ترتبط قصص الأنبياء ارتباطًا وثيقًا بتفسير القرآن الكريم، وتم تأليف الكثير من الكتب التي تحكي قصص الأنبياء، وتتضمن الـ25 نبيًا المذكورين في القرآن الكريم، بدايًة من آدم عليه السلام، وحتى محمد عليه السلام، وتروي تلك القصص حياتهم قبل النبوة، ودعوتهم لقومهم، والابتلاءات والمحن التي تعرضوا لها.
تعرض بوابة "دار الهلال" للقارئ طوال شهر رمضان، قصص الأنبياء ليتخذوهم قدوة، ويسيروا على نهجهم، ونقدم اليوم قصة سيدنا إبراهيم عليه السلام، الذي يعرف بأبو الأنبياء، حيث جاء من نسله أنبياء الله جميعا، ومن بينهم سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم، حيث يمتد نسبه إلى جده إسماعيل عليه السلام بن سيدنا ابراهيم.
قصة إبراهيم عليه السلام
ولد إبراهيم عليه السلام في بلد تكفر بالله، وتعبد الأصنام، ولكنه لم يكن مقتنعًا بتلك العبادات، فكان مقتنعًا أن للكون ربًا يدبر الأمر، ولا يمكن أن يكون صنمًا أو تمثالًا يصنعه الناس، ويتحكمون به.
بدأ إبراهيم مسيرته لهداية الناس، بدعوة والده لعبادة الله وحده لا شريك له، ضاربًا له الأمثال فى عدم نفع ما يعبده من أصنام فهى لا تستطيع أن تضر، أو تنفع نفسها، ولا غيرها، وأنها أوثان من صنع أيديهم فكيف يعبدونها، ولكن أباه رفض الاستماع لما يقوله، وهدده وتوعده إن لم يكف عن هذا الكلام لسوف يبتعد عنه، ويجعل الآلهه تنتقم منه.
توجه إبراهيم إلى دعوة قومه؛ فأمرهم بترك عبادة الأصنام، ثمّ حاجَجهم في عبادة الكواكب، وقد ذُكِرت هذه المُحاجَجة في سورة الأنعام؛ حيث قال الله عز وجل :( وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ، فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ، فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ ، فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ، إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ)، ولكن لم تنجح محاولات إبراهيم عليه السلام لهداية قومه، حيث تمسكوا بالكفر، والعصيان.