الخميس 16 مايو 2024

زي النهاردة.. رحل سيد زيان متعدد المواهب

سيد زيان

فن13-4-2021 | 15:53

إسراء الشبكي

يحل اليوم الثلاثاء الموافق 13 إبريل وأول أيام شهر رمضان الكريم، ذكرى رحيل الفنان سيد زيان عطية سليمان، الكوميدي الذي تقرّب إلى جمهوره ببساطة حياته قبل أداء أدواره، فكان زيّه الأساسي "الجلابية"، ونادرًا ما يرتدي "البدلة" إلا في المناسبات الرسمية التي تجبره على ذلك، قام بشراء "عزبة"، كي يقال عليه "صاحب العزبة راح.. وصاحب العزبة جه"، وذلك من شدة تأثره بما كان يقال في أفلام الأبيض والأسود.


 
سيد زيان عطية سليمان، ولد يوم 17 أغسطس من عام 1943، بحي الزيتون في القاهرة، وتعود أصوله إلى محافظة الشرقية، ودرس الميكانيكا في مدرسة متخصصة في تخريج أفراد متخصصين في صيانة طائرات سلاح الطيران، ثم ترك وظيفته وبدأ مشواره الفني الكوميدي بالعمل في فرقة هواه مع الفنان عبد الغني ناصر، وكان قبل ذلك ممثل تراجيدي في المسرح العسكري، الذي كان يقدم المسرحيات العالمية والعربية لكبار المؤلفين المصريين والعرب.


قدم سيد زيان أول عمل كوميدي له بعد أن أسند إليه عبد الغني ناصر أول دور كوميدي في مسرحية "إعلان جواز"، وكان دار بينهما قبل ذلك حوار عندما قال له عبدالغنى ناصر: «ياسيد أنت في داخلك فنان كوميدي رائع لم تستخرجه بعد»، واستنكر سيد زيان هذا الكلام فقد كان مفهومه في ذلك الوقت أن التمثيل الحقيقي المؤثر هو الأداء التراجيدي الذي يبحث عنه كل هاو ليصبح في مكانة يوسف بك وهبى وحسين رياض، لكن عبدالغني ناصر أوضح له أن الكوميديا من أصعب فنون الأداء ولا يقدر على تقديمها إلا الفنان الموهوب الذي أهَّله الله بخفة الظل والحضور، وأقتنع زيان ونجح في الكوميديا، وأسند إليه أيضًا المخرج نور الدمرداش دورًا بارزًا في مسرحية "حركة واحدة أضيعك". 

 

,جاءت مسرحية "سيدتي الجميلة" كأولى محطات زيان الإحترافية في عام 1969م، والتي ألتحق بها بعد أن رشحه الأستاذ الراحل فؤاد المهندس لمشاركته في هذا العمل، من خلال فرقة الفنانين المتحدين، وفي نفس العام شارك في 3 أفلام سينمائية، هي "العتبة جزاز" و"الحرامي" و"للمتزوجون فقط"، تدرج بعدها في الأدوار الثانوية بفترة السبعينيات، حتى صار نجمًا منطلقًا بين الأعمال الفنية المختلفة في فترة الثمانينيات والتسعينيات. 

 

,حصل سيد زيان على 25 جنيهًا شهريًّا كأجر عن مشاركته في مسرحية سيدتي الجميلة، وكان يجري خصم 3 جنيهات للضرائب منها، على حد تأكيده في حوار تليفزيوني أجري معه في عام 2002.

 

ومن مسرح "المهندس" إلى "فرقة الريحاني"، التي عمل بها 9 أعوام متواصلة، حتى انتقل إلى مسرح "نجم"، قدم وقتها مجموعة من ألمع المسرحيات ومنها "العسكري الأخضر والباراشوت"، معتمدًا على حضوره القوي أمام الجمهور وصوته المميز، حيث كان يقدم أغاني واسكتشات من وحي النص المسرحي ضمن العرض، وكان يخرج عن النص ذلك الخروج المحبب للجمهور. 

 

أضواء السينما والتليفزيون خطفت زيان، ومن أهم أعماله السينمائية "الطماعين"، "شبح الماضي"، "أرملة ليلة الزفاف"، "مدرسة المشاغبين"، "العنيد"، "شيء من الحب"، "بنت اسـمها محمود"، "أريد حلا"، "بدون زواج أفضل"، "عذرًا أيها القانون"، "البيه البواب"، وغيرهما الكثير من الأفلام المتميزة.

 

تميز سيد زيان بشخصياته المتعددة التي كان يظهر بها أمام الشاشة، والتي تنوعت بين أدوار الخير والشر، فهو الفهلوي الذي يعرف كيف يأخذ ما يريد، أو مساعد لزعيم العصابة في «المتسول»، وهو المطحون الموجوع الذي قد ينحاز للخير بعد أن كان أحد محركات الشر كما جاء في مسلسل «الراية البيضاء». 

 

عرف سيد زيان بحبه ومحبته من أبناء جيله فكان متعاونًا مع عدد ممن شاركوه أعماله، ومنهم "عبدالله فرغلي، فاروق فلوكس، فؤاد خليل، المنتصر بالله ومظهر أبوالنجا"، كما امتاز سيد زيان بقدرته على التقليد الصوتي، فكان يقلد أشهر الفنانين ومنهم فريد الأطرش ومحمد عبدالوهاب، ويقلد أيضًا عددًا كبيرًا من زملائه، بل الباعة الجائلين في منطقة البحر الأعظم التي عاش فيها سنوات. 

 

ما يزيد على 9 أعوام قضاها الفنان الراحل سيد زيان بين الحياة وشائعات الموت التي لم تكن تفارقه كغيره من الفنانين الذين تطاردهم، فقد أقعده المرض الذي بدأ بجلطة في المخ، وأعجزه عن الكلام، ليغيب زيان عن الشاشة لفترة طويلة، لكنه لم يغب عن قلوب جماهيره ومن كانوا يدعون له بالشفاء والصحة، وكان آخر ظهور فني له في مسلسل «إحنا نروح القسم» الذي عرض في عام 2001م، ومسلسل «أبيض في أبيض» الذي قدم في عام 2003م، إلى أن رحل عن عاملنا في مثل هذا اليوم من عام 2016م عن عمى يناهز ال72 عامًا.