الأحد 12 مايو 2024

نساء في الإسلام | «أم سلمة».. أم المؤمنين الفقيهة التى حافظت على وحدة المسلمين

أم سلمة

ثقافة20-4-2021 | 20:28

همت مصطفى

يشهد تاريخ الإسلام شخصيات عاشت وخلدها إيمانها ومواقفها القوية دفاعًا عن ديننا الحنيف ينشدون ثواب الآخرة والهدى للبشرية كلها فتركت هذه الشخصيات أثرًا كبيرًا محفوظًا في ذاكرتنا ووجداننا وهدى وبوصلة لنا في الطريق.

 ومع بوابة "دار الهلال" في أيام شهر رمضان الكريم ننتقل من عالمنا إلى صفحات من التاريخ لنرصد بعض الخطوات والمحطات والمواقف في رحلة العديد من هذه الشخصيات، واخترنا بهذا العام أن تتمثل في رحلة مع النساء الذي أسهموا في دعم الإسلام وانتشاره.

حلقة اليوم عن "أم المؤمنين، أم سلمة"، وتعد "أم سلمة" (هند بنت أبي أمية المخزومية) إحدى زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم، وإحدى أمهات المؤمنين حيث  يطلق على زوجات الرسول كذلك تكريمًا لشأنهنَّ وإعلاءً لقدرهنَّ.

كانت " هند بنت أبي أمية" "من السابقين الأولين في الإسلام، وقبل الإسلام، تزوجت من ابن عمها "أبو سلمة بن عبد الأسد المخزومي" وكان معها من السابقين إلى الإسلام. ولما اشتد أذى أهل مكة للمسلمين، هاجرت مع زوجها إلى الحبشة، وقيل: أن " أم سلمة " أوَّل امرأة خرجت مهاجرةً إلى الحبشة، وأنجبت ولدها سلمة هناك، ثم عادا إلى مكة بعد أن بلغ المسلمين في الحبشة أن الإسلام قد انتشر.

وحين عادوا إلى مكة، وجدوا قريش لا تزال تسيطر، فلم يدخل أحد منهم مكة إلا في جوار أحد أشراف مكة، ودخل أبو سلمة وزوجته أم سلمة في جوار خاله أبي طالب، وبقيا في مكة حتى هاجر النبي محمد إلى يثرب، فهمّا بالهجرة، لكن أهلها منعوا أبو سلمة من السير بها إلى يثرب، فهاجر منفردًا بابنه سلمة، وظلت أم سلمة في حزن تبكيهم، حتى رقّ أهلها لحالها، وتركوها تلحق بهم إلى يثرب.

 خرجت" أم سلمة"  تنوي الهجرة إلى يثرب دون رفيق، فرآها عثمان بن طلحة، وسألها عن وجهتها، فأخبرته فأخذ بخطام دابتها، ورحل بها إلى مشارف يثرب، وقفل راجعًا.

وفي يثرب " المدينة "  أنجبت أم سلمة ثلاثة أبناء درة وعمر وزينب. وفي سنة 3 هـ، أصيب زوجها في غزوة " أحد" بجرح بليغ، ظل ملازمه حتى توفي في 8 جمادى الآخرة 4 هـ، وتزوجها النبي  بعد ذلك.

وكان النبي صلى الله عليه وسلم يستحسن رأي السيدة " أم سلمة " ويأخذ به، وعرف عنها أنها كانت من أكمل النساء عَقْلًا وخُلُقًا، وكانت نموذجًا للمرأة صاحبة العقل الصائب، والفضل في حفظ كيان الجماعة من التصدُّع، فكانت" أم سلمة "حريصة على وحدة صف المسلمين، فحين قدم بُسر بن أرطاة إلى المدينة في خلافة معاوية، ورفض أن يُبايع، أتته أم سلمة، وقالت له: «بايع، فقد أمرت عبد الله بن زمعة ابن أخي أن يُبايع.» كما عُرف عنها الفصاحة والبلاغة والإيجاز وتمكنها من اللغة.

وذكر الذهبي: أن  السيدة " أم سلمة "  كانت تُعَدُّ من فُقَهاء الصَّحابيَّات ويُذكر  أنها قد بلغ مجموع ما روته من أحاديث للنبي صلى الله عليه وآله وسلم 378 حديثًا.

وبعد وفاة الرسول  ، لزمت "أم سلمة" بيتها، وعكفت على العبادة. ولجأ الكثيرون إليها لسماع الحديث والتفقه في الدين لعلمها بأحكام الشريعة، فقد سمعت أم سلمة من النبي محمد وابنته فاطمة، كما روت عن زوجها الأول أبو سلمة بن عبد الأسد ، كما يُذكر أنه قد روى عنها خلق كثير منهم أم المؤمنين عائشة وأبي سعيد الخدري وابنها عمر بن أبي سلمة وأنس بن مالك وبريدة بن الحصيب الأسلمي وسليمان بن بريدة وأبو رافع وابن عباس.

توفيت" أم سلمة" في ذي القعدة 59 هـ وقيل 60 هـ وقيل 61 هـ وقيل 62 هـ، فكانت آخر زوجات النبي محمد وفاة، ودفنت بالبقيع، وكانت قد أوصت أن يصلي عليها "سعيد بن زيد " لما مرضت، ولكنه مات قبلها.

Dr.Radwa
Egypt Air