امتزجت روائح رمضان بروحانيات مسجد العارف بالله، في محافظة سوهاج، فصار قبلة للصائمين لقضاء ساعات رمضان في قراءة القرآن، والتقرب بالصلاة والدعاء إلى الله، فيما تمتلأ أركان وساحات بيت الله بالزوار الذين يأتون من كل حدب وصوب، للتبرك والعبادة.
فعندما تقودك قدماك إلي مدينة سوهاج وبالتحديد ميدان العارف بالله، تجد مئذنتان كبيرتان بينهما شخشخية ضخمة، وجناح ملحق بيه ضريح "العارف بالله"، بجوارهما قبر مراد بك حاكم الصعيد أيام دولة المماليك، تشعر برواح شهر رمضان الكبير.
بينما أنت تتجول بميدان العارف في نهار رمضان، تجد الذي ينتشر به بائعو العصائر المثلجة والمشروبات الأخرى التي تباع في شهر رمضان فضلاً عن بائعي الخضروات والفاكهة، وإذا اقترب موعد الإفطار تجد شباب ورجال يوزعون الوجبات علي رواد المسجد والمصلين.
ولزيارة مسجد العارف بالله في شهر رمضان روحانية عالية لدى المواطنين الذين يأتون من طما أقصي شمال المحافظة ومن البلينا أقصي جنوبها بل يصل الأمر إلي مواطنين من محافظات مجاورة، لأداء الصلاة في مسجد العارف وخاصة صلاة الجمعة، والدعاء والتقرب إلي الله.
ويعد مسجد العارف بالله أحد أكبر المساجد الأثرية بمحافظة سوهاج، ويرجع تاريخ إنشاءه إلى القرن الثامن الهجري، عندما كانت المحافظة تابعة لمديرية جرجا التي تحكم إقليم الصعيد بأكمله، وأُعيد بنائه في عهد الرئيس جمال عبد الناصر عام 1968م، وتبلغ مساحة المسجد حوالي 7 آلاف متر مربع.
كما جرى تجديده في العام الماضي 2020، وجرى عمل حديقة كبيرة في محيطه لمنع تزاحم الباعة الجائلين من الوقوف أمام المسجد ومزاحمة المصلين والمترددين على المسجد، والعارف بالله المسجد الوحيد بالمحافظة الذي يتبع إدارة المساجد الكبرى بوزارة الأوقاف.
ويعمل بمسجد العارف بالله خطيبين ويخطبان الجمعة بالتناوب بينهما، كما أن له 8 عمال يعملون ينظفونه ويحرسون، وليس عاملان أو ثلاث عمال كأي مسجد آخر بالمحافظة.