تسلط بوابة دار الهلال طوال أيام شهر رمضان المبارك الضوء علي المجددين في الإسلام، وهو المصطلح الذي جاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الله يبعث لهذه الأمة علي رأس كل مائة سنة من يُجدد لها دينها"، أي يعلمهم دينهم. وفي هذا الصدد نواصل تقديم سلسلة حلقات "مجددون في الاسلام"، وهي لشخصيات كان لها نبوغ وتفوق علمي في أمور الدين والدعوة وجهود إصلاحية مؤثرة.
الشيخ محمد الغزالي
الشيخ محمد الغزالي، أحد أكبر المجددين في الفكر الإسلامي، ولد في محافظة البحيرة عام 1917، درس حتي الثانوية وحصل علي شهادتها في عام 1937، والتحق بعدها بكلية أصول الدين في نفس العام، تخصص في مجال الدعوة والإرشاد وتخرج في عام 1941، وحصل علي درجة العالمية.
وعقب تخرجه بدأت رحلته في الدعوة من خلال مساجد القاهرة، وتلقى العلم عن الشيخ عبد العظيم الزرقاني، والشيخ محمود شلتوت، والشيخ محمد أبو زهرة والدكتور محمد يوسف موسى والشيخ محمد محمد المدني وغيرهم من علماء الأزهر.
عمل الشيخ محمد الغزالي عقب تخرجه، امام لمسجد العتبة، تدرج في الوظائف حتي أصبح مفتشًا علي المساجد فواعظًا بالأزهر، ثم تولى قسم المساجد ومديرًا لها، عين مديرًا للتدريب حتي أصبح مديرًا للإرشاد والدعوة، سافر إلي المملكة العربية السعودية، للعمل علي سبيل الإعارة أستاذ في جامعة أم القرى بمكة، ودرس الشريعة، تولى منصب وكيل وزارة الأوقاف عام 1981، كما كانت أخر مناصبه هي رئاسة المجلس العلمي لجماعة الأمير عبد القادر الجزائري الإسلامية بالجزائر لمدة خمس سنوات.
وعُرف عن الشيخ محمد الغزالي، إنه أحد مجددين الفكر الإسلامي وإنه ناهض التشدد والغلو في الدين، وأشتهر بأسلوبه الأدبي في الكتابة، ولُقب بـ "أديب الدعاة".
توفي الشيخ محمد الغزالى، عام1996، في مدين الرياض بالمملكة العربية السعودية، خلال مشاركته في مؤتمر إسلامي، ودفن الشيخ الغزالى بمقبرة البقيع بالمدينة المنورة، وكانت له تصريح عبر عن أمنيته أن يُدفن هناك