يعتبر كتاب "ألف ليلة وليلة" من أهم وأشهر كتب القصص على مدار الزمان، نظراً لما يحويه من قصص متنوعة مختلفة، وردت في غرب وجنوب أسيا، وتعتبر قصة الحاكم شهريار وزوجته شهرزاد هي القصة المحورية والرئيسية في هذا الكتاب، حيث أن كل القصص تنطلق من هذه القصة الرئيسية، وغالبية النص جاءت نثرية على الرغم من وجود الشعر في مواضع كثيرة.
وتدور القصة المحورية للكتاب قصة الحاكم شهريار وزوجته شهرزاد، أن الملك بدأ أمره بإكشاف خيانة زوجته له مع أحد العبيد، وهو الأمر الذي لم يحتمله وقرر إعدامها على الفور، ورأى أن جميع النساء مخطئات، فقرر أن يتزوج من عذارى كل يوم وفي صباح اليوم التالي يهم بقتلها حتى لا يكون لها فرصة لخيانته، ومع مرور الزمن لم يتبقى في المملكة عذارى سوى ابنة وزير لدى الملك، فطلبها الملك ووافق الوزير على مضض، وفي ليلة الزواج بدأت شهرزاد تحكي حكايات للملك دون أن تنهيها مما يدفع فضول شهريار لإبقائها حية حتى يعرف نهاية الحكاية، وعندما تنتهي من حكاية كانت تبدأ في اخرى وظل الأمر هكذا حتى أتمت ألف ليلة وليلة تحكي خلالها للملك القصص والحكايات.
الحكايات في الكتاب مختلفة ومتنوعة، وهي تشمل القصص التاريخية والكوميدية والغرامية والشعرية والخيالية والأسطورية أيضاً، ترجم الكتاب إلى لغات عدة، وهناك الكثير من القصائد الشعرية التي تخللت الحكايات، والتي تغطي معظم الأمور.
"ألف ليلة وليلة" هي دراما تراثية شهيرة حيث كان المستمعون للإذاعة المصرية منذ خمسينيات القرن الماضي يجلسون في انصات تام منتظرين سماع جملة "بلغني أيها الملك السعيد ذو الرأي السديد"، التي تشير إلى بداية شهرزاد في حكي الحكايةعلى الملك شهريار.
والحكايات قُدمت لأول مرة على يد الشاعر الراحل طاهر أبو فاشا، والذي كتب منها ما يقرب من سبعمائة ليلة، وتناوب على كتابتها بعد وفاة أبو فاشا كلًا من عباس الأسواني وفراج إسماعيل، حتى وصل ما قدمته الإذاعة 820 حلقة، وأخرج كل تلك الحلقات المخرج الإذاعي محمد محمود شعبان، وقدمت الفنانة القديرة صاحبة الصوت المميز زوزو نبيل، وقام الفنان عبد الرحيم الزرقاني بأداء شخصية الملك شهريار، بالإضافة إلى العديد من الأصوات الإذاعية المميزة.
قصة مملكة الشحاذين
بعد أن فقد البقبوق عينيه، جمع الشحاذين وقام بتنظيمهم، ونظّم البلاد إلى جماعات وقطاعات من الشحاذين، فدانو له بالولاء وأصبح أميرًا للشحاذين وصعاليك المدينة، وبعد أن سقط من الدور الثاني أخذ يتحسس طريقه حتى عاد إلى جماعته، ومضى صاحب البيت خلفه وهو يظن أن لا أحد يراه، وجعل يسمع أحاديثهم وهو يظنهم عميانًا.
أمر بقبوق رجاله أن يُغلقوا الباب وبدأ في عد المال، ثم اشتم مساعده الشيخ حسن رجلًا غريبًا فناشده بالظهور، ولم يرد الرجل، فدعا الشيخ حسن وأخذ يضرب بعصاه على الرجل الذي فضحه تأوهه وعرف أنهم جميعًا مُبصرون، فقرروا أن يقتلوه حتى لا يفضحهم، وتركوه يجري وأخذوا يستغيثون بالناس ويصرخون بأنه لص، حتى أخذهم جند الوالي.
وأمام الوالي قال الرجل أنه والجميع عميانًا ويأخذون من الشحاتة حرفة وأنهم جمعوا مالا وفيرا، فأمر الوالي أن يضرب منهم من يدّعي العمى، فاعترفوا بعد أن ضرب أولهم، وجاء عند البقبوق الذي أقسم له أنه أعمى بالفعل، ولكن الوالي لم يُصدقه وجعل أحد رجاله يضربه، وأخذ رجال الوالي يضربونه حتى كُسر عموده الفقري، فجاء أخيه الحلاق وحمله إلى البيت.