يحتفي العالم في مثل هذا اليوم 23 إبريل بذكرى وفاة الأديب العالمي الكبير والشاعر والممثل الإنجليزي وليم شكسبير والمولود في ستراتفورد والتي تقع جنوب مقاطعة وركشير بإنجلترا في عام 1564م ويعد من أشهر أدباء المسرح في التاريخ والذي تحولت مسرحياته إلى أعمال ملحمية وجسدها المسرح أكثر من أي كاتب مسرحي آخر.
تزوّج شكسبير في عمر الثامنة عشرة وأنجب ثلاث أبناء، وكان يمتهن مهنة التمثيل والكتابة بلندن، التحق بالمسرح كعامل صغير ولكنه كان يدرك بأنه يمتلك موهبة كبيرة داخله، قادته لأن يكون أعظم مَن كتبوا في أدب المسرح في التاريخ.
لقب بطبيب الرواية لكثرة اطلاعه وقراءته؛ حيث كان يقوم بالفحص والتدقيق في الكثير من الروايات ويقوم بتنقيحها، وإعدادها لفريقه المسرحي.
قسَّم النقاد أعماله إلى ثلاثة أقسام ما بين الملهاة والمأساة والمسرحيات التاريخية، وكانت تتسم أعماله المسرحية بالسهولة في الكتابة وانتقاء الألفاظ والتعبيرات اللغوية، وكان من أشهر أعماله التاريخية مسرحية ريتشارد الثاني ملك إنجلترا والتي كتبت تقريبًا في عام 1595م، تحدثت المسرحية عن حياة الملك ريتشارد الذي حكم إنجلترا ما بين 1377م – 1399م، وتعد هذه المسرحية هي أول أجزاء رباعية مسرحية تلاها خلفاء ريتشارد الثاني وهم هنري الأول، وهنري الرابع والخامس.
ومن أعظم وأشهر أعماله المسرحية أيضًا مسرحية روميو وجوليت التي تعتبر من أهم ما قدمه شكسبير للمسرح والتي عرضت في الكثير من مسارح العالم وتم ترجمتها إلى لغات عديدة، حتى صارت هذه المسرحية متعلقة بأي قصة حب يشار بها إلى الشخص العاطفي أو المغرم.
أما عن أهم مسرحيات شكسبير في أدب الملهاة هي مسرحية حلم ليلة صيف، وهي عبارة عن نسيج درامي شديد التعقيد من ثلاث عوالم خفية متداخلة ما بين البشر والجن، وقد رصد وليم شكسبير في هذه المسرحية تصوراته عن العواطف التي تحكم الجميع مثل الحب والغيرة والكراهية والبغض في عالم البشر والجن معًا، ووضعها شكسبير في إطار من الكوميديا والرومانسية بصورة معبرة وعميقة.
مرت على شكسبير فترة مهمة في مشوار حياته أطلق عليها النقاد حالة النضج الأدبي، وذلك عن أعظم نصوصه التراجيديا التي تميل إلى الكوميديا السوداء والتي كانت تظهر مأساة عمق رؤية هذه المرحلة لدى وليم والتي أكسبته براعة الحبكة والصناعة الدرامية، واستطاع شكسبير أن يصل إلى حد الإتقان في المزج والدمج ما بين الفكر الإنساني والعواطف البشرية، بإضافة الشعر والمواقف المؤثرة. وكانت من أبرز هذه المسرحيات السوداوية مسرحية مأساة هاملت والتي كتبها في عام 1601م.
وتعد هذه المسرحية أيضًا من أشهر مسرحياته العالمية، تحكي هذه المسرحية عن قصة أمير دنماركي يقع فريسة لإجرام عمه ويصدم بضعف والدته وأن والده قد قُتل على يد عمه، فيدخل هاملت في صراع قوي مع نفسه ويقع في حيرة شديدة وشعور بالضياع ما بين إتخاذ قرار الانتقام مع العلم أن هذا القرار سيدمر كل من حوله أم يستسلم لمعاناته، وقد صور شكسبير هاملت في هذه الملحمة المسرحية الوضع الإنساني الذي يكمن في داخله القسوة والجبروت والضعف والتردد في ذات الوقت.
اتجه وليم شكسبير في أواخر أيامه إلى كتابة النصوص الرومانسية عن مفاهيم عدة ممزوجة بروح التفاؤل، عن دمج العاطفة بالفن والميول إلى العوالم الخفية كالجن والسحر والخيال ليضيف شكسبير مرحلة مختلفة في تغيير إتجاهاته الأدبية التي اعتاد عليها، كما أدخل أيضًا الشعر الغنائي بصورة أكبر مما كان معتاد عليها في كتاباته السابقة وكانت تتحدث مسرحياته في أواخر أيامه عن وجع الفراق بين العشاق ولوعة الحب ولم الشمل، وقد رأى بعض النقاد أن هذا الأسلوب الجديد لوليم شكسبير ما هو إلا تغيير في الأذواق فقط وليست في التوجهات أو الفكر الشخصي للكاتب.
من أعماله الشعرية "قصيدة فينوس وأدونيس" وتعد هذه القصيدة أول قصيدة يقوم بكتابتها وتعتبر من القصائد الطويلة التي بلغ عدد سطورها 1250 سطرًا، وقصيدة "الحاج المغرم، والعنقاء والسلحفاة"، وغيرها.
رحل شكسبير عن عالمنا في مسقط رأسه بستراتفورد في 23 إبريل من عام 1616م عن عمر يناهز 52 عامًا ودفن بكاتدرائية الثالوث الأقدس بإنجلترا بعدما قدم للمسرح ما يقرب من 39 نصًا مسرحيًا، و158 قصيدة وقد ترجمت أعماله الأدبية جميعها إلى كل لغات العالم مما يجعله من أعظم أدباء المسرح على مر التاريخ بما تركه من نصوص آثرت المسرح الإنجليزي والعالمي، وأضافت عليه تطورات فكرية، ورؤى جديدة مازالت تدرس في الأكاديميات والجامعات حتى الآن.