هو ابن بورسعيد المحافظة الأبية، ويعد من أهم ليبرالي مصر والعالم، يحاضر أمام البرلمانات الأوروبية الكبرى ومنها البرلمان البريطاني ومجلس النواب الإيطالي والبرلمان الروسي والبرلمان السويدي ليطرح أطروحته حول خديعة الإخوان للغرب في تخليهم عن العنف على الساحة اليوم، وأطروحة أخرى حول تداعيات الهجرة غير المدروسة على المجتمعات الأوروبية.
ألف 20 كتابا باللغة العربية منها الإخوان بين الماضي والحاضر، وكتاب الطاعون عن الجماعة أيضا، وكتاب الصراع من أجل الحداثة في مصر وله كتاب بعنوان سجون الثقافة العربية وكتاب نقد الماركسية.
تحدث عن الأصولية الإسلامية أمام لجنة الحريات بالكونجرس الأمريكي، وفي عام 2012 أصبح المصري الوحيد بين أعضاء المجلس الاستشاري الدولي للرئيس الروسي فالديميير بوتين، كذلك هو عضو بمجالس إدارات وأمناء أكثر من عشرين مؤسسة علمية وثقافية في العالم.
حوارنا مع الدكتور طارق حجي حول نقاط وتساؤلات مهمة مطروحة على الساحة اليوم.
خرج علينا من ينتقد ويهاجم احتفالية نقل المومياوات بقولهم حرام التحنيط وتقديس الموتى؟
هو في البداية هذا ببساطة سيأخذنا لنقطة محورية أننا بينا وبينهم نقطة فارقة تسمى الوطن وأقصد هنا بينا وبين كل من يتخذون الإسلام السياسي كمذهب حياة لأنهم سيكونوا خلف سيد قطب وهو من قال: «ما الوطن إلا حفنة من التراب العَفن»، من يختصرون الوطن مجرد مكان ولا ينتمون إليه لا يعجبهم أي شيء يربطنا كمصريين ببلدنا ، أنهم ينتقدون جمال مبهر، نحن بيننا وبين العرب رابطة ثقافية وبيننا وبين المسلمين رابطة أيضا ولكن هذا لا ينشئ بلد لأنه هناك دولة اسمها
«مصر» هي أعمق في الحضارة وأعرق في التاريخ البشري، أنا شخصيًا لو كان المر بيدي وأقصد القرار لم أكن لأقوم بمثل هذه الاحتفالية، وذلك بسبب خوفي من أشياء كثيرة بصراحة شديدة انبهرت بالتأمين الأمني وهذه الكفاءة العالمية في كل شيء لقد أبهرنا العالم ولم تحدث غلطة.
ما الرسائل التي وجهتها مصر للعالم بعد عرض هذه الاحتفالية؟
الاحتفالية تحتوي على عدة مشاريع أولا أنك استطعت أن تجعل الآلآف يمشون في الشوارع بمنتهى الأمان وفي كل دول الربيع العربي ذلك مستحيل الحدوث وهذه دليل على وجود قوة الدولة، وأنها تقوم بمهامها كاملة والحقيقة مصر نجت من كل فخاخ الربيع العربي السيئة، عندما ننظر إلى الأوركسترا هو مشروع بحد ذاته والرقص والإخراج والغناء بالمصرية القديمة العرض كله مبهر، وذلك يوضح أن من لا يعجبه الحفل هو يفتش عن العيوب ويكره مصر ويريدها أن تقع فإذا كنت تلميذ أزهري ومن يستضيفك ويتفق معك هي قنوات ومذيعي الإخوان في تركيا فلماذا أنتم متفقون؟ لأن بينكم شيء مشترك وهو أن تلعنوا نجاح مصر وذلك يضايقهم، من ينتقدون ألا يجدون أن العالم كله انبهر بملوكنا وملكاتنا وحضارتنا هم مغتاظون لدرجة أنهم يقولون لماذا لا ننجح في كل شيء مثل هذا الاحتفال، من قال أننا لا ننجح في أشياء كثيرة ربما لم نحقق نجاحا مبهرا في كل المجالات لن مصر مشاكلها تراكمية وتحتاج لوقت كبير في حلحلة هذه المشكلات.
هناك نزاع ظهر الآن بين المثقفين هل مصر عربية أم مصر عربية إسلامية أو مصر قبطية وظهر بعض ممن يقولون نستبدل جمهورية مصر العربية بجمهورية مصر فقط ما الذي أدخلنا في هذه المعضلة؟
هذه المعضلة موجودة منذ عام حيث١٩٠٧ تكون أول حزبين في مصر حزب يقول أننا جزء من الأمة الإسلامية والعربية بقيادة مصطفى كامل ورد عليه حزب آخر بقيادة أحمد لطفي السيد أن مصر مصرية، فهذه الإشكالية موجودة منذ القدم وأنا أرى أن طه حسين هو أفضل من تناول هذا فمثالً، الموضوع مصر موجودة بإفريقيا هذه حقيقية جغرافية ومصر تطل على البحر المتوسط ومصر تتحدث اللغة العربية، ولكننا صنعنا لغتنا العربية الخاصة بنا وكل هذه عناصر إذا تم تجميعها سنصل إلى أن مصر مصرية! هناك قواسم مشتركة بيننا وبين البلاد العربية والإسلامية والإفريقية، ولكن كما قال طه حسين مصر مصرية وإن كان قالها قبله أحمد لطفي السيد، وأوضح نعم مصر عربية ولكن ليس تماما ومصر إسلامية ولكن ليس كليةً.
ما الداعي لإثارة كل هذا اللغط والدخول في خلافات هل مصر عربية أم إسلامية وماذا نستفيد إذا تملصنا من عروبتنا في وقت من المفترض أن يتجمع ويتحد العرب؟
هذا منتج لمشكلتنا مع الإسلام السياسي فهم يرون أن هويتنا الوحيدة إسلامية، فهذا الخالف هو رد فعل فأنا أرى أن الرابطة الثقافية بالوطن العربي هي أقوى من الرابطة الدينية وأرى أن أم كلثوم في الوطن العربي هي أقوى من الساسة فقد كانت تغني أول خميس من كل شهر وينتظرها الناس جميعًا من المغرب للكويت، إنهم يريدون صنع مشكلة سياسية لمصر وأرى أن هناك إجابة في سؤالك حين تطرقتي إلى المثقفين لأنه لو لم نتطرق إليهم فلن يصبح موضوع خلافي، فإذا ذهبنا إلى أحد المناطق الشعبية وطرحنا عليه هذا الخلاف سيعتقد أننا نريد تضيع وقته، يريدون أن يثيروا هذا الخالف في شعب عشرون بالمائة من تعداده مسيحيين ويقولوا مصر دولة إسلامية فقط؟، فالأقباط جزء من الحركة الوطنية المصرية وساندوا سعد زغلول كثيرا ولم يتحدث أحد في هذا الوقت عن هذا الخلاف.
القومية العربية أنتجها في الأصل الشوام المسيحيون لأنه يريد أن يقول للعثمانيين أن أساس القومية اللغة وليس الدين فقد كانوا يريدون توجيه رسالة أن من الدرجة الثانية لأنني مسيحي ولكنني مواطن من الدرجة الأولى لأنني أتحدث اللغة العربية.!
مصر تحيط بها الأخطار اليوم من جميع حدودها بالإضافة لمشكلة سد النهضة كيف نخرج من هذا الوضع عن طريق مثقفينا وقوتنا الناعمة؟
ما يحدث هو ليس حكرا على مصر، المنطقة بحالة غليان فهناك مثالً توتر على الحدود المغربية الجزائرية يؤسى له، ما يحدث من تفتت في ليبيا، العراق وما يحدث به يحزنني بشدة هل هذه بلد السياف والجواهري العراق كأنه دويلات وللأسف سوريا معرضة لذلك الانقسام أيضا فلن يعود الوضع كما كان.
هل تقصد أن ما تمر به مصر هو جزء من المشاكل والأزمات التي تمر بها المنطقة ويتم صناعتها لنا؟
نعم ومصر بلا شك أفضل من تعامل مع هذه المشكلات وأقلهم ضرراً نحن نفكر اليوم بجدية في إلغاء الديانة من البطاقة الشخصية في حين أن دول أخرى لا تكتب الديانة فقط بل تكتب الطائفة أيضا في البطاقة وجواز السفر!
ما هي رؤيتك لخروج مصر من مشكلة سد النهضة؟
أكثر ما يطمئنني هو تولي الأمن القومي هذا الملف ولا أتخيل حل عسكري بالمعنى التقليدي عن طريق غارات الطيران لأننا أصحاب مصلحة في عدم فتح ملف هدم السدود ولكن هناك حلول عسكرية كثيرة أخرى واردة خصوصا تلك المنطقة هي منطقة نزاعات ومشاكل بين السودان وإثيوبيا، الشعب الإثيوبي له قصائد شعر يسبون فيها النيل ويطلقون عليه النهر الخائن النهم لم يستفيدوا منه شيء!، وهذا ينعكس علينا في تعاملهم معنا، أشعر بالاستغراب لماذا تم تكريم رئيس أنني كلي ثقة في وزرائهم بجائزة نوبل !.. أنا على ثقة من وصولنا لحل لهذه المشكلة خصوصاً قواتنا المسلحة الجهة المنوطة بها حمايتنا كما فعلوا يوم 30 يوليو وحموا مصر من الإخوان، وواثق أن إثيوبيا لن تكسر ظهر مصر في مشكلة المياه.
في ظل كل ما يواجه مصر اليوم.. هل ترى أن المثقفين يفعلون كل ما عليهم لمساندة الرئيس في كل هذه التحديات والمحن بكل صراحة؟
بكل صراحة المسئولية مشتركة بين الدولة والمثقفين معاً، ففي عام ٢٠١٥ طلبت مني جهات في الدولة وضع تصور عن الثقافة بعنوان «مصر ٢٠٣٠» وحضرت اجتماعات وكان معي الدكتور جابر عصفور وقد قُلت وقتها أن المشكلة في مصر ليست مشكلة مثقفين فقط ولكن المسئولية مشتركة ليست ما بين الدولة والمثقفين، فإن كانت الدولة قد قدمت بعض التطور في ملف الثقافة ولكن يظل هناك الكثير كما يوجد من استغل منبر المساجد لإيصال رسالته السياسية لا الدينية يجب أن تكون المراكز والقصور الثقافية منبرا لخروج الشعب من حالة الجهل وعدم الوعي وكذلك الاهتمام بالتعليم فالوعي دون علم وتعليم.
هل يجب استغلال فخر المصريين بتعويم إيفرجرين بقناة السويس وبعدها حفل نقل المومياوات الملكية؟
نعم فذلك يذكرنا بتاريخنا وحضاراتنا لنه لو كانت شركة أجنبية هي من قامت بتعويم السفينة كانت الرسالة ستصبح مختلفة تماما فهناك أحد الشخاص مثالً قال لي أن من قام بالتعويم هو القمر لن منسوب المياه انخفض وهو إنسان كاره لكل مجهود أوالدنا وكفاءتهم لأنه لو يمتلك رؤية وحب للبلد سيجد أنه حتى استغلال ظاهرة المد والجزر ومنسوب ارتفاع المياه دليل على قدرتنا على اختيار الوقت الصحيح للعمل والكفاءة الكبيرة والشعب شعر بذلك فازداد فخرا ببلده ومصريته، وهذا ما يجب أنه نسوقه عالمياً أن وقت الشدائد الشعب على قلب رجل واحد.
ماذا تقول لمن يهاجمون فكرة تعليم اللغة المصرية القديمة باعتبارها على حد قولهم لا قيمة لها ولغة ميتة؟
أقول لهم في عام ٤٨ لم تكن اللغة العبرية ذات قيمة وكانت ميتة وأحياها اليهود الإشكيناز لماذا فعلوا ذلك؟ لن الرابطة اللي تجمعهم هي التاريخ اليهودي والعمود الفقري للتاريخ هي اللغة لدرجة أنهم كتبوا لها قواعد جديدة ، أنا لا أريد أن يتحدث المصريون باللغة المصرية القديمة ولكن أريدهم أن يهتموا بها ويهتموا بتاريخهم، فليس من المقبول أن يكون عدد الكتب عن مصر القديمة بجامعة شيكاغو أكثر من أي جامعة مصرية، نحن لا نرى الآن إلا الدكتور زاهي حواس والدكتور وسيم السيسي ونريد مزيدا من علماء المصريات.
ما تعليقك على وقف إنتاج وعرض مسلسل أحمس؟
هذا المسلسل يحمل أخطاء تاريخية ويحتاج بالطبع لمراجعات كثيرة فالمصريون القدماء لم يكن لديهم لحى وكان يعتبرون أن ذات اللحية هم رعاة الغنم وأعدائهم وبالدليل في التوراة " وقال يوسف لبيه يعقوب إن المصريين يحتقرون رعاة الغنم " ، وكان قدماء المصريون يرسمون أعداءهم ُ بلحية .... وهنا أن بدي إعجابي بقرار الدولة وقف تصوير مسلسل أحمس وحقيقة لقد طالبت المسؤولين عن المسلسل بذلك، الفن يجب أن يرسل رسائل تعليمية وتثقيفية خاصة لو تحدث عن التاريخ.
ماذا يفعل دكتور طارق الآن؟
أنا كنت أعمل بمجال البترول ولدي اهتمام كبير بالثقافة والفكر أما الآن أعمل بالثقافة فقط قد قُمت بتأليف لرغبتي الشديدة في التفرغ لهواياتي وهي الكتابة وإلقاء المحاضرات خصوصا أني باللغة العربية والإنجليزية كتبا والفرنسية والإيطالية وعددهم ٣٤ كتاب وهذا لا يتم عمله بسهولة، ومع ذلك لم يصل عدد القراء لـ٢٥٠ ألف قارئ وهذه طبيعة الكتب بسبب أننا لم نعد نهتم بالقراءة، فلقد سمعت الأستاذ نجيب محفوظ يقول إنه ليُدمي القلب أننا لم نعد نطبع إلا ١٠٠٠ نسخة فقط من الرواية في حين أنه في عام ١٩٤٠ كنا نطبع ١٠ آلف نسخة فهذا الزمن أصبح زمن القراءة الإفتراضية.!
فرج فودة كان صديقك ودفع ثمن آرائه هو ونصر حامد أبوزيد، هل كان سيتم اغتيالهم جسديا ومعنويا في حالة وجودهم اليوم؟
أنا مؤمن أن الجماعات الإسلامية والإخوان هم شجرة واحدة وأصل الفرع في هذه الشجرة هي الإخوان والوهابية، اغتيال فرج فودة ومحاولة قتل نجيب محفوظ هي أصل فتاوى لابن تيمية وأنا مؤمن أن العهد الذهبي للإخوان في عهد نظام الرئيس مبارك والرئيس مبارك قد أتى لسُدة الحكم من تراب أرض المنصة ولن ينسى أن من اغتال السادات هم الجماعات الإسلامية لذلك كان يتجنب خصوصا المواجهة خصوصا أن ما حدث من مصالحات معهم لم أوافق عليه أبدا.
متى خرج أيمن الظواهري من مصر؟
في عهد حسني مبارك وفي عهده قويت شوكة الإخوان المسلمين لأنه كان لا يقدر على المواجهة لذا قفز الإخوان للحكم في ٢٠١٢ بسبب انهم كانوا جاهزين واستعدادهم في عالم موازي للدولة، نعم لو كان فرج فودة ونصر حامد أبو زيد موجودين الآن لم يكن ليتم اغتيالهم والدليل اختفاء الاعتداء على الكنائس نظرا لتصاعد قدرة الدولة على التصدي لمخططات الإخوان ووجود قوة الردع والمن الذي لا يفرق بين المسيحي والمسلم.
بعض المنظمات الحقوقية والدول الغربية ترى أنه يجب أن يكون هناك منفذ للتعبير عن الرأي والمعارضة في مصر اليوم ما تعليقك؟
أرى أن كل دول آسيا التي تقدمت امتلكت أولا نظام إداري قوي ورادع واذا تم سؤالي أننا لا نمتلك ديموقراطية سأرد أننا لا نمتلك ما حدث في سوريا وليبيا واليمن والعراق أين هي الديموقراطية بالشرق الوسط بعد ما حدث بالربيع العربي والنزاع القبلي والعنصري الذي يحدث بتلك الدول، أنا أرى أن أهم حدث في تاريخ مصر هو ٣ يوليو وأن ما يحدث في مجال البنية التحتية في مصر هو حقيقي ولكني أريد أن يتم تطوير الخطاب الديني والتعليم بشكل عاجل، الديمقراطية أولوية إعجاز ولكن ليست أولى أولوياتنا في ظل حرب نقوم بها ضد الإرهاب والجماعات المتطرفة الأولوية اليوم للأمن والأمان والعمل والتقدم وهو ما تمشي على خطاه البلد بخطوات سريعة ومتعاقبة ترد على كيد الكائدين.