة عن المتحدث باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية القمص موسى إبراهيم إن الرئيس التونسي تفقد الكاتدرائية وتعرف على معالمها الرئيسية، وفي ختام الزيارة قدم القس تادرس هدية تذكارية للضيف عبارة عن أيقونة زيارة العائلة المقدسة لمصر.
أما صحيفة "المصري اليوم" فأبرزت في صفحتها الأولى ما أسفرت عنه تحقيقات النيابة بشأن حادث قطاري سوهاج وهي القضية التي شغلت الرأي العام، حيث أشارت إلى إعلان "النيابة العامة" نتائج التحقيقات في حادث تصادم قطارين بسوهاج، والتي كشفت عن توقف «القطار المميز» قبل مزلقان «السنوسي» الكائن ما بين محطتي سكة حديد «المراغة»
و«طهطا»، لعدة دقائق، ثم تحركه متجاوزا المزلقان، وتوقفه مرة أخرى حتى قدوم «القطار الإسباني» من محطة سكة حديد «سوهاج»، واصطدامه بالقطار المتوقف.
وذكرت الصحيفة وفقا لما جاء بالتحقيقات أن سائق «القطار المميز» ومساعده ادعيا في التحقيقات ظهور إشارات ضوئية بشاشة التحكم بكابينة القيادة، تفيد انخفاض معدل ضغط الهواء بالأنابيب الواصلة بين عربات القطار مما أوقفه آليًا، وأحالا أسباب هذا الانخفاض إما إلى سحب أحد مقابض الخطر بأي من العربات، أو غلق أحد صمامات تحويل الهواء المضغوط بالمكابح (الجزرات)، وأنه مع بدء ارتفاع معدل ضغط الهواء تحرك القطار متجاوزًا «مزلقان السنوسي»، ثم توقف آليًا مرة أخرى بموقع التصادم، فتبين مساعد السائق غلق أحد الصمامات بين العربتين الثالثة والرابعة وصورها بهاتفه، بينما شهد من سُئل من المصابين والركاب والعاملين بالقطار من الكمسارية وأفراد الأمن؛ بعدم رؤياهم سحب أي من مقابض الخطر أو سماعهم الصوت المميز الصادر عن سحبها، وأضاف كمساري تأكده من عدم سحب المقابض بأربع عربات.
وقدمت «النيابة العامة» تلك الأقوال والصور إلى اللجنة الهندسية المشكلة لبحث حقيقة الأمر فنيًا، بينما أكد سائق القطار المميز في التحقيقات إيقافه جهاز المكابح والتحكم الآلي (ATC) أثناء الرحلة، بدعوى تعطيله حركة القطار وتأخير مواعيد وصوله إلى المحطات.
بينما قرر مساعد سائق القطار الإسباني توليه القيادة إبان وقوع الحادث، مدعيًا سيره على سرعة تسعين إلى خمسة وتسعين كيلومترًا في الساعة، وتأكده من إضاءة جميع الإشارات الضوئية «السيمافورات» باللون الأخضر على طول شريط السكة الحديدية قبل موقع التصادم، مما يسمح له بالمرور، ولكنه على مسافة خمسمائة إلى ستمائة مترٍ من موقع التصادم رأى توقف «القطار المميز» فاستخدم المكابح اليدوية لإيقاف الجرار والعربات، ولكنها لم توقفها فوقع التصادم، بينما نازع سائق القطار في تلك الرواية، مؤكدًا توليه هو القيادة وقت الحادث، وسيره على سرعة تسعين كيلومترًا في الساعة، ومشاهدته توقف «القطار المميز» على مسافة مائة متر، حيث استخدم ذات المكابح المشار إليها دون تمكنها من إيقاف القطار، وقد أقر السائق ومساعده بإيقاف جهاز المكابح والتحكم الآلي (ATC) بالقطار، وأحال السائق سبب ذلك إلى تأخيره الحركة مدعيًا إصدار الهيئة القومية للسكك الحديدية تعليمات شفاهية بعدم تشغيل هذا الجهاز، وسماعه بها بـ«معهد تدريب السائقين بوردان".
وكانت التحقيقات أكدت ترك «رئيس قسم المراقبة المركزية بأسيوط» مقر عمله وقت وقوع الحادث، بالرغم من مسئولية هذا القسم عن مراقبة حركة القطارات بموقع التصادم، بينما أسفرت التحقيقات مع اثنين من المراقبين بالقسم عن إخلالهما بمهام عملهما؛ حيث تأخر أحدهما عن تنبيه سائق «القطار الإسباني» بتوقف «القطار المميز»، وأخطأ في رقم هذا القطار حال بدئه في تنبيه سائقه، بينما لم يوال الآخر محاولات الاتصال بسائق «القطار الإسباني» لتنبيهه، بعد إخفاق محاولتين فقط ادعاهما للاتصال به، وقد أكدت سجلات الاتصالات التي أجراها المذكور المستخرجة من شركة الاتصالات عدم إجرائه المحادثتين اللتين ادعاهما، وكانت «النيابة العامة» قد استمعت إلى محادثات لاسلكية سجلتها أجهزة الاتصالات بمقر القسم، فتبينت منها تأخر محاولات التنبيه واستمرارها بالرغم من وقوع الحادث.
وقد أسفرت مشاهدة «النيابة العامة» لتسجيلات آلات المراقبة بمحطة «سوهاج» الكائنة قبل محل الحادث يوم وقوعه عن جلوس مساعد سائق «القطار الإسباني» بمقعد القيادة، واستلامه بدلًا عن السائق النموذج «سبعة وستين (67) حركة» الصادر من المحطة، والثابت فيه السرعة المقررة بمنطقة الحادث والتي كانت لا تجاوز تسعين كيلومترًا في الساعة، فتحفظت «النيابة العامة» على النموذج وتبينت فيه الإمضاء باسم السائق بما يفيد الاستلام، فاستكتبت السائق ومساعده على هذا الإمضاء وأثبت تقرير «قسم أبحاث التزييف والتزوير» بـ«مصلحة الطب الشرعي» كتابة المساعد الإمضاء بدلًا من السائق، وبمواجهة الاثنين بتلك النتيجة أقرا بواقعة التزوير، وتمسك كل منهما بقيادته القطار وقت الحادث، وقد كلفت «النيابة العامة» «الإدارة العامة لتحقيق الأدلة الجنائية» بفحص نتائج مشاهدة آلات المراقبة المشار إليها للتأكد من صحة ظهور مساعد سائق القطار الإسباني فيها باستخدام تقنية القياسات البيومترية، فتأكد ظهوره بها.
وكان تقرير «مصلحة الطب الشرعي» وسؤال محرره في التحقيقات قد أسفرا عن عدم تناسب الإصابات المشاهدة والموصوفة بسائق القطار الإسباني ومساعده، مع ما ادعياه في التحقيقات من بقائهما بالكابينة الأمامية للجرار إبان التصادم، وأنه من الجائز تصور مغادرتهما الكابينة قبل وقوعه، وعلى هذا شكلت «النيابة العامة» لجنة ثلاثية من أطباء «مصلحة الطب الشرعي» للتأكد من صحة تلك النتيجة، فانتهت اللجنة - بعد معاينة موقع الحادث في حضور السائق ومساعده وبإشراف «النيابة العامة» - إلى صحة ما انتهى إليه التقرير السابق، مُضيفة تصورين آخرين لما حدث هما إما تواجد السائق ومساعده بالممر الفاصل بين الكابينتين الأمامية والرئيسية وقت التصادم، أو تواجدهما بالكابينة الرئيسية -اللاحقة على الأمامية- في ذلك التوقيت، قاطعة بعدم جواز بقائهما بالكابينة الأمامية حسبما زعما.
وأسفرت نتائج تحليل تعاطي المواد المخدرة الصادرة من وزارة الصحة عن تعاطي كل من مراقب برج محطة «المراغة» جوهر الحشيش المخدر، وتعاطي مساعد سائق القطار المميز ذات الجوهر وعقار «الترامادول».