كتبت : نجلاء أبوزيد
في كل مناسبة يفسد علينا فرحتنا, يأخذ جانبا ويتركنا ونذهب جميعا لمصالحته لكنه دائما "مقموص واخذ جنب من الدنيا كلها".
كانت هذه معاناة أم مع ابنها الذي يغضب من أقل الأشياء ويذهب لغرفته مفسدا فرحة الجميع, وبحثا عن طريقة لإيقاف هذا السلوك سألنا د. صفاء عبد القادر استشاري طب نفس الأطفال والمراهقين فقالت: بداية علينا الاتفاق أن سلوكيات أولادناهي سلوكيات مكتسبةوأنهم دوما يختبرونها معنا, وفكرة "القمص"أو الغضب السريع على أتفهالأسبابهي فكرة تعكس التدليل الزائد عند الطفل, فهو يريد دوما وضع أسرته تحت ضغط إرضائه ومصالحته, واستمرار ذلك السلوك يعنى استجابةالأهلالدائمة للطفل, وهنا على الأم قبل أن تشكو من إفسادهللمةالأسرة وفرحتها في المناسبات وقبل أن تتهمه بأنه "واخذ جنب من كل شيء"أن تراجع أسلوبهافي تلبية طلباته المختلفة وكيف تتصرفحيال ذلك السلوك, ستجد أنها دوما كانت تحايله وتلبى طلباته,إذنفهي من دربته وعودته على عادة "القمص"والأجدر بها هنا أن تعيد حساباتها وأسلوبها معه ولكن دون عنف أو سخرية وإنما بهدوء تتركه حتى يمر الموقف ثم تجلس لتسمع ماذا أغضبه وجعله يترك الآخرين ويذهب بعيدا لكن بشرط أن تقوم بذلك بعد نهايةالجلسة وأن تتركه بمفرده حتى ينتهي التجمع ليعرف أن غيابه لم يفسد اللمة لكنه من خسر بتركه لأسرته ومن معها دون سبب, وتدريجيا تشعره أنه الخاسر الأكبرلأنه لن يلتفت أحد لاختفائهومعمرور الوقت سيغير أسلوبه, فالتدليل الزائد كثيرا ما يفسد الأبناء ويجعلهم يعتقدون أنهم يتحكمون في سعادة وحزن الأسرة, لكن عندما يدركونأن كونهم أفرادفي الأسرة يعنى أن يحرصوا على سعادة الأسرة وعدم إحراجها وأن غضبنا من شيء حدث لا يعنى الانسحاب لكن التحدث مع من أغضبناوإنهاء الموقف بهدوء والتحمل إذا كنا برفقة غرباء لأن كثرة"القمص" تجعلنا شخصيات غير محبوبةومرفوضة من الآخرين.