الأحد 19 مايو 2024

في ذكرى ميلاد أمينة رزق.. رفضت الزواج من أجل الفن.. وحصلت على راتب 4 جنيهات

أمينة رزق

فن15-4-2021 | 16:56

إسراء الشبكي

يصادف اليوم 15 أبريل، ذكرى ميلاد واحدة من أشهر أمهات السينما المصرية؛ الفنانة الراحلة أمينة رزق التي تميزت بأدوار الأم المضحية أو التي يظلمها أبناؤها، وأبدعت فى الأدوار الحزينة والمشاهد الباكية. 

ولدت أمينة محمد رزق بطنطا في محافظة الغربية، في مثل هذا اليوم من عام 1910م، توفي والدها 1918، واضطرت للسفر إلى القاهرة مع والدتها والتحقت بمدرسة ضياء الشرق مع خالتها أمينة محمد، وفي عام 1922م قامت بالغناء على المسرح مع خالتها في إحدى مسرحيات فرقة علي الكسار. 

 

أمينة رزق
وكثيرًا ما تلعب الصدفة دورها في حياة الفنانين والفنانات ومسيرتهم وشهرتهم، فتنقلهم من مرحلة الانتشار إلى بداية طريق الشهرة الفنية. 

وكان للصدفة دور كبير في حياة أمينة رزق وخاصة فى بداياتها الفنية ووضعتها على طريق الشهرة سواء فى المسرح أو أمام كاميرات السينما. 

جاءت أمينة رزق فى عام 1924م لتكون أحد الوجوه الجديدة التي اكتشفها رائد مسرح رمسيس يوسف وهبي، وكان أول دور مثلته على هذا المسرح هو دور الصبي الكسيح فى مسرحية راسبوتين. 

واستمرت أمينة رزق تعمل فى مسرح رمسيس عامًا كاملًا، وهي تمثل أدواراً صغيرة، حتى استقالت ممثلة الفرقة الأولى وكانت وقتها الفنانة زينب صدقي الذي يصادف اليوم ذكرى ميلادها أيضًا، فأسندوا دورها فى رواية "الذبائح" إلى أمينة رزق، وكان هذا الدور نقطة تغير المسار فى حياتها المسرحية، حيث قفز راتبها من 4 جنيهات إلى عشرين ثم ثلاثين جنيهًا حتى وصل إلى 60 جنيهًا. 


ولم تنته الصدفة بعد إلا أنها لعبت دورًا جديدًا في حياة أمينة رزق السينمائية، وذلك عندما سافر يوسف وهبى إلى باريس لإخراج فيلم "أولاد الذوات" وهو من أوائل الأفلام الناطقة، وكانت بطلة الفيلم بهيجة حافظ، ولكن حدث خلاف بينها وبين يوسف وهبي، فأرسل الأخير من باريس برقية إلى أمينة رزق ليستدعيها للقيام بدور البطولة فى هذا الفيلم مقابل جنيه واحد كأجر يومي خلاف نفقات السفر والإقامة، ومن هنا جاءت انطلاقة أمينة السينمائية. 

وكان لهذين الدورين تأثير كبير في طريق شهرة الفنانة الكبيرة أمينة رزق التى تصاعد أجرها بعد ذلك حتى وصل إلى آلاف الجنيهات منتصف الخمسينات وأصبحت من أعلى الفنانات أجراً وشهرة. 

من أبرز المواقف في حياة أمينة رزق التي لم يراها الجمهور أبدًا وهي تظهر سرورها فرحا بشيء ما، لكن فى عدد نادر من مجلة الكواكب صدر فى 26 أكتوبر عام 1954م، خصصت المجلة هذا العدد بمناسبة اتفاقية الجلاء التي وقعتها بريطانيا مع مصر، ونشرت الكواكب خلال هذ العدد احتفالات أهل الفن والسياسة بهذه المناسبة الوطنية.

 
وكان ضمن ما نشرته الكواكب موضوعًا عن الفنانة الكبيرة أمينة رزق وبه صورة كبيرة لها وهي تضحك وتطلق زغرودة، وتعد هذه هي المرة الأولى والوحيدة التي تظهر بها الفنانة الراحلة أمينة رزق تعبيرًا عن سعادتها. 

وقالت الكواكب: "عرفنا أمينة رزق فنانة تجيد البكاء وتصنع الألم، وكثيرًا ما رآها الجمهور وهى حزينة تبكي، حتى أنها تستطيع بمهارة أن تجعل المشاهد يبكي معها، وأصبحت رمزًا المرأة الحزينة. 

وأشارت الكواكب إلى أن هذا كان حال أمينة رزق فى عهد مضى كان البكاء فيه حق والألم شريعة والحزن إيمانا، مؤكدة أنه بعد اتفاقية الجلاء تغير كل شيء بعد أن أصبحت مصر مسئولة عن نفسها وأصبحت مصر للمصريين. 

وفى هذه المناسبة ظهرت أمينة رزق فى ثوب وهيئة جديدة كلها فرح وسرور وأسرعت إلى عدسة الكواكب وهى تتعثر من فرحتها ، وقالت لمحرر المجلة: "عندى لك هدية عزيزة لم يسبق أن قدمتها لإنسان".


وتابعت أمينة رزق: "ولكنى اليوم فقط أسمح لنفسي أن أقدمها"، وهنا أطلقت أمينة رزق العديد من الزغاريد فرحًا بالجلاء، والتقطت عدسة الكواكب الصورة. 

تجاوزت أعمال أحدى أعمدة زمن الفن الجميل أمينة رزق ال_ 300 عملًا فنيًا، وحصدت رصيدًا كبيرًا في عالم السينما والتليفزيون والمسرح، حيث بلغ رصيد مشاركتها الفنية 200 مسرحية و150 فيلمًا، و96 مسلسلًا، وتم أختيار عدد من أفلامها ضمن أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية.


ومن أبرز أفلامها السينمائية، "دعاء الكروان"، والتي كانت تلعب فيه دور والدة زهرة العلا، وفاتن حمامة، كذلك فيلم "بداية ونهاية"، حيث جسّدت دور والدة عدد من النجوم منهم: "فريد شوقي، عمر الشريف، سناء جميل"، بخلاف أفلام "أريد حلا، أخواته البنات، 4 بنات وظابط، الطريق المستقيم". 

حصلت الفنانة أمينة رزق، على لقب "راهبة الفن"، لإخلاصها الشديد لعملها، حيث أنها كانت أشد الناس أستحقاقًا بهذا اللقب، ورفضت الزواج طيلة حياتها خوفًا من أن يعطلها هذا الزواج عن رسالتها الفنية، كذلك عن الآلام التي يمثلها الحب من فراق ومشاكل بين الزوجين.

وتمت خطبة الفنانة أمينة رزق عدة مرات وكتب كتابها مرة واحدة نتيجة لضغط أهلها وإصرارهم الشديد عليها، فلم تكن أمينة تفكر بالزواج نهائيًا فقد كان الفن هو غذائها الروحي وعشقها وحبها الوحيد، وكانت تخاف من أن يتم منعها من مزاولة عملها التي عشت به ولأجله. 

وجمعت عدد كبير من التكريمات ومنها، وسام الاستحقاق من قبل الرئيس جمال عبدالناصر، وكانت عضوًا بمجلس الشورى في التسعينات بعد تعينها من حسني مبارك. 

تعرضت لحادث سيارة كبير وأصيبت بكسور في ساقها خلال السنوات الأخيرة في حياتها إلا أنها رفضت الاعتزال عن الفن، وظلت تمارس عملها الفني للنهاية، وتوفيت في يوم 24 أغسطس من عام 2003م، عن عمر يناهز الـ93 عامًا.