الأحد 19 مايو 2024

«المسحراتي» على حافة الاندثار.. تعرف على تاريخ المهنة منذ الفاطميين وحتى الآن

المسحراتي

الهلال لايت17-4-2021 | 13:12

إسراء خالد

تعد مهنة المسحراتي واحدة من الطقوس المرتبطة بشهر رمضان الكريم، وعلى رغم من افتقادها الكثير من شعبيتها خلال السنوات الأخيرة، وتراجع قيمتها لدى المواطنين، إلا أنها لا زالت موجودة بأذهان كبار السن وبعض الشباب.

أطلق لقب مسحراتى على الشخص الذى يتولى مهمة إيقاظ المسلمين في ليالي شهر رمضان لكي لا يفوتهم السحور، ويسير المسحراتي حاملًا طبلة أو مزمارًا يعزف عليها لإيقاظ الناس لتناول السحور قبل آذان الفجر، وفيما يلي تعرض بوابة "دار الهلال" تاريخ مهنة المسحراتي منذ عهد الفاطميين وحتى الآن:

المسحراتي زمان

تطورت مهنة المسحراتي على مر العصور، فقديمًا كان يرافق المسحراتى رجل آخر يحمل فانوسًا، ينير له حتى يستطيع المسحراتى أن يرى الطريق أمامه في ليالي رمضان، فلم يكن يوجد إنارة قديمًا في الشوارع والطرق الوعرة الضيقة.

بقيت مهنة المسحراتي مرتبطة في مصر بشهر رمضان، فخلال ذلك الشهر فقط يظهر المسحراتي حاملًا طبلته أو دفه، متجولًا في الشوارع لإيقاظ النائمين، وإعلامهم بموعد تناول السحور، حتى لا يفوتهم.

المسحراتي في مصر

ظهرت مهنة المسحراتي في مصر أثناء عهد الفاطميين، حيث أنها ظهرت أيام السلطان الحاكم بأمر الله، الذي كان يأمر بأن ينام المواطنون عقب الانتهاء من صلاة التراويح مباشرة، وكان جنوده يمرون على كافة المنازل يطرقون الأبواب قبل آذان الفجر، ليوقظوا النائمين للسحور، وأثناء مرورهم كانوا يستخدمون الطبلة والدف لإيقاظ النائمين مرة واحدة.

أما الآن، تغير الوضع كثيرًا، فمع تطور وسائل الاتصال والتكنولوجيا اقتربت مهنة المسحراتي من الاندثار والاختفاء، فالناس لا ينامون في ليالي رمضان، وإذا فعلوا قام المنبه بدور المسحراتي، إذ يكفي أن تضبطه لتستيقظ في موعد تناول السحور فلم يعد هناك حاجة للمسحراتي، أو لم يعد يوجد من ينتظر أن يوقظه.

لكن على الرغم من ذلك مازال المسحراتي يجول من حين لآخر في مصر وشوارعها، ليس لإيقاظ النائمين فقط، بل للتعبير عن الفرحة بقدوم رمضان، والاحتفال بأحد مظاهر الشهر الكريم وممارسة طقوسه القديمة.

أجر المسحراتي

تغير أجر المسحراتى على مر العصور، فقديمًا كان يتقاضى جزء من الخراج، وبعض المحاصيل والحبوب، وارتبط الأجر بالطبقة التي ينتمي إليها المتسحر، فكان الأجر حسب ما يجود به المتسحر وفقًا لقدرته، أما الفقراء، فلم يكن المسحراتي ينتظر أمام منازلهم لتناول الأجر، بل يؤدي عمله تطوعًا.