الخميس 28 نوفمبر 2024

تحقيقات

سفير التضامن.. محمود بطل التعافى من المخدرات (فيديو)

  • 19-4-2021 | 21:10

سفير التضامن

طباعة
  • محمود بطيخ

صندوق مكافحة المخدرات، مليء بالأبطال الذين يحاربون ليل لنهار للتخلص من السموم التي زرعتها فيهم الطبيعة التي يعيشون فيها، من بين أصدقاء سوء وتعاملات خاطئة تسبب في سلكهم طريق الضياع المرسوم على سجائر المخدرات.

 

يستحق المتعافين من المخدرات أوسمة الكفاح والنضال لما لديهم من عزيمة وإرادة في إنهاء ذلك الطريق قبل الوصول إلى الحائط السد.

سفير التضامن
وسفير التضامن اليوم هو «محمود» المتعافى من الإدمان والبطل الذي اختارته وزارة التضامن الاجتماعي اليوم ليكون سفير التضامن، ويقول محمود «رحلتي مع المخدرات بدأت من وأنا عندي١٥ سنة»


وأكد أن تجربته بدأت بتصرفات شبابية طائشة مع أصدقاءه، مشيرًا إلى أنه كان يعتقد أنه يجرب فقط، وسيتمكن من التوقف وقتما شاء.

 

تلك الكلمات من السهل ترديدها على اللسان إلا أن ذلك الطريق يسحر في بدايته وفي حالة الغرق تبدأ الطريق في الوضوح ويصعب من بعد ذلك الخروج منه حسبما قال محمود.
وأوضح أنها كانت مجرد خطوات بدأ من خلاله التعرف على كل المخدرات المتاحة كـ"الحشيش، الهيروين"، وفي كل خطوة يكون الاعتقاد بإمكانية التوقف موجود، حتى وجد نفسه في لحظة واحدة ودون إدراك مدمنًا لكل أنواع المخدرات.

السجن بين جدران الإدمان

سجن «محمود» بين جدران الإدمان والضعف والوحدة والعوز،  بعد أن تركه الجميع لأنه بات عالة على الجميع، كما أن أقاربه اعتبروه خطر يهدد كل اللي يقرب منه.
حاول كثيرًا من الخروج من تلك الدوامة المغلقة التي أبعدته عن كل أحبته، ولكن بائت كل محاولات بالفشل، ووصل إلي حد قفدان الأمل في التعافي، وكذلك التفكير في الإنتحار، كما أوضح بطل اليوم.


وتابع محمود: " كنت لا عارف أعيش ولا حتى عارف أموت"، ولكن النفق المظلم لا بد من ظهور النور فيه، ففي وسط تلك العتمة وجد اليد اللي أنقذته من دوامة الإدمان، بعد أن رفضه الجميع وغلقت كل الأبواب أمامه.
 
أنت أقوى من المخدرات
يقول محمود أنها لم تكن مجرد كلمات تردد في الإعلان، ولا صوت النجم محمد صلاح، ولكنها اليد التي هزته بقوه لتنبهه بأن باب الأمل موجود.


سأل صديق متعافي أيضًا عن طريق الخط الساخن التابع لصندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي ١٦٠٢٣،  وذهب إلى المشفى مؤكدًا أنه وجد مع أخصائي الخط الساخن السند والمشورة والإنقاذ.


بدأ الأخصائيون بتشخيص حالته ورسم طريق العودة للحياة، لتتبدل خطواته إلى خطوات مليئة بالأمل، لتبدأ الجلسات والرحلات الاجتماعات، كما أفاد.


 
وأضاف محمود أن الخطوات بدت أكثر سهولة بعد أن بدأ رحلة العلاج، حيث لم يكن العلاج له بمفرده ولكنه لكل من معه على نفس الطريق من خلال جلسات «الإرشاد الأسري»، موضحًا أنهم جلسوا مع اهله وأفهموهم حالته وما هي مراحل التعافي كما تم تعريفهم بطريقة التعامل معهم، ليكون ذلك إعادة ربط بأسرته لتعود الحياة إلى الجميع.

 

وقال أنه من خلال جلسات وندوات مشروع «مودة» عادت علاقته بزوجته مرة أخرى وتمكن من الحفاظ على عائلته.

 

تعافي محمود بعد كفاح دام الكثير، وتمكن من الخروج من دوامة الإدمان، كما لو أنه ولد من جديد، لتكون تلك بداية جديدة، وليس ذلك فقط بل أخذ كذلك قرض من بنك ناصر للمتعافين من الإدمان، كمساعدة في عمل مشروع من خلاله، فتمكن من فتح محل كوافير رجالي، ليبدأ في مواجهة الحياة بنجاح جديد يعوضه عن الأعوام التي أمضاها في الظلمة.


وحتى ذلك اليوم لا يزال محمود يحضر الاجتماعات الأسبوعية ضمن "الرعاية النهارية"، ويتم خلالها الاستماع إلى بعضهم ومشاركة أفكارهم، حسبما قال سفير التضامن. 

 

أتم محمود اليوم ثلاث سنوات، سبع شهور و٢١ يوم وهو متعافي من الإدمان، وتمكن من أن يكون محمود الأب القادر على أن يكون قدوة لأبناءه مرة أخرى، ويفيد محمود في رسالته للشباب أن المخدرات دوامة تسرق الحياة باسم التجربة، وينصح كل شاب يتعاطى المخدرات أن ينقذ نفسه من طريق الموت.

الاكثر قراءة