"فرن مستدير من الطوب اللبن أعلاه صينية من الصاج النحاس، وكوز نحاسي، وأسطوانة بوتاجاز" هي كل مستلزمات عمل الكنافة البلدي التي يصنعها عم "أحمد محمد" أشهر بائع كنافة، داخل فرشته بجوار سور مدرسة الاتحاد بمنطقة الهلال بسوهاج.
تتكون فرشة عم أحمد من أعمدة الخشب ويسدل منها القماش من جميع النواحي، ويتوسطها فانوس رمضان.
وجه راضٍ لا يعرف إلا الضحكة والابتسامة، يعرفه الجميع بـ«عم أحمد» بائع الكنافة البلدي «اللي على أصلها»، رغم حرارة الشمس نهاراً، يقف أمام صينية كبيرة على فرن يبنيه كل عام مع قدوم شهر رمضان، لصناعة الكنافة البلدي، ليحافظ علي المهنة التي ورثها من الأجداد وبطبيعة الحال يعلمها لأولاده.
التقت بوابة "دار الهلال" "عم احمد" أشهر بائع كنافة بلدي بمحافظة سوهاج صاحب الـ 47 عامًا في مهنة صناعة الكنافة التي ورثها عن أجداده حتي ذاع صيته وأصبح من معالم شهر رمضان بمنطقة الهلال فرشة كنافة "عم أحمد".
فى بداية حديثه قال "ولدت عام 1964، وما أن بلغت الرابعة من العمر، ووجدت نفسي كل رمضان يصطحبني جدي برفقة والدي وأمي لعزبة مكونة من البوص أمام عمر أفندي، نقضي فيها شهر رمضان في صناعة وبيع الكنافة البلدي والقطايف.
وأضاف "مع مرور الزمن تعودت علي قضاء رمضان مع العائلة فى صناعة الكنافة، حتي تعلمت المهنة وأتقنتها كان وقتها "كان كيلو الكنافة بقرشين ونص"، وبعدها توفي جدي ووالدي وأمي رحمة الله عليهم، واستمريت أنا في بيع الكنافة البلدي والقطايف كل رمضان، وتطورت الدنيا وتبدلت العزبة البوص بالفرش وتبدل بوتاجاز الجاز إلي الأسطوانة الحديثة، وتنقلت في أكثر من مكان بمنطقة الهلال".
واستكمل حديثه " كبرت وتزوجت وأنجبت ورزقني الله بالأولاد والبنات حتي وصل عدد أسرتي 13 فردا، بشتغل طول العام سائق علي عربية وقبل قدوم شهر رمضان اتركها، وأبدأ التجهيزات لممارسة مهنة الأجداد، من استخراج التصاريح اللازمة وبناء الفرن، وتجهيز العدة الي بشتغل بيها، وتأجير الفرش وشراء الدقيق وبعض المتطلبات".
وقال "عم أحمد" : علمت زوجتي وأبنائي أسرار المهنة التي ورثتها عن الأجداد وتعلموا صناعة الكنافة البلدي والقطايف، حتي لا أستعين بأحد من غير الأسرة حتي لا يطلع على أسرار المهنة وينافسني في المجال، أو حتي ينافس أبنائي من بعدي".
وأضاف أشهر بائع كنافة بسوهاج " أنا وزوجتي وأبنائي بنقضي شهر رمضان داخل الفرشة التي نصنع بها الكنافة، نبدأ العمل منذ الساعة 11 صباحًا، كل واحد يتولى مهمة مختلفة، اللي يجهز العجين واللي يولع الفرن واللي يجهز القطايف، نستمر على هذه الحال للساعة 11 مساء، طوال شهر رمضان، وبقي ليا زبائني من كل الأماكن يأتوا لشراء الكنافة والقطايف من عندي حتي أصبحت معروف بالاسم".
وأضاف أن الكنافة صناعة الكنافة البلدي بسيطة جدًّا فأقوم بلف الكوز على الصينية، وصنع حلقات ودوائر منتظمة، من أجل عمل كربال، وهو الذي يتحول من اللون الأبيض الفاتح إلى الذهبي، حال نضج الكنافة"، مشيرا إلى تميز الكنافة البلدي بأنها مرنة، ولا تشرب الزيوت مقارنة بالكنافة الآلي.
واختتم "المهنة فى خطر، سوق بيع الكنافة زمان كانت حلوة وكتير الزبون كان متواصل على مدار اليوم للشراء، وكانت شيكارة الدقيق الفرنساوي وزن 100 كيلو بـ 9 جنيهات، لكن مع غلاء الأسعار انخفضت نسبة البيع، والمكسب فيها أصبح ضعيف جداً".