الأربعاء 22 مايو 2024

حكمة الأجداد.. من تعاليم الحكيم بتاح حتب: "لا تمشي مختالا فخورا ولا تتكبر"

قدماء المصريين

ثقافة16-4-2021 | 19:07

ياسمين عزت

تقدم "دار الهلال" وصايا الحكيم المصري القديم بتاح حتب الذي عاش في عصر الدولة القديمة في مصر الفرعونية، وهو وزير الفرعون ( جد كا رع إسيسي) أحد ملوك الأسرة الخامسة حوالي 2414-2375 ق.م، وتقدم كل يوم حكمة مختلفة وجديدة خلال أيام الشهر الكريم.

وتعد تعاليم الحكيم الفرعوني من الأدب المصري، وقدم لنا نصائح ووصايا وتعاليم وأمثال وأحكام في فن التعامل مع الآخر وكيفية احترامه وتقديره، وشملت نصائحه مختلف مناخي الحياة، وتتفق مع تعاليم الأديان وسماحتها وسمو الأخلاق التي تنادي بالحرص عليها، وهذه تؤكد أن المواطن المصري منذ القدم ذو أخلاق رفيعة وفطرة حسنة.

ومن نصائح الحكيم بتاح حتب: لا تنشر الرعب بين الناس، فهذا أمر يعاقب عليه الربّ، هناك من الناس من يقول: "ها هى الحياة قد أقبلت"، فيمشى فى الأرض متكبراً، فيجازى بالحرمان من خبز فمه، وهناك من الناس من يقول: "ها هي سطوتي"، ويخيل إليه أنه يستطيع أن يستولى على كل ما يخطر له بالباطل، وبينما هو يتفاخر بذلك تنزل عليه النازلة فلا يملك لها دفعاً، ولا لنفسه نفعاً، وهناك من يتحايل على الحصول على ما ليس له، ليقتنى بذلك ثروة تغنيه، وليهيئ لنفسه الأمن فى المستقبل، ولكن المستقبل لا يهيئه أحد لنفسه، لأنه بيد الرب، فما من شيء هيئه المرء لنفسه قد وقع، وإنما يقع ما أمر به الرب، فعش إذن فى بيت الأمان والطمأنينة، قانعاً بحاضرك، واثقاً بمستقبلك، فيأتى الناس إليك من كل مكان برزق لك من حيث لا تعلم.

تتفق هذه الحكمة والتي تعد من تعاليم الحكيم المصري القديم بتاح حتب، مع تعاليم الأديان، وجاءت الحكمة بما يتفق مع تعاليم الدين الإسلامي، بألا يتكبر أحد على غيره وألا يمشي مختالا فخورا، ولا يمشي في الأرض مرحا، ولا يفخر بماله أو علمه فالله العاطي الوهاب قادر أن يسلبه ما عطاه وما منحه ويظل ملوما محسورا، وأن هذه السلوكيات لا تبعث على الأمان والطمأنينة، فالإسلام ينادي بالتواضع وعدم التفاخر وعدم أخذ الحقوق بالباطل وان فعل كل هذه الحسناوات من الأمور رزقه الله من حيث لا يدري، هكذا اتفقت حكمة الحكيم بتاح حتب مع تعاليم الدين الإسلامي الحنيف وعانقتها على الرغم من اختلاف الأزمنة والتوقيت بين العهدين،فهذا يدل على فطرة المصريين القدماء النقية السليمة.

الاكثر قراءة