تُسلط بوابة دار الهلال طوال أيام شهر رمضان المبارك الضوء علي المجددون في الإسلام، وهو المصطلح الذي جاء في حديث النبي محمد، "إن الله يبعث لهذه الأمة علي رأس كل مائة سنة من يُجدد لها دينها"، أي يعلمهم دينهم. وفي هذا الصدد نواصل تقديم سلسلة حلقات "مجددون في الإسلام"، وهي لشخصيات كان لها نبوغ وتفوق علمي في أمور الدين والدعوة وجهود إصلاحية مؤثرة.

الشيخ محمد مأمون بن أحمد الشناوي، شيخ الأزهر، في الفترة بين عامي 1948 و1950م، الذي ولد في عام 1885، في بيت صالح وتقي، وكان والده عالمًا متفقهًا في أمور الدين، وأتم الشناوي حفظ القرآن الكريم، في قريته الزرقا بمحافظة الدقهلية، وهو في سن الثانية عشر، أرسله والده لتلقي العلم في الأزهر الشريف بالقاهرة، وواصل الدراسة، ونال إعجاب شيوخه، منهم الإمام الشيخ محمد عبده، والشيخ أبو الفضل الجيزاوي.

تقدم الشيخ محمد مأمون لامتحان العالمية، ونال الشهادة العالمية عام ١٩٠٦، عين بعد تخرجه من الأزهر، مدرسا بمعهد الاسكندرية الديني، ثم عمل قاضيًا شرعيًا في عام 1917 حيث كان ملمًا بعلوم الشريعة والدين، وفي عام 1930، تم اختيار 3 من كبار رجال الدين لتولي مشيخة الكليات الأزهرية التي أنشئت بعد صدور قانون تنظيم الجامع الأزهر والمعاهد الدينية، وقد تولي الشيخ "محمد الشناوي" مشيخة كلية الشريعة، والشيخ إبراهيم حمروش شيخ معهد الزقازيق الديني، وقد تولى مشيخة كلية اللغة العربية، والشيخ عبد المجيد اللبان شيخ القسم العام بالأزهر الشريف الذي تولى مشيخة كلية أصول الدين.

اختير الشيخ محمد الشناوي، عضوًا في جماعة كبار العلماء عام 1934، ثم وكيلا للأزهر بعد ذلك بعشر سنوات، عام ١٩٤٤ ـ وفي عهد وكالته للأزهر فاض الخير على العلماء، وفي سنة 1948م، عين شيخًا للأزهر.

وشهد عهد الشيخ محمد الشناوي انجازات عديدة بالنهوض بالأزهر والتوسع في إنشاء المعاهد الدينية الأزهرية، فتم إنشاء معهد محمد علي الديني بالمنصورة ومعهد منوف، وزادت البعوث الإسلامية إلى الأزهر، كما زادت بعثات الأزهر إلى البلاد العربية والإسلامية، وارتفعت ميزانية الأزهر وتم القضاء علي الفتن به، كما ألغي البغاء من مصر بشكل رسمي.
كان للشيخ محمد الشناوى شيخ الأزهر، موقف تاريخي ضد قرار تقسيم فلسطين وضرورة الجهاد لانقاذها، وكان اول الموقعين ضد هذا القرار ومعه محمد حسنين مخلوف وعبدالمجيد سليم مفتى الديار المصرية وعدد من علماء الأزهر ومدرسيه وطلابه في كل انحاء مصر.

توفي الشيخ محمد مأمون  الشناوي في سبتمبر عام ١٩٥٠م، بعد حياة حافلة بالأعمال الجليلة.