الخميس 2 مايو 2024

ذكرى انتصار العاشر من رمضان ومواجهة التحديات

مقالات23-4-2021 | 19:56

ما أحوجنا فى هذه الأيام المباركة، وجيشنا العظيم خير أجناد الأرض يدك معاقل الإرهاب داخل الوطن وخارجه فى شهر الصيام، ويقف على حدود الوطن الجغرافية والسياسية كما الأسد ، راسماً ملاحم نصرٍ جديدة دفاعاً عن مصر المحروسة، أن نستلهم روح العاشر من رمضان .

 

وسندرس لأبنائنا ملاحم جيشنا للحفاظ على هذه الأمة، بداية من مينا موحد القطرين وانتهاء بانتصار  مصر على الارهاب وعلى كل التحديات القائمة التى تتهاوى أمام إرادة المصريين .

 

و ذاكرة التاريخ للأمم أيام خالدة لا تنسى، نظل في حاجة إلى تذكرها واستلهام دروسها وعبرها، لنرسم خطى العزة حال تطلعنا إلى المستقبل .

 

وإننا لنرى هذا الوطن العظيم يطرح تنمية وحضارة وعزة كما يطرح أبطالاً كالجبال الرواسى فى ثباتهم أمام التحديات وكالأسود الضواري أمام أعدائهم وقت اللقاء !!

 

فأبطال مصر الذين يرسمون بطولات ضد الارهاب عدو الانسانية هم أبناء وأحفاد أبطال مصر فى حرب أكتوبر المجيدة.  فدعونا نتذكر بطولة الآباء وبطولة الأبناء .

 

فعن ذاكرة الأيام يقول الله تعالى: {وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ إِنَّ فِي ذلك لآيات  لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ } [إبراهيم: 5]، ومن أهم الأيام في ذاكرة تاريخنا الحديث يوم العاشر من رمضان 1393هـ ، السادس من أكتوبر 1973 م، حين حققت الأمة نصرها الحقيقي على الصهاينة في تاريخها الحديث .

هذه الحرب العظيمة الخالدة والتي كانت حدثاً فاصلاً في تاريخ أمتنا العربية والإسلامية، والتي عادت من خلالها تعلن عن نفسها من جديد، وتؤكد أنها قادرة بفضل الله تعالى على تجاوز جراحها، وتحقيق آمالها ، متى اتضح الهدف ؟ واجتمعت الأمة حول ثوابتها؟، صادقة في نياتها، عازمة على تسطير مجدها .

 

هذا النصر الذي حققه جيشنا العظيم وشعبنا الكريم، جاء من خلال عزيمة قوية، وثقة بالغة، واستمساك بالدين واعتصام بالحبل المتين، وقد وعد الله - ووعده حق - بنصر من ينصرونه، ويقيمون دينه، فقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} [محمد: 7] .

 

وعملاً على رفع الهمم فقد شاع شعار: (من مات مات شهيداً، ومن عاش عاش حميداً).
 

فمع التدريب الصحيح والإعداد الجيد الذي كان من أهم أسباب النصر ، يأتي التمسك بقوة الإيمان، والصدق مع الله تعالى، ووضوح الهدف  الذي يقاتل من أجله الإنسان، متوكلاً  على الحق سبحانه في رد العدوان، ورفع الظلم، وصد الاعتداء، قال الله: {بَلِ اللَّهُ مَوْلَاكُمْ وَهُوَ خَيْرُالنَّاصِرِينَ } [آل عمران: 150] .

فكانت صيحة المجاهدين في الميدان (الله أكبر)، وكان اليقين لدى جيشنا العظيم أن الله أكبر من كل تحصينات الصهاينة ومن وراءهم، كانت قلوب جنودنا في المعركة تردد التكبير مع الألسن، فكان النصر هو المكافأة الإلهية لرجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه .

 

إننا في حاجة إلى استلهام روح العاشر من رمضان، من خلال بث روح  التحدي في قلوب شبابنا، وتقوية الأمل في نفوس أهلنا، حيث عاشت مصر فترة معارك الاستنزاف، التي كانت ميداناً لبعث هذه الروح  العظيمة - روح الأمل – التي كانت تؤكد على أن هزيمة العدو الغادر ممكنة بل ومحققة رغم كل الدعاية المصطنعة عن جيشه الذي لا يقهر، وتحصيناته التي لا يمكن اختراقها، وحلفاؤه الذين لا يمكن أن يسمحوا بهزيمته، فما كانت عمليات الاستنزاف التي قام بها جيشنا ومن وراءه شعبنا ، سوى إعلاناً بأن الله ناصر هذه الأمة، وأن الشدائد التي نمر بها هي أمارات للنصر، وأن مع العسر يسرين، وهذا درس ينبغى ألا يغيب عن صانعي الاستراتيجيات في الأمة، إن الأمل الذي عاش عليه شعبنا وجيشنا كان سر النجاح وسبب النصر، لأن الهزيمة  النفسية هي أقسى وأشد ألوان الهزيمة في المعارك، وألف معركة  يخسرها الجيش في الميدان أهون من معركة واحدة يخسرها في نفوس الجنود .

 

كما لا يغفل أن من أسباب النصر: ما كان من قوة المتانة بين الجبهة الداخلية وقوة الوحدة الوطنية، حيث أدرك المصريون جميعاً مسلمين ومسيحين أنه لا يمكن مواجهة تحديات العدو إلا بصفٍ وطنى متماسك، فقد كانت صيحة (الله أكبر) نشيد الجندي المصري -المسلم والمسيحي - على السواء، فكانت لحمة المجتمع قوية متينة على كل المستويات .

 

إنه من الواجب علينا في ذكرى العاشر من رمضان بعث الجندية فى نفوس الشباب والأطفال حتى تكون نشأتهم فيها من الولاء  والانتماء ما يُكوّن  شخصيتهم الوطنية، ليكونوا أبطال المستقبل كما كان أجدادهم أبطال مصر فى المعارك الماضية ..

واذا أقترح عودة التربية العسكرية فى المدارس مرة أخرى لتهيئة التلاميذ على مستوى الجندية ، بجانب تدريس بطولات الشهداء فى تاريخ مصر القديم والحديث.

كما أقترح تحويل الخطاب الدينى الوعظى الهزيل إلى خطاب دينى فكرى يشتبك مع التحديات المعاصرة ويدحضها وينمى القيم الوطنية عند الشباب والأطفال بوسائل وأساليب مناسبة.
 

كما يجب علينا أن ندعو الله لنصرة خير أجناد الأرض فى حربهم ضد الإرهاب وجحافله فى الداخل والخارج وعلى أئمة المساجد الدعاء لجيش مصر العظيم بالنصر فى قنوتهم أثناء صلاة التراويح وصلاة الجمعة ،والله الموفق والمستعان.

Dr.Randa
Dr.Radwa