تقدم بوابة دار الهلال لقرائها حكايات خلال شهر رمضان الكريم، من أجل إثراء الخيال وتزويد المعرفة لديهم، وكانت بعض حكايات كليلة ودمنة أحد اختياراتنا لمتابعينا الكرام، وهي من كتاب كليلة ودمنة، ذلك المؤلف الذي أجمع الباحثين على أنه من التراث الهندي، وتمت ترجمته إلى اللغة العربية في العصر العباسي، في القرن الثاني الهجري الموافق للقرن الثامن الميلادي، على يد عبد الله بن المقفع، وأمر بترجمته كسرى الأول، للاستعانة به في أمور رعيته.
كليلة ودمنة كتاب الفصول الخمسة، يحتوي على خمسة عشر باباً رئيسياً يتناول قصص تراثية للإنسان على لسان الحيوانات، مثل قصة الرجل والذئب والقوس، تلك حكايتنا العاشرة خلال شهر رمضان المبارك.
الرجل والذئب والقوس: زعموا أنه خرج ذات يوم رجل قانص، و معه قوسه و نشابُه، لم يجاوز غير بعيد حتى رمى ظبيا، فحمله و رجع طالبا منزله، فاعترضه خنزير بريَ، فرماه بنشابة، نفذت فيه، فأدركه الخنزير و ضربه بأنيابه ضربة أطارت من يده القوس ووقعا ميتين.
فأتى عليهم ذئب فقال: هذا الرجل و الظبي والخنزير يكفيني أكلهم مدة، و لكن أبدأ بهذا الوتر فآكله فيكون قوت يومي وادَخر الباقي إلى غد فما وراءه، فعالج الوتر حتى قطعه، فلما انقطع طارت سَية، القوس فضربت حلقه فمات، و يضرب هذا المثل في الجمع و الادخار و سوء عاقبته.