يذخر تاريخنا الثقافي، والفني بشخصيات كثيرة لم ينظر إليها الجمهور كنجوم الصف الأول بالفن وبالمسرح لكنهم شكلوا علامات مضيئة ونجوما تتلألأ في رحلة المسرح المصري والعربي.
ومن بين هؤلاء الذين تركوا إرثا فنيا في مقدمة ذلك مشاركاتهم في الحرمة المسرحية المصرية بالعديد من الأدوار والشخصيات الدرامية الفنان عبد الله فرغلي .
وتقدم بوابة دار الهلال نبذة عن رحلته وحياته بالمسرح:
يظل أيقونة الكوميديا عبد الله فرغلي، أشهر مدرس في المسرح المصري فهو مدرس "مدرسة المشاغبين" أحد أشهر المسرحيات بوجدان وذاكرة الجمهور المصري والعربي.
كان عبد الله فرغلي خارج خشبة المسرح دائمًا ما يُضفي حالة من المرح والبهجة على طلابه، وكان دائمًا ما يدخل في مناقشات ضاحكة مع الفنان القدير أحمد حلاوة، الذي كان يجلس بين الطلاب أمام فرغلي في قاعات الدرس.
ولد الفنان الراحل عبد الله فرغلي في 3 مارس 1928 م، وحصل على ليسانس الآداب، ونجح فى لفت الأنظار إليه كثيرا من قبل الجمهور برعم أنه لم يشارك كبطل في الأعمال الفنية لكنه ببساطته وحضوره الكبير أمام المشاهد وقوته في الأداء بالدراما المصرية ترك علامة بارزة فى تاريخ المسرح المصري والدراما المصرية
وبدأ "فرغلي" مشواره الفنى مع فرقة "الفنانين المتحدين" ليقدم مسرحيات شهيرة منها "حواء الساعة 12" و"سيدتى الجميلة" مع فؤاد المهندس، حيث قدم فيهما دور رجل ذى شخصية قوية يخافه الجميع.
شارك عبد الله فرغلي بدور مميز في مسرحية "مدرسة المشاغبين"، والتي بدأ عرضها في عام 1969 م ولكن شارك فيها عام 1973 و كانت سببا فى شهرة بعض الفنانين وأبرزهم فى مصر والوطن العربي: عادل إمام والراحل أحمد زكى، وأيضًا يونس شلبى وسعيد صالح.
وتميز فرغلي فى تلك المسرحية في تقديم دور "علام الملواني" مدرس الطلاب المشاعبين الذي يتسم تبعا للدراما بالمسرحية بضعف الشخصية يستغله الطلاب، ونجحت تلك الشخصية نجاحًا كبيرًا ومميزا وباتت محفورة فى أذهان الجمهور، ليثبت الفنان القدير قدرته الخاصة على تجسيد مختلف الأدوار، حيث أحبه الجمهور فى تجسيد الشخصيات القوية وأيضًا الشخصيات الضعيفة.
قدم فى مسرحية "إنها حقا عائلة محترمة" مع فؤاد المهندس دورا لشخصية درامية صارمة وقوية، فى دور بسيوني أبو الليف وكيل الوزارة، وهو رئيس الفنان فؤاد المهندس فى عمله، لكن مع تصاعد الأحداث بالمسرحية فجأة نجد "بسيوني أبو الليف" يظهر فى شخصية متناقضة تماما عندما يصادف حبيبته منذ أيام الشباب، وهى مفارقة كوميدية حيث نجده ضعيف الشخصية ويتوسل لفؤاد المهندس لكى يتزوج من حماته التى جسدت دورها أمينة رزق.
ورغم أن الفنان القدير عبد الله فرغلي لم يطمح فى تقديم دور البطولة المطلقة، إلا أن كانت لديه جملة المشهورة والإيفيهات الكثيرة التي حفرت في عقول جمهوره، وما زلنا نرددها حتى الآن مثل جملته فى مسرحية "هالو شلبى" التى كان يقول فيها "ودى كانت نهاية الفرقة المسرحية"، حيث كان يجسد دور ممثل هاوٍ مفلس اشترك فى العديد من الفرق المسرحية التى أغلقت جميعها، كما كانت لديه إيفيهات شهيرة مع الفنان الراحل فؤاد المهندس فى مسرحياته المختلفة.
كما شارك في مسرحات لعبة زواج، حواء الساعة 12، الغبي وأنا أبو زيد، الصول والحرامي، 7 2 7 ، الزيارة انتهت- عام 1983، سكر زيادة، البحر بيضحك ليه، زقاق المدق .
توفى الفنان عبد الله فرغلي بعد صراع مع السرطان وشيعت جنازته عقب صلاة الظهر يوم الثلاثاء 18 مايو من حى المهندسين بالقاهرة عام 2010 .