يصادف اليوم السبت الموافق 24 يناير ذكرى رحيل الفنان الفيلسوف المثقف محمود مرسي، الذي ترك فراغًا فينًا كبيرًا، منذ رحيله عن دنيانا في مثل هذا اليوم من عام 2004، قبل 17 عامًا.
محمود مرسي، فنان قدير تمكن من حجز موقعه لعقود بين كبار الفنانين، عاش "محمود مرسي" في دنيانا 81 عامًا، منذ ولادته في محافظة الإسكندرية في يونيو من عام 1923.
في الليالي الظلماء فقدنا أيقونة أبداعية فنية كبيرة، ومازالت أيقونة موهبة ونجومية محمود مرسي، لم تجد من يستطيع أن يحل محله، ومازالت المنطقة التي كان يقدمها لنا "مرسي" فارغة، من يستطيع الآن أن يجذبنا خلفه للبحث عن السيد أبو العلا البشري من جديد، تلك الشخصية الإستثنائية التي قدمها محمود مرسي، وجعلت منه أيقونة داخل كل بيت مصري، بعد أن أحببنا جميعًا رحلة السيد أبو العلا البشري.
من كان يتخيل أن هذا الرجل الخجول وصاحب الثقافة العالية، يستطيع أن يبدع كل هذا الأبداع في أدوار الشر، في تأكيد على عبقريته التمثيلية، من ينسى دور "فتحي عبد الهادي" ضابط السجن في فيلم "ليل وقضبان" بجوار سميرة أحمد ومحمود ياسين، أو بدران في فيلم "أمير الدهاء" مع الفنان الراحل فريد شوقي، أو عتريس في فيلم "شيء من الخوف"، بجانب الفنانة شادية.
تزوج محمود مرسي مرة واحدة وكانت زوجته الفنانة سميحة أيوب، حياته العملية كانت متنوعة وثرية، بدايتها كانت بالالتحاق بالمدرسة الثانوية الإيطالية بالإسكندرية القسم الداخلي، ثم الحصول على ليسانس الفلسفة من كلية الآداب بجامعة الإسكندرية، ثم دراسة الإخراج السينمائي في العاصمة الفرنسية "باريس"، حيث قضى هناك 5 أعوام كاملة من عمره، انتهت عندما أنفق كل مدخراته على تعلم الإخراج، فقرر الانتقال للعاصمة البريطانية "لندن"، حيث تم تعيينه هناك صحفيًا بهيئة الإذاعة البريطانية BBC، ولكن خلال 7 شهور كان العدوان الثلاثي على مصر قد وقع في عام 1956، ليقرر مرسي العودة لمصر والتحق بالعمل بالبرنامج الثاني للإذاعة المصري، ثم أصبح مخرجًا بالتليفزيون المصري، ثم مدرسًا للتمثيل بالمعهد العالي للفنون المسرحية.
جاءت بدايته الفنية وهو يبلغ من العمر 29 عامًا، تحديدًا في عام 1962 بأول مشاركة سينمائية له من خلال فيلم "أنا الهارب" مع المخرج نيازي مصطفى، ومن هنا بدأت الانطلاقة الفنية له، التي أخرج ومثل خلالها في العديد من الأعمال الفنية، سواء المسرحية، أو السينمائية والتلفزيونية.
فقدم الفنان محمود مرسي خلال مشواره الفني ما يتجاوز الـ90 عملًا فنيًا ما بين السينما والدراما التلفزيونية والإذاعية والمسرح،والتأليف، والإخراج، ولكن من بينهم 25 فيلمًا فقط فكان ذو مذاق خاص في أختيار أعماله.
وبالرغم من نجاح مرسي وسطوع نجمه في مجال التمثيل إلا أنه كان له عددًا من التجارب التأليف والإخراج، فجاء عام 1962 ليكتب مرسي السيناريو والحوار بمشاركة فؤاد القصاص لمسلسل بعنوان «الحب الكبير»، كما جاء المسلسل من إخراج الفنان محمود مرسي أيضًا، وشارك في بطولة المسلسل عددًا من كبار الفنانين الذين رحلوا عن عاملنا أيضًا منهم "يوسف شعبان، صلاح قابيل، صلاح منصور"، بجانب الفنانة "ليلى طاهر"