الإثنين 13 مايو 2024

قدمت قضاياها فى عدة أفلام .. السينما.. محامى المرأة العاملة

5-5-2017 | 14:00

تحقيق : نيرمين طارق

لم يقتصر دور المرأة على رعاية أطفالها والاهتمام بزوجها بل تعدى ذلك إلى المشاركة فى الحياة العملية كونها جزءا من المجتمع المصرى، وقد قدمت السينما المصرية المرأة العاملة فى عدة صور مختلفة خلال العديد من الأفلام عبرت عن المشكلات التى تعانيها فى مجال العمل.

فى السطور التالية تستعرض «حواء » أشهر الأعمال التى جسدت أدوار المرأة العاملة فى السينما المصرية.

شادية أو"عصمت" فى فيلم "مراتى مدير عام"، المرأة التى اجتهدت حتى أصبحت مديرا عاما وهو الأمر الذى لم يتقبله من حولها بسهولة لكونها سيدة، لكنها أثبتت أن القيادة والنجاح ليس حكراً على الرجل، وبالإضافة لنجاحها فى العمل فهى الزوجة المطيعة فى المنزل التى تحاول الحفاظ على علاقة الحب بينها وزوجها.

تيمور وشفيقة

وإذا كانت شخصية عصمت فى فيلم «مراتى مدير عام » قد استطاعت الحفاظ على عملها وبيتها فعلى العكس تماما فعلت «شفيقة » منى زكى فى فيلم «تيمور وشفيقة » حيث تخلت عن تفوقها وتميزها فى عملها ومنصب الوزير الذى تمكنت من الوصول إليه بعملها الدؤوب من أجل الارتباط بتيمور حب حياتها في إشارة واضحة لما قد تقدم عليه بعض الفتيات هذه الأيام.

المرأة المعيلة

أما فاتن حمامة أو «عزيزة » فى فيلم الحرام فقد قدمت دور عاملة التراحيل التى اضطرت للعمل فى الحقول والمزارع بعد إصابة زوجها بمرض منعه عن العمل لكنها تتعرض للاغتصاب فى إحدى المزارع، لتجسد معاناة المرأة العاملة المعيلة من التحرش اللفظى والبدنى والذى قد يصل فى بعض الأحيان للاعتداء الجنسى.

التمرد على العادات

وفى فيلم «الأيدى الناعمة » جسدت مريم فخر الدين شخصية «جيهان » وهى الأميرة التى رفضت الزواج من أحد أفراد الأسرة المالكة وتمردت على البروتوكولات الملكية التى لا تسمح للأميرات بالعمل فرسمت اللوحات وباعتها حتى توفر نفقاتها واحتياجاتها، لتثبت أن العمل ليس حكراً على الفقراء أو أبناء الطبقة المتوسطة.

بينما قدمت نادية لطفى وسعاد حسنى فى فيلم «للرجال فقط » دورا جيولوجيتين تعملان فى مكتب إحدى شركات البترول لكنهما تطلعان إلى المشاركة فى الأعمال الميدانية والتنقيب عن البترول فى الصحراء الذى كان حكرا على الرجال، فتختارا التنكر ليذهبا إلى الصحراء ويزاحما الرجال لإثبات قدرة المرأة على العمل فى أى مكان وتحت أى ظرف.

الجراج

تنكر الزوج من مسئولياته فى إعالة الأسرة والإنفاق عليها مشكلة تعانى منها العديد من السيدات وكانت وراء الكثير من قضايا الخلع والطلاق فى القرن الواحد والعشرين إلا أن نجلاء فتحى أو «نعيمة » طرحت هذه المشكلة منذ عشرات السنوات فى فيلم «الجراج » حيث جسدت شخصية سيدة تعمل فى جراج إحدى العمارات لتوفر نفقات أبنائها السبعة بعد أن تركهم الأب متخليا عن مسئولياته كعائل للأسرة، وظلت نعيمة تعمل رغم مرضها حتى أنفاسها الأخيرة.

وفى فيلم «صباح الخير يا زوجتى العزيزة » تمكنت نيللى من تجسيد معاناة الأم العاملة التى لا تجد مكانا آمنا يحتضن طفلها أثناء وجودها فى عملها، ورفضت ترك عملها لرعاية طفلها بل ظلت تبحث عن حل حتى توصلت لفكرة الحضانة.

هيام

تطرق فيلم «فتاة المصنع » إلى واقع الفتيات فى الأماكن الفقيرة حيث العمل من أجل الحصول على مبالغ ضئيلة تلبي الاحتياجات اليومية لأسرة بسيطة، وقد نجحت النجمة الشابة ياسمين رئيس أو «هيام » فى التعبير عن تمرد فتيات المناطق الشعبية الفقيرة وتطلعهن إلى الهروب من واقع الحارة الكئيب.

أما عن عمل الفتيات وما يتيحه لهن من التعامل مع مختلف الطبقات فقد عالجه فيلم «بنات وسط البلد » حيث كانت تعمل منة شلبى فى مركز تجميل وهند صبرى فى محل لبيع الملابس.

مراتى مدير عام

وعن أفضل من قدمت دور المرأة العاملة فى السينما ترى الناقدة السينمائية ماجدة خيرالله أن شادية في فيلم "مراتى مدير عام" هى أفضل من قامت بالدور لأنه الأقرب للواقع فهى السيدة التى وصلت لمنصب المدير بجهدها لكن من حولها من الرجال لم يتقبلوا بسهولة تلقى الأوامر من امرأة لأن فى هذه الحقبة الزمنية لم تكن المرأة موجودة بكثرة فى المناصب القيادية، مشيرة إلى أن الفيلم جسد الجزء الواقعى في ما يتعلق بالرجل المصرى الذى لا يتقبل أن تتفوق زوجته عليه فى مجال العمل.

وعن دور مريم فخر الدين فى "الأيدى الناعمة" تقول ماجدة خير الله: "الدور جميل وهو مستوحى من حياة الملكة فريدة التى عملت فى الرسم وبيع اللوحات بعد الثورة ولكن الأميرة فى الأيدى الناعمة لم تختر العمل لكنها عملت حتى تعول نفسها فكان العمل لتوفير احتياجاتها وليس لإثبات الذات فسخرت موهبتها فى الرسم للحصول على المال.

وترى أن نيللى فى "صباح الخير يا زوجتى العزيزة" لم تتخل عن عملها بعد الولادة لتثبت أن المرأة لم تخلق للإنجاب فقط، مؤكدة أن الفيلم لفت نظر المجتمع لحاجة الطفل الرضيع والأم العاملة لدور الحضانة وساعات عمل أقل حتى تتمكن من رعايته، بينما اعتبرت دور نادية لطفى فى "للرجال فقط" دورا كوميديا لأن المرأة إذا أرادت أن تعمل عليها ألا تتخفى حتى تثبت نجاحها.

نماذج غير واقعية

وتعليقاً على طريقة تناول السينما لدور المرأة العاملة تقول خيرية البشلاوى الناقدة الفنية: "قدمت السينما نماذج غير واقعية للمرأة العاملة بهدف إقناع المشاهد بأهمية عمل المرأة وقدرتها على النجاح، لكن هناك أدوارا جيدة جداً مثل دور مريم فخر الدين فى الأيدى العاملة وهى السيدة التى رفضت وراثة البطالة والنعومة والكسل وجعلت من فنها مصدر رزق، فيما رأين أن فيلم مراتى مدير عام قد عكس صورة المجتمع عن المرأة العاملة، حيث يراها

سيدة في غاية الخشونة وهذا عكس الواقع فهى تهتم بنفسها لأنها تختلط بالناس كل يوم، واعتبرت دور نيللى فى "صباح الخير يا زوجتى العزيزة" الأكثر واقعية فالفيلم لم يظهرها فاقدة الأنوثة ولم يظهرها متنكرة بل عبرت عن واقع الكثير من الأمهات العاملات.

    Dr.Radwa
    Egypt Air