- التدريب المشترك بين مصر والدول الشقيقة والصديقة وارتفاع مستوى التدريب قوة ردع
- رسالة الرئيس السيسي بشأن مياه النيل وصلت للجميع.. وتسليح الجيش غير مسبوق
- لا أحد يستطيع أن يمنع قطرة من حصة مصر المائية
- مصر طبقت الفكر الاستراتيجي لإعادة التسليح الجيش المصري لمواجهة التهديدات ومصدرها أيا كان مكانها في الاقليم
- تطور كبير في التدريب المشترك بين مصر والدول الشقيقة والصديقة وارتفاع مستوى التدريب قوة ردع
- العمل الجماعي في هيئة قناة السويس هو الإعجاز في إنقاذ السفينة
- حرب أكتوبر بنيت على العلم ونفذت بسواعد الرجال بدمائهم.. والسادات خدع إسرائيل والعالم
- مصر دائما تسعى لتحقيق مصالحها بالتفاوض.. لكن هناك قضايا مصيرية
يُعد حرب أكتوبر المجيد وذكرى العاشر من رمضان، أحد الذكريات الخالدة التي يتذكرها المصريين على مدار الأعوام السابقة، إذ تظل عالقة في أذهان المصريين طوال الأعوام القادمة، خاصة أن مصرهزمت العدو الإسرائيلي ودمرت خط برليف من أجل استعادت أرض سيناء الطاهرة، بحكمة ورزانة الرئيس الراحل أنور السادات، وجنود القوات التي المسلحة الذي أعد خطة خداع استراتيجي تسمح لمصر بالتفوق على التقدم التكنولوجي والتسليحي الإسرائيلي، عن طريق إخفاء أي علامات للاستعداد للحرب، حتى لا تقوم إسرائيل بأي ضربات إجهاضية للقوات المصرية في مرحلة الإعداد على الجبهة.
«دار الهلال» التقت باللواء أركان حرب محمد الغباري، مدير كلية الدفاع الوطني الأسبق المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية، الذي أكد أن مصر اختراعت الخراطيم والسلالم و«جاكت» العبور الذي استخدمه الجنود في حمل معداتهم أثناء الحرب وإلى نص الحوار:
** في البداية.. أيام قليلة تحل علينا ذكرى العاشر من رمضان.. كيف أعدت مصر خطة لهزيمة إسرائيل؟
حرب أكتوبر بنيت على العلم ونفذت بسواعد الرجال بدمائهم، لأن إسرائيل عملت خطة الدفاع على علم، فكان لابد من مواجهتها بالعلم والتدريبات العسكرية الشاقة، التدريب بني على محورين رئيسين.
- أولا: التدريب على كل ما هو ضروري للحرب، وثانيا التدريب على مسرح شبيه لمسرح العمليات، كما حدث في يوليو 1972 عندما وضع الرئيس السادات مع قادة حرب أكتوبر المجيدة خطة خداع استراتيجي يسمح لمصر بالتفوق على التقدم التكنولوجي والتسليحي الإسرائيلي، وذلك عن طريق إخفاء أي علامات للاستعداد للحرب، حتى لا تقوم إسرائيل بأي ضربات إجهاضية للقوات المصرية في مرحلة الإعداد على الجبهة.
وقامت الخطة على 6 محاور رئيسية: إجراءات تتعلق بالجبهة الداخلية، إجراءات خداع سيادية، وإجراءات تتعلق بنقل المعدات للجبهة، إجراءات خداع ميدانية، توفير المعلومات السرية عن العدو وتضليله، تأمين تحركات واستعدادات القوات المسلحة، منها عمل نماذج لقطاعات خط بارليف لتدريب الجنود عليها وخداع الأقمار الصناعية في الصحراء الغربية، واختراع الخراطيم والسلالم و«جاكت» العبور الذي استخدمه الجنود في حمل معداتهم أثناء الحرب، لا تزال تدرس خطة الخداع الاستراتيجي الكبيرة، ستظل ملحمة حرب أكتوبر ١٩٧٣ حاضرة في قلوب المصريين.
** ما رأيك في حديث الرئيس عبد الفتاح السيسي أثناء تفقده قناة السويس؟
الرئيس عبدالفتاح السيسي كان موفقا في المؤتمر الصحفي العالمي الذي عقده في هيئة قناة السويس، إذ أرسل رسائل كثيرة للداخل والخارج، منها التحذير بشأن ملف سد النهضة، وأن مياه مصر خط أحمر.
** هل أصبح موقف مصر قوي بين الدول بعد نجاح تعويم السفينة الجائحة؟
موقف مصر أصبح قويا بعد نجاح أزمة السفينة الجائحة، خاصة أن التعويم تم بأيدي وخبرة مصرية دون مساعدات خارجية، خصوصا أن بعض الدول الكبرى عرضت -مجاملة- المساعدة في تعويم السفينة، باسثناء مالك السفينة «ever green»، الذي أرسل القاطرة الهولندية، لكن الدول الكبرى كانت سلبية، منها أمريكا عرضت إرسال البحرية الأمريكية، وكان يتمنوا أن مصر تخفق في تعويم السفينة، ويحدث التهديد الدائم، وهو إعادة السيطرة على قناة السويس.
** حدثنا عن أهمية مجرى قناة السويس؟
تعد قناة السويس أهم مجرى ملاحيا في العالم، حيث يمر 12% من التجارة العالمية بها، لذلك كان التوفيق حليفا لمصر في إنقاذ السفينة الجائحة، وكان سيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي موفقا في اختيار التوقيت والمكان حيث طمأن مصر والمصريين والعالم بأن قناة السويس عادت تعمل وبقوة، وأن السفن التي تعطلت على جانبي قناة السويس سوف تعبر خلال 3 أيام.
** حديث الرئيس عبد الفتاح السيسي كان يحمل عدة رسائل لرئيس قناة السويس.. صف لنا هذه الرسائل؟
رسالة الرئيس السيسي للفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس كانت واضحة ومهمة حين قال: «أنت- والمجموعة اللى معاك- سمعة مصر في رقابتك»، وبعدها تمت المهمة بنجاح بعد ٦ أيام من العمل الجاد في استعادة الملاحة في قناة السويس وتعويم السفينة الجانحة، بخطة وخبرة مصرية، تؤكد أن العمل الجماعي في هيئة قناة السويس هو الإعجاز في إنقاذ السفينة.
** شاهدنا بعض التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعى على الحفار مشهور التي أنقذ السفينة.. ما رأيك؟
للأسف كانت هناك بعض التعليقات على عمل الحفار بجوار السفينة العملاقة دون فهم أو إدراك أو علم بأن دور الحفار كان مهما جدا لأن الكثيرون لا يعلمون أن السفينة قطعت الستارة الحديدية على أحد جوانب قناة السويس، كان من الممكن أن يحدث ثقب في السفينة وتغرق في القناة، لكن بفضل الله ثم القيادة المصرية والعمل الجماعي نجحت في تعديل وضعية السفينة بعد مناروات الشد بواسطة ١٠ قاطرات حتى تم تعويمها وإنتهاء الأزمة.
لذلك استحقت هيئة قناة السويس بجميع قطاعاتها الشكر من الرئيس عبدالفتاح السيسي الذي أصر أن يشكر الجميع، بداية من الفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس وغرفة العلميات لأصغر عامل، وشكر المصريين واحترام العالم لمصر الكبيرة.
** هل تسعى مصر في تحقيق مصالحها بالتفاوض أم بالقوة؟
مصر دائما تسعى لتحقيق مصالحها بالتفاوض، لكن هناك مسائل وقضايا مصيرية، منها ملف سد النهضة والحفاظ على حصة مصر المائية، وكما قال الرئيس عبدالفتاح السيسي نصا: «بقول للناس كلها محدش هيقدر ياخد نقطة مياه من مصر، واللى عاوز يجرب يجرب، إحنا مش بنهدد حد، وعمرنا ما هددنا حد قبل كده، وطول عمرنا حوارنا رشيد جدا، وصبور جدا، لكن محدش هيقدر ياخد نقطة مياه من مصر وإلا هايبقى في حالة من عدم استقرار في المنطقة لا يتخيلها أحد».
** ماذا لو استمرت إثيوبيا في تعنتها وملء سد النهضة؟
إعلان الرئيس عبدالفتاح السيسي هذا التحذير للجانب الأثيوبي من موقع القوة، وأن مصر لازالت تمضي في المفاوضات الجادة، وإذا استمرت إثيوبيا في تعنتها فهذا إعلان لإنهاء المسرح السياسي لملف سد النهضة، وكل الخيارات متاحة من أجل الحفاظ على حصة مصر المائية.
** حدثنا عن تسليح الجيش المصري؟
تسليح الجيش المصري في عهد الرئيس السيسي يُعد طفرة غير مسبوقة، منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي المسئولية، بدأ بخطة شاملة لتحقيق طفرة نوعية في التسليح والتدريب والتكنولوجيا العسكرية، والتصنيع، لأن القيادة السياسية والقوات المسلحة تدركان حجم التحديات والتهديدات المحيطة بمصر، والمخططات البغيضة.
لذلك قمت القيادة السياسية والعسكرية بتطوير القوات المسلحة، فى مختلف أفرعها الرئيسية وتشكيلاتها القتالية، ووحداتها ومختلف منظوماتها على مختلف المستويات لتكون جاهزة ومستعدة في أي وقت وأي مكان في إقليمنا لمجابهة التحديات والتهديدات في مختلف الاتجاهات الاستراتيجية.
** كيف يبنى تسليح الجيش المصري؟
الرئيس يمتلك خطة استراتيجية عسكرية وقومية، والتسليح مبني على محورين مهمين، الأول: التهديدات المحيطة بالمنطقة العربية والصراعات، مشروع الشرق الأوسط الجديد «غول المنطقة» الذي كان مخططا له تفتيت وتقسيم المنطقة العرببة، وهذا ما حدث في بعض الدول الشقيقة، مثل: «ليبيا واليمن والسودان وسوريا وغيرهم»، والأنظمة العالمية الكبرى تعد مصر وسوريا في حجم أو مقابل إسرائيل نجحوا في ضياع سوريا، لكن مصر أدركت المؤامرات وما يحاك لها، تم القضاء على مخططات هدم وضياع الدولة المصرية.
المحور الثاني: الاحتياجات، عندما قامت مصر بترسيم الحدود البحرية مع اليونان وقبرص في البحر المتوسط ومع السعودية في البحر الأحمر، وأضافنا ٢٠٠ كيلو في عمق المياه الاقتصادية في الحدود البحرية، وجود أسطولين في البحرين الأحمر والمتوسط لتأمين حدود مصر والأهداف الاقتصادية وحماية الاستثمار في هذه المناطق، لتقليل تكلفة الاستثمار وطمأنة المستثمرين أن مشروعاتهم آمنة.
والمحور الثالث: التطور التكنولوجي في التسليح خلال السنوات الأخيرة، وعلى مستوى الدفاع الجوي وتأمين حدود مصر على جميع المحاور الإستراتيجية، حرصت القيادة العامة للقوات المسلحة على تطوير القوات الجوية، من خلال إمداد القوات الجوية بمنظومات متطورة من الطائرات متعددة المهام والطائرات الموجهة المسلحة وطائرات النقل الكاسا، وأيضًا طائرات الإنذار المبكر والاستطلاع والهليكوبتر الهجومى والمسلح والخدمة العامة، بما يتناسب مع متطلباتنا العملياتية ليصبح لدينا منظومة متكاملة من أحدث الطائرات.
وتم تزويد القوات الجوية بطائرات جديدة حديثة ومتطورة، ومن مصادر متعددة منها الطائرات الروسية المقاتلة والمتقدمة من طراز «ميج 29 أم 2 – mig29 m2»، وعددا من الطائرات الهيل الهجومية من طراز كاموف 52، ومروحية القتال والنقل متعددة المهام «mi 24»، وطائرات من طراز كاسا C-295، وعددا من الطائرات الأمريكية من طراز إف 16 بلوك 52، وعددا من أنظمة الطائرات الموجهة بدون طيار، كما تم تجهيز عددا من طائرات الجازيل بالصواريخ المضاد للدبابات، وكذلك الرافال طائرة هجومية.
** حدثنا عن استحداث طائرات التمويل في الجو؟
مصر استحدثت طائرات التمويل في الجو دون الحاجة إلى الهبوط في مطارات أحد، حيث تقوم بمهمتها وتعود إلى قواعدها في مصر، وهذا ذكرني حينما سُئل الرئيس السادات قبل ١٩٧٣ لماذا لا تحارب، قال: «ليس عندي طائرات هجومية»، وخدع إسرائيل والعالم بخطة الخداع الاستراتيجي.
** ماذا عن تطوير الجيش المصري في عهد الرئيس السيسي؟
لا شك أن تطور التسليح في عهد الرئيس السيسي جعله سيفا ودرعا الوطن قاطعا وصارما، ونتذكر عندما قامت جماعة داعش الإرهابية بذبح ٢١ مواطنا مصريا، قام نسور الوطن بالرد على الدواعش في ليبيا وتم أخذ ثأر أولادنا.
** كيف تقوم القوات المسلحة بتأمين الحدود المصرية؟
تطوير التسليح مهما جدا في تأمين حدودنا ومصالحنا من أي تهديدات، وكما قال الرئيس: «مفيش حد بعيد عن مصر»، والخلاصة أن مصر طبقت الفكر الاستراتيجي لإعادة التسليح الجيش المصري لمواجهة التهديدات ومصدرها أيا كان مكانها في الأقليم، عن التدريب المشترك بين مصر والدول الشقيقة والصديقة.
** هل تحرص القوات المسلحة على تطوير التدريب المشترك؟
هناك تطور كبير جدا في التدريب المشترك، وارتفاع مستوى التدريب قوة ردع، كلما كان مستوى التدريب مرتفع لقواتنا المسلحة هي رسالة ردع، وذلك من خلال عرض قدرات مصر التدريبية والتسليحية، حتى تتحقق رسالة ردع التهديد باستخدام القوة.