الجمعة 22 نوفمبر 2024

من عزيزة إلى ياسمين .. ملامح "الفيديت" في السينما المصرية

  • 5-5-2017 | 13:59

طباعة

تحقيق : أماني ربيع

منذ بداية السينما المصرية كانت المرأة أحد أعمدتها المهمة سواء كمنتجة مثل عزيزة أمير وآسيا وماري كويني أو كممثلة ووجه جميل جاذب للجمهور كليلى مراديحقق أعلى الإيرادات في شباك التذاكر.

"حواء" تستعرض فى السطور التالية أبرز بطلات السينما المصرية منذ بدايتها وحتى الآن، وتستطلع آراء كبار النقاد حول تغير ملامح "الفيديت" أو البطولة النسائية من فترة إلى أخرى..

كانت عزيزة أمير أول بطلة نسائية في السينما بفيلم"ليلى" عام 1927، واستمرت في السنوات اللاحقة كممثلة ثم منتجة، حتى ظهرت أم كلثوم عام 1935 في أول أفلامها "وداد" وكان ظهورهامعتمدا على شهرتها كمطربة أكثر منها ممثلة، في تلك المرحلة لم تكن للفيديت ملامح محددة حيث كانت السينما المصرية لا تزال تبحث عن هوية وتتلمس الطريق، وكانت فاطمة رشدي ربيبة المسرح أحد نماذج الفيديت المهمة منذ فيلمها الأول "فاجعة فوق الهرم" مرورا بـ "العزيمة" عام 1939، لكن لا نستطيع أن نقول إن تجربتها كانت ناجحة جدا لأنها كانت مشتتة بين المسرح صاحب الفضل الأول على نجوميتها وبين السينما التي لم تكن تتناسب مع طبيعة أدائها المسرحي الذي يعتمد على الإلقاء أكثر من التعبير بملامح الوجه.

الأربعينيات

ظهرت ليلى مراد لأول مرة في فيلم "يحيا الحب" مع المطرب محمد عبد الوهاب عام 1937، لتستمر بعد ذلك في الأربعينيات كنموذج للفيديت المطربة، حيث كثرت الأفلام الغنائية والاستعراضية في تلك المرحلة التي كانت ليلى نجمتها بامتياز حتى سميت الأفلام باسمها "ليلى بنت الفقراء"، "ليلى بنت الريف"، "ليلى بنت الأكابر" وغيرها.

على جانب آخر كانت هناك الفيديت أو البطلة الراقصة التي كانت أهم نماذجها تحية كاريوكا ثم سامية جمال التي مثلت ثنائيا سينمائيا ناجحا مع فريد الأطرش،ونعيمة عاكف التي لم يمهلها القدر الفرصة لإكمال مسيرتها، وكانت أبرز ملامح الفيديت في تلك الفترة رشاقة القواموخفة الظل والحركة.

الخمسينيات

مع بداية الخمسينيات ظهر نجم فاتن حمامة التى كانت طفلة ومراهقة الأربعينيات بقوة، وفي تلك الفترة كانت فاتن النموذج المثالي للفيديت، قوام نحيف وملامح رقيقة مكسورة الجناح تبحث عن حقها، وهو ما تكرر مع نجمات أخريات مثل ماجدة ومريم فخر الدين وشادية، وكانت الفيديت عادة ما تكون بطلة رومانسية تبحث عن حبيب أو تهرب من ظلم واقع عليها، كما ظهرت في تلك الفترة نجمة الإغراء ذات القوام الممشوق "هند رستم" ومن أفلامها "الجسد" عام 1955،  صباح في فيلم "وكر الملذات" عام 1957، ثم هدى سلطان في "امرأة على الطريق" عام 1958.

الستينيات

ومع موجة التحرر التى واكبت فترة الستينيات اهتمت السينما أكثر بقضايا الشباب والمرأة فظهرت الفتاة على الشاشة أكثر جرأة حتى نجمات الخمسينيات تغيرت ملامحهن السينمائية فشاهدنا نادية لطفي في "النظارة السوداء" عام 1963، وماجدة في "الحقيقة العارية" عام 1963، ثم بدأت سعاد حسني في الظهور كفتاة شقية شابة مليئة بالحيوية تبحث عن مكان لها في المجتمع،فشاهدناها في "الثلاثة يحبونها"1965، و"الزواج على الطريقة الحديثة"1968وغيرهما من الأعمال الناجحة.

السبعينيات

وبحلول السبعينيات عادت صورة الفتاة الرومانسية الملائكية في الظهور مجددا عبر ميرفت أمين ونجلاء فتحي وشمس البارودي ومديحة كامل، وقد اتخذت النجمات الأقل شهرة نفس الملامح الرومانسية ذات الوجهالبرىء والقوام الرشيق، من جهة أخرى تصاعدت الجرأة مع نجمات الإغراء مثل ناهد شريف وسهير رمزي.

الثمانينيات

وبمرور الوقت وفي فترة الثمانينيات ومع موجة الواقعية في السينما بدأت ملامح "الفيديت" تتلاشىمع ظهوروجوه جديدةمثل يسرا وليلى علوي وإلهام شاهين وآثار الحكيم.

وفى عام 1980شاهدنا ظهور جديد لنادية الجندي في فيلم "الباطنية" والتي مثلت فيه نموذج المرأة القوية التي لا تقهر، وفي تلك الفترة كانت يسرا وليلى علوي وإلهام شاهين وآثار الحكيم نموذجا للفتاة المصرية التقليدية،فتارة نشاهدهن فتيات حارة شعبية، وأخرى فتاة من الطبقة المتوسطة مثل "فيلم الحب فوق هضبة الهرم" عام 1986،  وفي تلك الفترة كانت القصة هي ما ترسم ملامح الفتاة، وأصبحت النجمات أكثر جرأة على الظهور بأكثر من شكل وأكثر من دور مختلف.

التسعينيات

استطاعت نبيلة عبيد ونادية الجندي الحفاظ على نجوميتهما في فترة التسعينيات رغم المنافسة الشرسة مع نجمات تلك المرحلةمثل يسرا، ليلى علوي وإلهام شاهين، ولم تكن لـ "فيديت" تلك المرحلة ملامح معينة، فبينما يسرا رشيقة ممشوقةكانت ليلى وإلهام ممتلئتين.

الألفية

مع نهاية التسعينيات أصبحت البطولة النسائيةمحدودةلصالح البطولات الشبابية ومثلتها منى زكي، حنان ترك وحلا شيحة اللائي واصلن لفترة تقديم صورة الفتاة الجامعية الطموحة التي تبحث عن مكان لها في المجتمع، لكنهن كن مجرد سنيد للبطل دون تأثير حقيقي، وفى عام 2001ظهرت منة شلبي في فيلم "الساحر"، وهند صبري في "مواطن ومخبر وحرامي"،ثم  نيللي كريم في "سحر العيون" 2002، وداليا البحيري في "محامي خلع"فى نفس العام، ولم تكن للفيديت في تلك المرحلة ملامح معينة سواء شكليا أو سينمائيا.

ولعل أبرز الملاحظات في ظاهرة الفيديت بمصر إنه في الماضي كانت البطلة  نجمة شباك يروج اسمها للفيلم منذ أم كلثوم وليلى مراد وفاتن حمامة وسعاد حسني مرورا بنجلاء فتحي ومرفت أمين وصولا لنادية الجندي ونبيلة عبيد وليلى علوي ويسرا، بعد ذلك لم يعد هذا موجودا وأصبحت البطولة للرجل أو للبطولة الجماعية، وإن كانت ياسمين عبد العزيز قد تمكنت من كسرهذا النمط وتبنت صورة الفيديت الكوميدية في أفلام "الدادة دودي"  عام 2008، ثم "الثلاثة يشتغلونها" عام 2010، واستطاعتفي آخر أفلامها "أبو شنب" أن تنافس بقوة (ذكورية) شباك التذاكر وأن تنفرد ببطولة الفيلم وحدها وتحقق النجاح.

أكثر واقعية

تقول الناقدة ماجدة موريس: مفهوم الفيديت نفسه اختلف عن الماضي، فلم تعد القاعدة مجرد بنت جميلة، بل يمكن أن تكون الفيديت شريرة أو فتاة لعوب، وقد تخلت السينما في الوقت الحالي عن كثير من الصور النمطية للبطولة النسائية، فشاهدنا الفيديت البطلة تتخلى عن المكياج والأناقة لتظهر كامرأة مقهورة تماما كما فعلت منة شلبي في فيلم "نوارة" الذي حصدت به أكثر من جائزة، وقبلها ياسمين رئيس في "فتاة المصنع"لتصبح الفيديت أكثر واقعية من قبل، وأرى أن نيللي كريم أكثر ممثلة يليق بها لقب الفيديت في العصر الحالي لتمكنها وقدراتها التمثيلية العالية إضافة إلى جمالها الذي لا تعتمد عليه فى أعمالها.

مرآة المجتمع

أما الناقدة ماجدة خير الله فترى أن لكل مرحلة مواصفات، ففى الماضى كانتمعظم الفتيات رومانسيات يبحثن عن بيت وفارس أحلام، لكن بعد ثورة 1952 تغيرت تركيبة المجتمع وأصبح طموحهن أكبر فشاهدنا أفلام مثل "أنا حرة" عام 1959، للبنى عبد العزيز، ثم "الباب المفتوح" عام 1963، لأن المجتمع نفسه أعطاها حرية أكبر.

وتضيف: تعد السينما مرآة المجتمع وبالتالي ما يحدث به من تغيرات انعكس عليها، وكانت كل نجمة نموذجا لبنات جيلها في ذلك الوقت، سواء فاتن حمامة في الخمسينيات وسعاد حسني في الستينيات والسبعينيات، وفىعام 2000 لم تظهر فيديت متكاملة بالمعنى المتعارف عليه وإن كانت هناك عدد من النجمات ذات الظهور المميز مثل منى زكي ونيللي كريم، وياسمين عبد العزيز التي اتخذت الكوميديا طريقها للوصول إلى النجومية.

بينما ترفض الناقدة حنان شومان القولبتطور صوة الفيديت وشكلها، وترى أن البطلة حاليا تشبه عصرها من حيث أسلوب الأزياء والجمال، فإذا كانت ليلى مراد فيديت الأربعينيات فهي صورة لبنات المجتمع في تلك الفترة، وكذلك فاتن حمامة وسعاد حسني وما تلتهن من نجمات.

وعن فيديت تلك المرحلة ترى أن أمينة خليل تستحق هذا الوصفلما تتمتع به من جمال طبيعي، وكذلك ياسمين رئيس التي مازالت في بداية الطريق لرسم ملامح شخصيتها السينمائية.

    أخبار الساعة

    الاكثر قراءة