يشهد تاريخ الإسلام شخصيات عاشت وخلدها إيمانها ومواقفها القوية دفاعا عن ديننا الحنيف، ينشدون ثواب الآخرة والهدى للبشرية كلها، وتركت هذه الشخصيات أثرًا كبيرًا محفوظًا في ذاكرتنا ووجداننا وهدى وبوصلة لنا في الطريق.
وترصد بوابة "دار الهلال" في أيام شهر رمضان الكريم، بعض الخطوات والمحطات والمواقف في رحلة العديد من هذه الشخصيات، والتي اخترنا بهذا العام أن تتمثل في رحلة مع النساء اللاتي أسهمن في دعم الإسلام وانتشاره.
أم عمار.. سمية بنت خباط
تعرف السيدة سمية بنت خباط بـ"أم عمار" فهي والدة الصحابي عمار بن ياسر، وزوجها الصحابي ياسر بن عامر، وكانت أَمَةً لأبي حذيفة بن المغيرة، وهو أحد سادات بني مخزوم في الجاهلية، أسلمت بمكة مع بداية رحلة الدعوة الإسلامية من قبل الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ، ومن ثم كانت من بين المعذبين، من أجل أن تتراجع عن الدخول في الإسلام لكنها لم تفعل، وامتثلت لقرارها وإيمانها برسول الله، وذات يوم مر بها أبو جهل "عمرو بن هشام بن المغيرة" فطعنها في قلبها فماتت، وتذكر بعض المصادر الأخرى أن أبا جهل رماها بحربة في قُبُلِها حتى ماتت، وكان ذلك في السنة السادسة بعد البعثة .
ويقول الداعية والدكتور "محمود عمارة: "لعلنا ندرك عمق المأساة في عين عمار بن ياسر رضي الله عنه يرى أمه تقتل وهو لا يملك لها من الأمر شيئا، ولئن مات أبوه ياسر تحت وطأة العذاب فقد كان مصيره جارحًا كعربي ومسلم لكنها المبادئ العليا تكلف أربابها أن يعيشوا لها ويموتوا في سبيلها ،ولك أن تتصورعمق البلاء هنا ".
وعن "ابن إسحاق" أحد أبرز علماء وحفاظ الحديث قال: حدَّثني رجال من آل عَمَّار بن ياسر: أَن سُمَيَّة أُم عمَّار عذَّبها هذا الحي من بني المغيرة بن عبد اللّه بن عُمَر ابن مخزوم على الإسلام، وهي تأْبى غيره، حتى قتلوها. وكان رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم يمر بعَمَّار وأُمه وبأَبيه، وهم يعذَّبون بالأَبطح في رَمْضاء مكة، فيقول: «صَبْرًا آلَ يَاسِرٍ، مَوْعِدُكُمْ الْجَنَّةُ».