الأربعاء 26 يونيو 2024

مجددون في الاسلام"5".. الدكتور عبد الله شحاتة مثال الوسطية والسماحة

عبد الله شحاته

ثقافة17-4-2021 | 17:13

أحمد البيطار

 تُسلط بوابة دار الهلال طوال أيام شهر رمضان المبارك، الضوء على المجددين في الإسلام، وهي لشخصيات كان لها نبوغ وتفوق علمي في أمور الدين والدعوة وجهود إصلاحية مؤثرة. 

 

وفي هذه الحلقة نتحدث عن الدكتور عبد الله شحاتة، أحد أشهر علماء الأزهر الشريف، الذي استطاع بأسلوبه الراقي والهادئ أن يؤثر في الملايين، وخاطب قلوب الناس فوصل إليهم واستقر في وجدانهم، كان مثالًا متميزًا للداعية الإسلامي الذي ينير الطريق للمسلم بثقافته وقدرته الراقية علي الحوار والإقناع.


ولد الدكتور عبد الله شحاتة، في محافظة المنوفية عام 1930، نال دراسته الأساسية بمراحلها المختلفة بالمدارس الأزهرية، وأكمل تعليمه الجامعي بكلية دار العلوم جامعة القاهرة، وتخرج فيها بعد حصوله على ليسانس اللغة العربية وآدابها والدراسات الإسلامية.


واصل شحاتة، تعليمه بعد الجامعي بالدراسات العليا وحصل علي درجة الماجستير في التفسير عام 1960، وحملت رسالة الدكتوراه عنوان " منهج الشيخ محمد عبده في تفسير القرآن في ضوء مناهج المفسرين"، كما حصل الدكتور عبد الله شحاتة على الدكتوراه بتقدير مرتبة الشرف الأولى، في التفسير وعلوم القرآن عام 1968، وحملت عنوان "مقاتل بن سليمان ومنهجه في التفسير مع تحقيق تفسيره الكبير".


اشتهر الدكتور عبد الله شحاتة، في دعوته بمنهجه الوسطي المعتدل وعدم التشدد مع الحفاظ علي علي عدم التهاون في حدود الله، كما أن أسلوبه السهل والبسيط في القاء الوعظ والدروس وسعة صدره وأخلاقه الطيبة جعلته قريب من قلوب الناس، وحققت برامجه أكبر نسب مشاهدة، حيث تنوعت برامجه بين الإذاعة والتليفزيون، وكانت محتواها يتناسب مع جميع الفئات ومستوياتهم الثقافية، وكان يعتمد في برامجه علي تقديم الجوانب الإيمانية والمجتمعية. ، وكانت من أشهر برامجه، برنامج "رب اشرح لي صدري" وبرنامج "دنيا ودين".


ترك الدكتور عبد الله شحاتة مجموعة كبيرة من المؤلفات الإسلامية في مجال التفسير والدعوي، منها تفسيره للقرآن الكريم بشكل كامل في 15 مجلدًا، وقد أمضي في تفسير الجزء الأول منه 15 عامًا، أما الجزء الثاني فأتمه في خمس سنوات قبل رحيله بعام.


توفي الدكتور عبد الله شحاتة في عام شهر يونيو عام 2002، عن عمر يناهز 72 عامًا، بعد رحلة عطاء طويلة في الدعوة الإسلامية الوسطية.