يزخر تاريخنا الثقافي والفني بشخصيات كثيرة يمثلون علامات مضيئة، وبنجوم تتلألأ في حياتنا، أضافت الكثير بالتزامها وإخلاصها وموهبتها وإبداعها في مسيرة المسرح المصري، وأسعدت الجمهور بكل ما قدمت ومع بوابة "دار الهلال" نلتقي كل يوم بشهر "رمضان الكريم" مع نجم من هؤلاء النجوم وخطوات من رحلته وحياته بالمسرح.
ومن بين هؤلاء الذين تركوا إرثًا فنيًا في الحركة المسرحية المصرية وحفروا أسماءهم في عالم الإبداع بما قدموا الكثير من الأدوار والشخصيات الدرامية بمسرحنا المصري الفنان" محمود القلعاوي" .
عشق "محمود القلعاوي" الفن ومهنة التمثيل، موهبة حقيقية وقدرات كوميدية كبيرة، ومن ثم فقد اشتهر بخفة ظله ومهاراته في إثارة الابتسامات وتفجير الضحكات مهما صغر حجم دوره، ونجح بإسعاد الجمهور بأدواره المتميزة وخاصة في مجال المسر وحرص على المشاركة في الأعمال الكوميدية وتقديم أدواره بصورة متميزة كاريكاتيرية وترك " القلعاوي " بصمة مميزة بالفن وخصوصا الكوميديا فاكتسب حب المشاهدين الذين تابعوا أعماله وحفظوا بعض عبارات لزماته الكوميدية ومن أشهرها: "تعالي لحمو ياحبيبي"، "في حد يقول على ست الكل غسالة .. أهى خلاص بطلت" وتألق "القلعاوي " وسط نجوم الكوميديا من جيل السبعينيات والثمانينات بموهبته وحرصه على الاحتفاظ بروح الهواية، وتلقائيته المحببة وأدائه السهل الممتنع، وقدرته على الابتكار وصناعة وإلقاء "الإفيه"، وتمتعه بسرعة البديهة وتميزه بقدرته على نشر البهجة.
بدأ "القلعاوي" هوايته للتمثيل المسرحي بالمسرح المدرسي، ثم ومن بعد ذلك شارك بفرق المسرح الجامعي وبعض فرق الهواة حصل " القلعاوي على ليسانس الحقوق عام 1964، وبعد تخرجه عين محققًا بالإدارة العامة للشئون القانونية بمؤسسة فنون المسرح والموسيقى "البيت الفني للمسرح حاليا"، وكانت بداية مسيرته الفنية في بداية السبعينيات من القرن الماضي، وتحديدًا عام 1970 من خلال التحاقه بفرقة "مسرح الجيب" وبعد ذلك تفرغ للتمثيل، وكانت أولى مشاركاته السينمائية كانت عام 1974 في فيلم "لعنة امرأة"، وتتابعت بعد ذلك مشاركاته الفنية بالمسرح والسينما والتلفزيون والإذاعة لتصل نحو ما يقرب من 60 مسرحية وخمسة وأربعين فيلما وتسعين عملا تليفزيونيا وعدد كبير من الأعمال الإذاعية.
ويظل المسرح هو المجال المحبب للفنان" محمود القلعاوي، فهو المجال الذي بدأ من خلاله التمثيل واستكمل طريقه مع الفن بسببه، وقد شارك في تجسيد عدد كبير من الشخصيات الدرامية المتنوعة والمتفردة بعدد كبير من المسرحيات فحقق شهرته وأصبح نجما كوميديا محببا يحب الجمهور مشاهدة أعماله، لكنه لم يحظ إطلاقا بفرصة الأدوار الأولى أو البطولة المطلقة بعدما استغل المخرجون والمنتجون تميزه في أداء الأدوار الثانية.
شارك "القلعاوي " بمسر ح الدولة بالعديد من العروض المسرحية حيث مع فرقة "مسرح الجيب" في مسرحية " العدل والقمر 1970 وبعام 1971 شارك في مسرحيات "مهرجان الضحك والبكاء، سكان السطوح، المشخصاتية، سندباد ،وبعام 1972 شارك في "مجانين مارا صاد"، عازب" ومسرحية "3 عوانس"، وقدم العم النبيل 1973،وبمسرحيتي "عفاريت من ورق، القرار بعام 1974،وشارك في مسرحية دون كيشوت"بعام 1975، "مولد الملك معروف" في 1976.
وشارك القلعاوي مع فرقة المسرح الكوميدي في مسرحية " الراجل يقول لأ" 1971، ومع الفرقة الغنائية الاستعراضية" في مسرحية "دنيا البيانولا 1975 ، وبفرقة التليفزيون للأطفال": قدم "السيرك" في 1984.
وشارك "القلعاوي" خلال فترة السبعينيات، والثمانينات والتسعينيات بعروض مع عدد كبير من الفرق حيث شارك بثلاث مسرحيات في عام 1976 وهي "علي بك مظهر(عاشق المظاهر) مع فرقة "مفيد مرعي"، ومع فرقة "المدبوليزم" شارك في "بنات العجمي ، ومع فرقة "الجديد" شارك في " واحد مش من هنا " وبعام 1978 شارك مع فرقة "الهنيدي" في "الضيف إللي هو" ومع"عمر الخيام": مين يشتري راجل، ومسرحية "الجوكر" وبفرقة "استديو 80" في "المهزوز بعام 1981، و في "أنت حر" في 1982.
وشارك القلعاوي مع فرقة "الريحاني" في "حرم حضرة المحترم (1984) ،ومع فرقة "كوميك تياترو" (يسري وأحمد الإبياري) شارك في " الناس اتجننت"، وراك وراك بنفس العام ، خد الفلوس وإجري (1987)، المشاكس(1995)، أنا ومراتي ومونيكا (1999).ومع "المصرية للكوميديا": الدور الرابع شقة 9 (1986) ومع فرقة"أحمد شادي" شارك في"سرايا المجانين في 1986،ومع "صلاح الصريف" شارك في "هات م الآخر" 1989،ومع فرقة "نجم":شارك في"عبده يتحدى رامبو" 1989 ومع فرقة أولاد دراكولا، أنا مين فيهم (1992) ومسرحية واد عفريت (1998).ومع "أوسكار" شارك في "حمري جمري بعام 1990 ومسرحية لأ بلاش كده (1994).ومع "عصام الحوت"شارك في"دربكة همبكة (1998)،ومع فرقة "النسور"(ممدوح يوسف):واحد لمون والتانى مجنون (1995).ومع فرقة "أستديو 2000" شارك في جنون البشر (1996).
كما شارك "القلعاوي" في العديد من المسرحيات الأخرى والتي صورت بعضها تليفزيونيا حيث أنتجت خصيصا للتصوير والعرض التليفزيوني ومن بينها مسرحيات "مخلص أفندي"في 1980، الطبيب الطائر بعام 1981، الطماعين، كله في السليم عام 1983،وبعام 1985 قدم إحترس من زوجتي، فارس أحلامي، الناس وأنا، المديرة والبوسطجي ، افتح المحضر في 1986،"الناس في خيبة"بعام 1987، عفوا أيها الرجال في 1988 ، مقالب حيران"في 1994، المحظوظ وأنا "في 1995،وشارك في مسرحيات(راجل عايش لوحده، المليونيرة، يا بخت الأطرش، كناس وناس).
ويذكر أن عددًا كبيرًامن أدوار"القلعاوي"المسرحية المهمة التي حققت له النجاح والشهرة قد حصل عليها بمحض الصدفة بعد إعتذار بعض الزملاء عليها ومثال لذلك أدواره بمسرحيات:"علي بك مظهر" حيث كان الدور للفنان"سامي فهمي"، و"الجوكر" حيث كان الدور للفنان" أسامة عباس، وأيضًا "الضيف إللي هو" حيث كان الدور للفنان" حسين عبد النبي".
كان الفنان" محمود القلعاوي" قد قرراعتزال الفن منذ بداية الألفية الجديدة تقريبا، حيث لم يشارك سوى في فيلم واحدهو:"علي سبايسي" عام 2005، ومسرحية وحيدة بناء على إصرار صديقه المنتج/ أحمد الإبياري وهي مسرحية "كناس وناس 2013 ، فقد تأثر كثيرا برحيل زوجته وفضل البقاء في المنزل مع ذكرياتهما والاستمتاع بقضاء الوقت مع أولاده ومجموعة أحفاده.
حاز" محمود القلعاوي " على العديد من الجوائز والتكريمات، من بينها تكريمه بالدورة الثامنة لمهرجان "المسرح العربي" للجمعية المصرية لهواة المسرح"عام 2010، وكرم بمهرجان "المسرح الفكاهي" عام 2011، كما حصل أيضًا على ثلاث دروع وجوائز من: "الجامعة الأمريكية" و"المركز الكاثوليكي" ومهرجان "القاهرة السينمائي الدولي".